زيارة الإمام الحسين ومعرفة حق الزيارة

الملف الشخصي · 20-11-2015, 09:58 PM

[gdwl]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة الإمام الحسين ومعرفة حق الزيارة
المقدمة:
في هذا البحث أردت التحدث عن بعض من جوانب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ومعرفة ما الذي يريده منا الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال معرفة حق الزيارة ان كانت عامة اي يجتمع من أجلها الناس والمؤمنين منهم فلها آدابها الخاصة بها التي قد اوصانا بها أئمتنا (عليهم السلام) أو ان كانت ما ينفرد به المؤمن من خلال زيارته عن بعد او عن قرب فأيضاً لها آدابها ومعرفة حقها وهنا نخص بالذكر سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) كما لا ننسى بالذكر كل مصلح قد مهد وساهم في جعل المؤمنين ينهلون أرفع الدرجات التكاملية من خلال تلك الزيارة.
وهنا نرى الائمة (عليهم السلام) يحثون دائماً على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
قال الإمام ابو الحسن موسى ابن جعفر (عليه السلام) ((أدنى ما يثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشط الفرات أذ عرف حقه وحرمته وولايته أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )) كامل الزيارات ص 135

قال الامام علي الرضا (عليه السلام):
من زار قبر الحسين (عليه السلام) بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه
مستدرك الوسائل ج10 ص250 ح38

ان الله سبحانه وتعالى قد اعطى لزائر الإمام الحسين (عليه السلام) من النعم التي لا تعد ولا تحصى في الدنيا والآخرة وهناك روايات كثيرة تخبرنا عن منزلة وحق الإمام الحسين ( عليه السلام) منها ما ورد عن الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم)
((حسين مني وأنا من حسين))

((الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))

وفي منتهى الآمال : عن الصادق عليه السلام أنهُ قال : (( كان الحسين بن علي عليهما السلام ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه وآله يلاعبه ويضاحكه ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما اشد إعجابك بهذا الصبي فقال لها ويلك ، وكيف لا احبه ولا اعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني ؟ اما ان امتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي. قالت يارسول الله حجة من حججك ؟! قال نعم ، وحجتين من حججي ن قالت : يا رسول الله حجتين من حججك ؟! قال : نعم ، واربعة . قال : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعّف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله صلى الله عليه وآله بأعمارها ( أي : مع كل حجة عمرة ))

ان هذه البشارة التي اعطاها الله لإمامنا الحسين (عليه السلام) هي نعمة كبيرة ولكن ان يكون الفرد عارفاً بحق الإمام الحسين (عليه السلام)

والمعرفة الحقيقية التي يقتضي معها الانصياع والطاعة للإمام (عليه السلام) لأنه باب هداية ونور للناس من خلال العمل بأقواله وأومره وانواهيه واخذ العبر والدرورس من حياته الشريفة والمواقف التي مر بها وثورته الخالدة
ان الإمام الحسين (عليه السلام) قدم اعظم التضحيات وذلك بالوقوف بوجه اعداء الدين هو وأصحابه وأهل بيته (عليهم السلام)
حيث ان هذه الدماء الطاهرة قامت بأحياء الامة وعدم طمس رسالة الاسلام المحمدية
(فالدين محمدي الوجود حسيني البقاء )

وان الإمام الحسين ( عليه السلام) منار لكل الاجيال واسوة حسنة يتأسى بها الاحرار وينهلوا منه ويأخذوا العبر من مواقفه الشجاعة ويستهلمون الصبر والثبات على العقيدة وعدم الخضوع للظالمين
وان احياء ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) من الأمور العظيمة ومن القادة والمصلحين الذين أكدوا على احياء هذه الشعيرة المباركة السيد الولي محمد محمد صادق الصدر(رضوان الله عليه) فقد أمر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) الى احياء زيارته المخصوصة والغير مخصوصة والتأكيد عليها
وان للسيد الشهيد (قدس) كلام يصف به عظمة شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)
(قتل سلام الله عليه,وإنما حصل الاصلاح بشهادته وبعد شهادته ولا زال يحصل وسيبقى يحصل الى يوم القيامة بعون الله تعالى وحسن توفيقه له ولنا وللأجيال جميعاً وللبشرية جميعاً)
الجمعة السابعة الخطبة الاولى
وهنا اخترت بعض المقتطفات من خطبة الجمعة السابعة للسيد الشهيد محمد الصدر (قدس)
وهو يتحدث عن الاصلاح الذي حصل بعد واقعة الطف
(ابراز الاسلام كأطروحة كاملة وعادلة
حفظ شعائر الدين
منها ما يحصل من ذكر الحسين (عليه السلام) من المواعظ والتعاليم وأجتماع المؤمنين وغفران الذنوب ووستر العيوب والهمة في طاعة الله سبحانه وتعالى ولو لم يكن مثلاً إلا كشيء صغير جداً وهو ذكري للحسين وذكرنا للحسين في أمثال هذه المقامات لكفى في الحقيقة )

