الذي يتظاهر الشعب العراقي وليس التيار الصدري

بسم الله الرحمن الرحيم

الذي يتظاهر الشعب العراقي وليس التيار الصدري

حين خرج الشعب العراقي في مظاهرات واعتصامات سلمية في الاشهر الماضية، نجد السيد القائد مقتدى الصدر دام عزه يخاطب الشعب العراقي مرة يدعوه الى مواصلة الجهود لاجل اتمام مشروع الاصلاح ومرة أخرى يحيي الشعب العراقي على وقفته المشرفة، فيعترض معترض ويقول ان الذين خرجوا هم التيار الصدري وليس الشعب العراقي عادين ذلك مثلبة وكما قال الشاعر :
وجَدْتُ الفتى يَرمي سواهُ بدائِهِ ويَشكو إلَيكَ الظّلمَ، وهو ظلوم
فيستعملون الخلط في الالفاظ والمفاهيم لتضليل الناس، وسنبين ان الذين خرجوا هم الشعب العراقي وليس فئة معينة كما قال السيد مقتدى الصدر دام عزه.
هناك مفهومان للشعب يختلف احداهما عن الاخر مفهوم سياسي ومفهوم اجتماعي.
المفهوم السياسي للشعب :- فلا يعني اكثر من اولئك الذين يتمتعون بالحقوق السياسية، اي الذين تندرج اسمائؤهم في جداول الانتخابات، ويطلق عليهم جمهور الناخبين)(1).
المفهوم الاجتماعي للشعب :- يعني كافة الافراد الذين يقيمون على ارض الدولة ويتمتعون بجنسيتها، سواء كانوا رجالاً ام نساءً، شيوخاً ام اطفالاً، عقلاء ام مجانين)(2).
ويضيف الدكتور نعمان الخطيب (وعلى هذا يبقى الشعب بمعناه الاجتماعي اوسع نطاقاً من الشعب بمفهومة السياسي)(3).
ومحل البحث هو الشعب بمفهومة الاجتماعي، فالمجتمع العراقي بكافة اطيافه وتوجهاته والذي يعيش على هذه الارض، واما الذي يحمل الجنسية العراقية ويعيش خارج البلاد لا يمكن أن نعده جزء من الشعب العراقي حسب المفهوم الاجتماعي، ولكن حسب المفهوم السياسي هو مواطن عراقي، مثال على ذلك "ان شخص يعيش في استراليا ويحمل الجنسية العراقية فمن جانب سياسي له الحق في المشاركة بالانتخابات العراقية، فمن هذا الجانب يعد مواطن عراقي، عند الكتل والاحزاب لانه يساهم في مشاركتهم في الحكومة، ومن جانب اجتماعي لا يعد مواطن عراقي بل جزء من الشعب الاسترالي لانه يعيش على ارضها.
ان هدف القائد والمصلح الاجتماعي هو الشعب بمفهومة الاجتماعي، واما الشعب بمفهومة السياسي فهو لغة الكتل السياسية، فحين يطالب حزب معين ويحشد انصاره حاملين علم الحزب ويطالب بامتيازات الحزب وهذا ما حدث قبل مدة يمكننا القول أن الذين خرجوا ليس الشعب العراقي، ولكن المظاهرات التي خرجت في الاشهر الماضية في ساحة التحرير وعلى بوابات المنطقة الخضراء وفي داخلها يمكن ان نطلق عليه الشعب العراقي لعدة أسباب اهمها.
اولاً :- ان التيار الصدري والقوى المدنية وغيرها ليس حزب او جهة سياسية، فهم حسب المعنى الاجتماعي ينطبق عليهم مفهوم الشعب، فخرجوا كونهم مواطنين عراقيين يجمعهم مفهوم المواطنة سلبت حقوقهم ويسعون الى ارجاعها.
ثانياً :- ان المطالب التي نادوا بها تمثل جميع مطالب الشعب العراقي بكافة اطيافه وتوجهاته وليس مطالب خاصة تخص حزب معين.
ثالثاً :- رفع العلم العراقي فقط وليس حزب او طائفة.
بل يذهب بعض المنظرين الاجتماعيين بالقول ان الشعب هو الذي يستطيع أن يتفاعل ويؤثر في البنية المجتمعية، وليس من انزوى وجلس في البيت، وعلى هذا الأساس لم نجد ما يوصف بالجمهور والجمهور المضاد فحين تخرج مظاهرة مليونية بمطالب معينة وتخرج قبالها مظاهرة مليونية تحمل مطالب اخرى، نستطيع أن نقول أن الشعب قد انقسم الى قسمين كما حدث في بعض الدول، ولكن في العراق يوجد شعب العراق وشعب الحزب وشتان بين الشعبين.

والحمد لله رب العالمين.

المصدر :-
1- الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري، للدكتور نعمان محمد الخطيب، ص 19.
2- نفس المصدر والصفحة.
3- نفس المصدر والصفحة.