كلمة السيد القائد مقتدى الصدر بالذكرى السنوية لاحتلال العراق 9-4-2011

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد نجحت الشعوب الإسلامية والعربية بإسقاط الدكتاتوريات التي كانت تتحكم بمصائرها والتي سلطت على رقابهم عقود طوال من السنين والأعوام.. نجحت تلك الثورات الشعبية بإزالة الكوابيس التي كانت جاثمة على صدورها لتفتح صفحة جديدة من أمل ا...لتغير ممزوج بالألم ..
وان تلك الشعوب العزيزة لتستحق منا كل الحب والإكرام والإجلال .. فإنها استطاعت صنع المستحيل كما يعبرون بإصرارها وعزيمتها وشجاعتها ورباطها ووحدتها وتكاتفها لتعلن عن عهد جديد بلا طواغيت ولا دكتاتوريات تتحكم بقوت الشعب وماله ورقابه ودينه وشعائره وإنسانيته التي باتت الشعوب لولا رحمة الله وفضله بعيدة عن هذا المصطلح، فأكثر الشعوب كانت ترتع بالذل والهوان ولا احترام لمعنى الإنسانية على الإطلاق ..
فالسجون والتعذيب والقتل والتشريد من جهة والجري من اجل لقمة العيش وتوفير الحياة الرغيدة من جهة أخرى لا يمكن إغفالها، فبعض خلف الرغيف وآخر خلف شربة ماء يجري ولا من معين ولا ناصر إلا الله سبحانه وتعالى ..
إلا أن تلك الصحوة الإسلامية العربية الشعبية قد غيرت من الحال وأصبح تغير الحال ليس من المحال، فقد غيرت الشعوب من نفسها وصارت تنتظر اللطف الإلهي لتغير واقعها المرير ،سواء بذلك الانتفاضات والثورات الشعبية التي انتصرت فعلا أو لا زالت أو ما قمع منها – مع شديد الأسف – فقد قال الله تعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...)
وأنا على يقين بان الله سبحانه وتعالى بعد أن رأى بعينه التي لا تنام إن الشعوب قد غيرت من نفسها ولن تقبل بالذل والهوان ولن تقبل بالظلم والاستبداد سوف يعاملهم بلطفه ورحمته بان يغير واقعهم المرير الذي عاثت الدكتاتوريات به سنين طوال بحيث لا يمكن تغييره بأيام أو شهور أو حتى سنين قلائل . إلا بإرادة وهمم الشجعان والمؤمنين الأحرار فإنها تزيل الرجال وتهدم الحكام الفاسدين الذين وضعهم الغرب الكافر وسلطهم علينا من دون أن يكون للشعوب رأي بذلك ..
فاستمروا ياشعوب الإسلام على صحوتكم الجبارة هذه من اجل تحقيق الهدف الأسمى والأعلى والذي خطه الله لنا ولكم من اجل الخلاص من الظلم .. وهذا لا يكون إلا بالانقياد والطاعة الحقيقية لله سبحانه وتعالى وإياكم والانغماس بالدنيا ومغرياتها وتقليد الغرب في كل صغيرة وكبيرة فإنهم ابعد ما يكونون عن روح الأخلاق العالية والمعاني السامية التي بني الإسلام عليها .
ولا يمكن أن تكلل جهودكم العظيمة هذه بالنجاح التام إلا بذكر الله والتحلي بقيم الإسلام العليا وأخلاقه وأحكامه بقدر المستطاع فان الحق دوما يعلو ولا يعلى عليه لكي تكونوا بالفعل قد غيرتم من أنفسكم كما يريد الله سبحانه وتعالى ورسوله النبي الأمي وسيد الكونين محمد ( صلى الله عليه واله ) وصحبه المنتجبين الأخيار
ونحن في العراق نساندكم بكل ما لدينا من قوة وإيمان ومحبة وإخلاص لكي نكون نحن المسلمون والعرب يدا واحدة من اجل الإسلام والبناء والخلاص فحياكم الله جميعا والشكر لكم من الله على صرختكم المشهورة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) .