ومن الآداب التي يلزم القيام بها عند زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
هي
عن محمد بن مسلم, عن ابي عبد الله (عليه السلام)

قال قلت له:اذا خرجنا الى أبيك أفلسنا في حج قال بلى , قلت فيلزمنا ما يلزم الحاج , قال : ماذا
قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج , قال:
يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ,ويلزمك كثرة ذكر الله ويلزمك نظافة الثياب ,ويلزمك الغسل قبل ان تأتي الحائر ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وآل محمد ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك ويلزمك ان تغض بصرك , ويلزمك ان تعود الى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً والمواساة ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه والخصومة وكثرة الايمان والجدال الذي فيه الايمان, فأذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت ان تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان.
ومن الذين آرادوا لنا الخير والصلاح والتمسك بالإمام الحسين(عليه السلام) من خلال زياته هو سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) فقد اعطى لنا توجيهات ونصائح للزائرين الكرام في الزيارة الشعبانية وأمرنا بالتحلي بها
(ليعلم الجميع بلا استثناء أن الزيارة الشعبانية هي زيارة عامة لكل محبي آل البيت عامة (عليهم السلام) ولمحبي المصلح خاصة . فعلى الجميع التزام الطاعة والاخلاص والهدوء والسكينة والأخلاق الحسنة والابتعاد عن كل ما يضر وعدم أعلان الانتماء بأي صورة من الصور إلا المعصومين (عليهم السلام) وإلا فهو عاص لنا آل الصدر . وعدم الأختلاط بين الجنسين أمر واجب ولازم . الحجاب الشرعي واللبس المقبول لكلا الجنسين أمر واجب وضروري والنظافة تعكس صورة جميلة عنكم. والتعاون والمحبة بين الزوار بما يرضى الله (والزيارة) هي مستحبة لكن فيها الوفاء وفيها النصرة للحق وأهل الحق أحيائها بالدعاء والأذكار والطاعة والعبادة والصلاة ومساعدة المحتاجين ومسالمتهم والسلام على كل الزائرين بما يرضي الله وتطبيق الحكم الشرعي وعدم مخالفته في كل ذلك وأن لا يتدخل بما لا يعنيه أو يفتي بما لا يرضي الله...ولكن قد يكون لهذه المناسبة وقع خاص . فالتزموا الهدوء والصبر والحكمة والحنكة والطاعة والعبادة والأنابة والتوبة والرغبة والتقرب ....وغض بصرك ويدك عن المحارم وسالم الجميع ولا تتدخل فيما لا يعنيك ولا تفعل فعلاً او قولاً لا يرضي الله ورسوله وأهل بيته وحوزته مما يوجب خراباً لتلك الزيارة انتهى ..كلام السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله)
ومن هذه التوجيهات فقد اعطانا السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) آداب الزيارة وما يجب القيام به والتوجه للطاعة وطاعة أهل البيت (عليهم السلام)
.................................................. ........
الخلاصة
ان زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) فيها استذكار لكل ما قام به ولأجله الإمام الحسين (عليه السلام) ففي زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) هي أظهار الولاء والتمسك والأرتباط بالإمام الحسين(عليه السلام) وتحمل المسؤولية تجاه التضحية التي قدمها الإمام الحسين (عليه السلام)
هذا والحمد لله رب العالمين

[/gdwl]