حكومتنا الحالية وحكومة الامام علي عليه السلام

[align=right]مبدأ رسول لله عليه السلام في العطاء من بيت مال المسلمين كان المساواة بين كل ابناء الدولة الاسلامية
وهو امر سار عليه الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام (1)
فلم يعطي امير المؤمنين عليه السلام موظف كبير (بلغتنا الحديثة) كالزبير مخصصات مالية من خزينة الدولة (بيت مال المسلمين)
تختلف عن اي فرد (مواطن) اخر في دولته عليه السلام وكان راتب الفرد يقدر بقيمة ثلاثة دنانير
وهو امر يحتاج تامل ومقارنة مع سلوك الدولة العراقية المعاصرة وكيف انها تشرع امتيازات لقادتها العسكريين والسياسيين بشكل
يفوق احتياجاتهم ويخلق طبقية اجتماعية وثراء فاحش لهؤلاء الموظفين الكبار بدون سبب
فالدولة العراقية المعاصرة تصرف رواتب للمشمولين بالحماية الاجتماعية على اساس( خط الفقر ) الذي حددته (وزارة التخطيط العراقية )(2)
بمقدار 106 الف دينارعراقي لسنة 2012 (2)(حسب ادعائها ان لم تكن تقديرات مسيسة)
بمعنى ان الفرد العراقي يستطيع ب 106 الف دينار عراقي ان يلبي احتياجاته الاجتماعية والمعاشية من المأكل والمشرب والسكن واجور باقي الخدمات لشهر واحد (حسب ادعاء مراكز الدراسات العراقية الحكومية)!
في حين انها وكمثال تقدم راتب للبرلماني العراقي 5000000 دينار عراقي كراتب اسمي
بالاضافه لمخصصاته ليصل راتبه 20 او 25 مليون دينار عراقي (لاتوجد كشوفات رسمية معلنة من قبل الدولة العراقية لاسباب سياسية )
وللفرض ان البرلماني الواحد يعيل خمسة افراد من عائلته فيكون معدل مايستحقه الفرد في عائلة البرلماني خمسة ملايين دينار عراقي
اي 47 مرة ضعف المبلغ الذي حددته نفس الدولة لتلبية كل الاحتياجيات الاساسية لاي فرد عراقي ومعيشته بكرامة (مبلغ 106 الف ) !
مع العلم ان للدولة العراقية الالاف الخبراء والاختصاصيين والمؤسسات التي تحصي وتقدر اجور ورواتب مرظفيها
والمستوى المعاشي لافراد شعبها
هذا الامر يشير الى ان الدولة العراقية المعاصرة غارقة بالفساد والفوضى وكل مؤسساتها لم تحقق ابسط مقومات العدالة او المساوة بالرغم مما تدعيه
من مهنيتها وتخصصها
وهذا الامر لا يخالف نهج الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام فقط بل يخالف اغلب النظم العالمية المتقدمة لحكومات العالم
فهي تراعي التوازن وتقليل الفوارق بين ابناء شعبها في الاجور والخدمات لتقلل الطبقية و الفساد باقصى قدر ممكن
فلا يمكن لدولة بهذا الوضع ان تدعي التقشف المالي وهي لا توازن الاجور بين ابناء شعبها
ولا يمكن باي حال ان يدعي السياسيون في هذه الدولة انهم من اتباع الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
.....




(1) قال العلامة الفيض الكاشاني:"خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:أيها الناس! إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة، وإن الناس كلهم أحرار، ولكن الله خول بعضكم بعضا، فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمن به على الله تعالى،
ألا وقد حضر شي‏ء ونحن مسوون فيه بين الأسود والأحمر، فقال مروان لطلحة والزبير: ما أراد بهذا غيركما، قال: فأعطى كل واحد ثلاثة دنانير،وأعطى رجلا من الأنصار ثلاثة دنانير،
وجاء بعد غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير،فقال الأنصاري:يا أمير المؤمنين!هذا غلام أعتقته بالأمس تجعلنى وإياه سواء؟فقال:إني نظرت في كتاب الله فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلاً "
(2) الموقع الرسمي لوزارة التخطيط العراقية[/align]