كيف الحل يامن وقفتم على التل

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

في وطني العراق ، أينما أكون ، في كل المحافل ، في محال العمل التي أصبحت من أماني الشباب حيث لا أمل تحقيقها .. في الشارع ، في السيارة ، في المآتم وفي الأفراح ، في السوق ، في داخل البيت ، في وسائل الإعلام ، في وفي وفي .... يطرق مسامعي نقداً لاذعاً لحكومة فاسدة ، ضيعت الشعب وجرّته الى الموت والفقر والهوان ، هي غاية في الظلم والجبروت ، همها علفها ، وإمتصاص دماء الفقراء ،لاخدمات قد وفرت ولا أمان ولا ضمان لقوت الشعب ، الحياة الكريمة في ظلها حُلُم ، ليس لديها سيادة ، فهي ذنب لمحتلٍ بغيض ، ودمية تلهو بها دول الجوار ، واللوم كل اللوم على تلك الحكومة التي إنتخبها الشعب في ثورته البنفسجية !! ؟
إن من دواعي الفشل أن يُخرج الإنسان نفسه من دائرة التقصيرويلقي اللوم على غيره وهو عن نفسه راض .
ان لكل إنسان في هذا الكون دور وموقف أما أن يكون إيجابياً يستطيع من خلاله أن يغير الواقع السيء الى واقع أفضل ، أو يكون سلبياً يساهم في إذلال صاحبه ، بل قد ينسحب الى المجتمع برمته ، ولا يمكن بحال تجاهل الدور الإيجابي وإقناع النفس بعدم إمكانية التغيير ، فالتغيير يبدأ من إرادة التغييرولابد للإنسان أن يريد لكي يعمل وأن يعرف لكي يريد ، والله تعالى لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .

كيف لي أن أكون عنصراً فعالاً في التغيير وأنا أقف على التل أُراقب ما تؤول اليه الأحداث فإن كان خيراً شملني وإن لم يجدِ نفعاً بسبب عدم التكاتف أوجه إنتقادي الى من سعى في التغيير والإصلاح .
لابد لي في هذه الحياة أن أكون صاحب قرار وأحدد وجهتي حسبما رسمها لي قادتي وسادتي المعصومون عليهم السلام ، وإلا عليّ أن أرضى بالظلم والذل والفقر فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : ( أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لو إقتبستم العلم من معدنه ، وإدخرتم الخير من موضعه ، وأخذتم الطريق في وضحه ، وسلكتم الحق من نهجه ، لإبتهجت بكم السبل ، وبدت لكم الأعلام ، وأضاء لكم الإسلام ، وما عال منكم عائل ، ولا ظُلم منكم مسلم ولا معاهد )مستدرك النهج ص31
فهل أنا ياترى ممن سلك الحق من نهجه ، وإقتبس العلم من معدنه ، وأخذ الطريق من وضحه ، كي لا يمسني ظلم ولا فقر ؟؟ فإن كان الظلم والفقر قد مسني ، فهذه قد تكون إشارة البعد عن نهج الحق وطريق النجاة وربما عدائي له .
إذن أنا من المقصرين ، وما مجيئ هذه الحكومة الفاسدة وتسلطها على رقاب الشعب إلا بسبب مقدمات التقصير والميل عن نهج الحق ، والإتكال على الغير في إحداث التغيير ، والإنهماك في المصالح الشخصية ، وخير شاهد على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام ( كيفما تكونوا يولّ عليكم ).
فيامن قصرتم في إنتشال عراقكم من الضياع ، هاهي الفرصة قد جاءت ، وأبواب الإصلاح فتحت ، فلا تفوتنكم فرصة المشاركة في إنقاذ العراق ، ولنكن يداً بيد بعيداً عن الإنتماءات وتكون لنا بصمة الفخر في الدنيا والآخرة ، بصمة المساندة والمشاركة مع سيد الإصلاح في إصلاحه لنكون قد أدينا الواجب تجاه سيد الأوطان ومعقل الإيمان عراق المعصومين والأولياء .

والحمد لله رب العالمين