لكن أحبتي ياشعب العراق الصابر المجاهد : إن دعمنا ووقوفنا مع الشعوب الأخرى لا يعني نسيان مصيرنا وواقعنا نحن العراقيون .. فواقعنا مرير فلا زال الاحتلال بين أيدينا لينشر بيننا الرعب والإرهاب والقتل والتشريد والفساد والاغتيالات والظلم والاستبداد. يروع عوائلنا ويعتقل أبنائنا ويذبح رجالنا ويساعد الارهابين والمندسين والمنشقين عن العراق ومحبته .
فكل عراقي غيور يحب وطنه ويريد الحفاظ على أرضه وماله وعرضه يجب أن لا تغمض له عين إلا بعد استقلال العراق وتحريره من ( الغزاة الثلاثة ) وهي: ٍ
أولا: جيوش الاحتلال وكل ملحقاته من مليشيات وشركات وقواعد وسفرات وغيرها
ثانيا: الفساد بكل أنواعه الإداري والحكومي والحزبي والفئوي والمالي وغيره كثير مما جعل العراق في مصاف الفاسدين بل بأعلى مستوياته مع شديد الأسف.
ثالثا : الفكر الغربي الفاسد المنحرف البعيد عن القيم الإسلامية والشرقية والعراقية بعدا شديدا بحيث لا يمت لنا بصلة بل وكل الأفكار المنحرفة حتى المتشددة منها والذي يدعو إلى قتل المسلمين كافة أو الذي يدعو إلى قتل العراقيين والاعتداء عليهم
لننشر فكر الإسلام والسلام لنعيش بلا احتلال وبلا فساد وبلا اعتداء على الآخرين بل مستقلين مخلصين لوطننا .لا لحزبنا وأنفسنا الإمارة بالسوء لنعيش بحب وسلام ووئام .
وخصوصا أنهم أي ( الحكومة العراقية ) ومن اتفقت معه من الاحتلال وغيره أنهم سيخرجون بعد أشهر من هذا الوطن وفق اتفاقية ظالمة لم ولن نقبل بها ،ونحن منتظرون لبند واحد فيها وهو : خروجهم عن بكرة أبيهم من العراق ولأخر جندي وقاعدة من تلكم الأراضي المقدسة الجليلة .
لكن ياشعب العراق ..
ماذا لو لم تخرج القوات الغازية من أرضنا ؟
ماذا لو بقيت تلكم القوات ولو بثوب أخر ؟
ماذا لو بقيت القواعد الأمريكية وغيرها في أراضينا الحبيبة ؟
ماذا لو بقيت شركاتهم وسفارتهم تخفق فوقها الرايات الأمريكية الغازية ؟
فهل انتم تسكتون ؟
فهل انتم تتغاضون عن ذلك ؟
أنا أقول يجب العمل بنحو آخر بعد إذ هم ينقضون – اعني إذا هم لم يخرجوا من بلدنا فهذا يعني أمرين:-
أولا : تصعيد عمل المقاومة العسكرية والرجوع عن تجميد جيش الإمام المهدي ببيان جديد يصدر لاحقا .
ثانيا : تصعيد المقاومة السلمية والشعبية وذلك بالاعتصامات والصرخات التي تقول : (( الشعب يريد إخراج الاحتلال )) ولنكون يدا واحدة من اجل ذلك .
ولنصرخ ونقول : (( الشعب يريد إسقاط الغزاة )) (( الشعب يريد إسقاط الفساد )) (( الشعب يريد إخراج الاحتلال ))
وحسب ظني إنكم أخذتم العبرة ممن حولكم ممن انتفضوا وثاروا ،وعلمتم إن أمر الخلاص من الظلم والاحتلال والفساد وتحقيق المطالب والخدمات لا يكون بشخص فهو ليس منوط بي أو بأي احد من القيادات العراقية بل هو منوط بكم أيها الأحبة منوط بالشعب وصوته وتكاتفه وإخلاصه ووعيه بان تكون مطالبته بالطرق السلمية وبلا إراقة الدماء وبالإصرار والعزيمة وبتقديم الصالح العام على الخاص . والأمر لكم وليس لنا ..
وشكرا


مقتدى الصدر

جزاكم الله خيرا على النشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام على الصدر المجاهد
ان هذه الكلمات المباركة قد ارعبت إمريكا واسرائيل وزلزلت عروش الطغاة والمستكبرين
الى الامام سيدي المفدى فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
كل الشكر لك اخي العزيز على النقل

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحمد لله الذي من علينا بك سيدي القائد
وشكرا جزيلا لك اخي خادم البضعة على النشر
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .