![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر السيد المغيب موسى الصدر كل المواضيع التي تخص سيرته ومواقفه واخباره |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم كلام للسيد المغيب الصدر أعاده الله سالماً حول أخلاق الفتح . النقطة الأولى :احب ان اختار ناحيه واحدة ، وهي الناحية التربوية التي جعلت سيرة الرسول قدوة لنا حيث إن لنا في الرسول أسوة ، هذه الناحية هي سلوك الرسول ساعة الفتح ، حيث لم يشعر أبداً بالغرور ، هذه النقطة التربوية تعبر عن عمق الإيمان والشعور بأن كل ما يملكه الانسان في الحياة من الله سبحانه وتعالى وهو أمين عليه . الفتح لا يجعل الانسان المؤمن مغروراً كما أن الهزيمة لا تجعله آيساً. للقرآن الكريم في هذه المرحلة التربوية دراسات مفصلة في أماكن عديدة فعندما ننظر إلى الإيمان في الحالات العادية نجد أن الانسان في الحياة العادية يحافظ على أعصابه ، وإذا كان مؤمناً يحتفظ بإيمانه ، ولكن الانسان يعيش حالات صعبة ، تلك الحالات التي تخرجه في كثير من الأحيان عن التمسك بإيمانه وعن سلوك الخط الإيماني المرسوم له . هذه الحالات يركز عليها القرآن واحدة تلو الأخرى ، مثلاً عند المصيبة ، كثير من الناس يفقدون أعصابهم ساعة المصيبة فيجزعون ويضطربون ويقلقون وكثيراً ما ينتقدون ويكفرون ، من الطبيعي أن الإيمان الذي يتزعزع ساعة المصيبة , كثير هو في نفوس الناس ، ولكن هذا النوع من الإيمان ليس عميقاً. والقرآن الكريم يريد من الانسان المؤمن أن يكون قوياً في إيمانه ، وعلى حد تعبير الحديث الشريف يكون المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف ، وبصورة خاصة يقف القرآن الكريم من هذه الحالة بالذات مؤكداً خلال الآية الكريمة : {ولنبلونّكم بشيءٍ مّن الخوف والجوع ونقصٍ مّن الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصَّـابرين الّذين إذا أصابتهم مُّصيبةٌ قالواْ إِنَّـا للّه وإِنَّآ إِليه راجعـون} إذاً ، عندما يتعمق الإيمان في النفس يقف المؤمن أمام المصيبة موقفاً صابراً محتسباً مؤكداً أن هذا الضعف الذي نال منه وأصيب به ، يمكن أن يكونسبباً للقوة وسبباً للصبر وسبباً لتقديم التضحيات الكبرى لأجل الوصول إلى الأهداف. النقطة الثانية : حالات أخرى غير المصيبة ، وهي حالات الخوف , عندما يشعرالانسان بالخوف يضطرب ويقلق ويفقد بعض إيمانه ، يؤكد القرآن الكريم على هذه النقطة بصورة خاصة في صورة الخوف من الفقر ويقول: { الشَّيطــان يعـِدُكمُ الفـقـرَ ويأمركم بالفـحشــــآءِ واللّه يعـِدُكم مّـغـفـرةً مّـنه وفضــلاً واللّه واسعُ عليم } والله سبحانه وتعالى يضيف في هذه الآية أن الله هو الذي يأمر بالمغفـرة وبالإصلاح وبالمعروف ، إذاً عندما يشعر الانسان بالخوف من الفـقـر أوبالخـوف من العدو أو بالخوف من أي ضرر آخر يصبح الانسان ضعيفاً ، وهذا من الشيطان وجنوده ، ومن جنود الشيطان النفس الأمارة بالسوء ، ومن جنود الشيطان تمسك الانسان بالحياة مهما كانت منوعة ، الحياة الرذيلة والصغيرة . إذاً الخوف ، الخوف من الفقر ، والخوف من أي شيء آخر لدى المؤمن لا يجوز أن يكون سبباً للانحراف والقلق والاستسلام . النقطة الثالثة: في حالة الغضب أيضاً : بعض الناس يفقدون إيمانهم فيتصرفون بغضب وشحناء ، ويكيلون الكيل كيلين ويردون الظلم على من قام ببعض الأذى ولوكان حقاً ، يؤكد القرآن الكريم هذه الحالة قائلاً: {ولا يَجـرِمَنّكم شنئــانُ قومٍ على ألاّ تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى } في هذه الآيات نشعر بأن الإيمان المطلوب هو الإيمان الراسخ المعاش في القلب ، المؤثر في السلوك ، في الحالات العادية وفي الحالات الاستثنائية ، وأبرز أمثلة هذه الحالة هي حالة الفتح وحالة الهزيمة ، والقرآن الكريم في سورة الفتح يؤكد على ضرورة بقاء الانسان المسلم في حالة الفتح معتدلاً قائماً بالقسط غير مغرور ولا معتدٍ على أحد ، ولذلك عندما دخل رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح وهو قمة انتصارات النبي ، حيث أن العشائر في مختلف أرجاء الجزيرة كانوا ينتظرون نتيجة الصراع بين النبي وأولاد عمه مـن قريش ، فكانوا يقولون إذا انتصر النبي على قريش فسوف ينتصرعلى الجزيرة كلها ، باعتبار أن قريشاً كانوا سادة العرب في الجزيرة ، وحماة بيت الله الحرام ، وكانوا أقرباء الرسول ، وعندما فتح الله على نبيه مكة ،واستسلم له القرشيون ، اعتبرت الجزيرة وأبناؤها أن المعركة قد انتهت ، ولذلك إستسلموا ودخلوا في دين الله أفواجاً. إذاً، فتح مكة قمة الانتصارات , كما أن واقعة بدر بداية الانتصارات ، في هذه الحالة بالذات كلف رسول الله بأمر تربوي من الله أن يدخل مكة مستغفراً متواضعاً خاضعاً لا مستكبراً ولا متعالياً ، فلنقرأ هذه السورة مرة أخرى بالإضافة إلى الآيات التي قرأناها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم { إذا جاء نصر اللّه والفتح } نقف عند هذه النقطة ، إن النصر ليس من الرسول وإنما هو من الله سبحانه وتعالى، أنعم الله على نبيه بالنصر : { إذا جاء نصر اللّه والفتح ، ورأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجاً ، فسبّح بحمد ربّك } إنتبه هنا إلى التسبيح ، إلى التنزيه ، إلى أن الله هو المعز وهو المتعالي وهو المنزه عن النقص ، أما أنتكانسان ، وأي انسان في العالم فهو ناقص ، التسبيح يستحقه الله سبحانه وتعالى فقط : { سبّح بحمد ربّك واستغفره } مما قد يطرأ في نفسك وقلبك من آثار الغرور ومن بداية الغرو ر، ولكن الله سبحانه وتعالى هو التواب ، ولذلك تقول السيرة المطهرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما دخل مكة ، دخل مطأطأ الرأس حامداً مستغفراً خاشعاً متواضعاً ، وهكذا سيرة المؤمن عند الفتح ، لا يعتز بغروره وعند الفشل لا يهتز من سقوطه . أعاذنا الله من كل غرور ومن كل فشل وحفظ الله إيماننا بنتيجة صيامنا وبنتيجة جهدنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للسيد , موسى , الصدر , كلام |
|
|
![]() |
![]() |