الامام الحسين (عليه السلام ) لجميع المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وألعن عدوهم

الامام الحسين (عليه السلام ) لجميع المسلمين
يشير الأمام الحسين(عليه السلام) إلى عالمية اليوم (التاسع من ذي الحجة ) في دعائه المبارك ليوم عرفة ومما جاء فيه (فأليك عجت الأصوات بصنوف اللغات ), فهو يوم عام لكل أصناف البشر لكي يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى , ويعودوا إلية, ليخلصوا أنفسهم من الشقاء والنكد وضيق المعيشة التي يعيشونها بسبب أبتعادهم عن الله تبارك وتعالى : (ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك أليوم تنسى ) طه : 124-126.
وعن الأمام السجاد (عليه السلام )قال :من أتى الحسين عارفا بحقة كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة , وكمن حمل على ألف فرس مسرجة ملجمة في سبيل الله ). وعن الحسين بن محمد قال : قال الأمام موسى بن جعفر (عليه السلام ): أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله (عليه السلام ) بشط الفرات إذا عرف حقه , وحرمته , وولايته , أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).وإذا كان الزائر يسير على قدميه ولو لمسافة قصيرة فأن الحديث الشريف يعده بكتابة حسنة كلما رفع قدما ومحو سيئة كلما وضعها وغيرها من الأجر.
فعن الحسين بن علي بن ثوير عن أبي عبد الله (عليه السلام )أنه قال : (من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام )إن كان ما شيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ,وحط بها عنه سيئة , حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من المفلحين , وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين,حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له : أنا رسول ربك إليك يقرئك السلام , ويقول لك : أستأنف العمل فقد غفر لك ما مضى ).
وإذا أضاف لذلك نية تعظيم الشعائر وإظهار عزة أهل البيت (عليهم السلام )وعلو مكانتهم وإظهار حقهم , فأن قيمة عمله ستزداد بلطف الله تبارك وتعالى .
وله أن يزيد قيمة العمل أكثر بأهدائه إلى المعصومين الأربعة عشر(سلام الله عليهم ) فأنهم بكرمهم سيتقبلون الهدية ويباركونها ويردون الفعل الحسن بأفضل وأحسن منه , كما ورد في الدعاء ( مني ما يليق بلؤمي ومنك مايليق بكرمك )وكما قال أخوة يوسف لأخيهم لما وردوا مصرا (وجئنا ببضاعة مزجاة ) يوسف :88, لكنه (عليه السلام ) أكرمهم ورفع من شأنهم بما يليق بكرمه وليس بما يليق بفعلهم .
عن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله نفسه الزكيه):أن الله تعالى لا يعطي العبد عطاءا مجانيا اطلاقا , وهذا قانون نافذ بين جميع الناس , حتى المعصومين سلام الله عليهم , وإنما يحصل الثواب على العمل , وإما بدون عمل فلا يحصل الثواب أصلا ).
وهذا الباب الواسع من الألطاف الألهية , نتعلمه ببركة حركة سيد الشهداء (عليه السلام )التي أختصرت مقاييس الكمال , لتعيش الخلود في كل الضمائر . ففي كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام ): أول الدين معرفتة )وبدون معرفتة لا يستطيع الا نسان أن يلتفت الى مثل هذه الأمور .
فألأعمال الصالحة توجب الخير والثواب للأنسان ,وأن لم يعمل بها , كما لو نوى أن لا يظلم أحدا , وأضمر في نفسة الخير والرحمة لكل الناس , وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): يا أبا ذر , هم بالحسنة وإن لم تعملها , لكيلا تكتب من الغافلين ).
أن تحرير الانسان هو الهدف الذي سعى لتحقيقه الامام الحسين (عليه السلام ) وصرح به في كلماته كقوله : (ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان , إن لم يكن لكم دين , وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ).
وقال (عليه السلام ) :ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين أثنتين , بين السلة والذلة , وهيهات منا الذلة , يأبى الله لنا ذلك ,ورسوله , والمؤمنون , وحجور طابت وطهرت , وأنوف حمية , ونفوس أبية , من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ).وعنه (عليه السلام ): (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل , ولا أقر لكم إقرار العبيد ).
والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله نفسه الزكيه ) أسم مميز في زمن ندرت فيه الاسماء البارزة ذات القوة الدافعة في صناعة التأريخ المتناهي ,وسط تزاحم الاسماء , وليس من المغالاة أن نقول بأن السيد الشهيد أبرزوا القوى الكامنة في دورة حياة التأريخ .
وفي الوقت الذي كان فيه السيد الشهيد (قدس الله نفسه الزكيه )مهتما على التعمق في أمهات الاحكام الشرعية ,ومتوغلا إلى حد بعيد في معضلات المسائل العلمية ...نراه لم يكن بعيدا عن هموم وأجواء عصره, فهو ليس أسيرالماضي , بل كان من البارزين الذين استوعبوا حقائق التأريخ فنظروا الى الواقع على أنه أمتداد للماضي . ولهذا نراه لم يرضى لنفسه أبدا أن يحصر فكره وأهتماماته في أجواء العلوم الدينية وأروقة الحوزة العلمية , بل كان على أتصال لما يجري على ساحة العالم الاسلامي.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
(اللهم صلي على محمد وآل بيت محمد وعجل فرجهم وآلعن عدوهم)

الحمد لله رب العالمين

بارك الله فيك

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
احسنت جزاك الله خيرا