العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر زينب العقيلة ( عليها السلام )

منبر زينب العقيلة ( عليها السلام ) المواضيع المخصصة لعقيلة الطالبيين

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 30-04-2011, 09:23 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي العقيلة زينب في محراب العبادة


عبادة الخالق والقرب منه هي المرتكز والمحور في الشخصية الإيمانية ، بل هي مقياس الأنسانية والتحرر في شخصية الأنسان ، فالبديل عن التعبد لله والخضوع له هو العبودية للشهوات وللمصالح المادية الزائلة .
إن التعبد لله يعني انسجام الأنسان مع فطرته النقية ، واستجابته لنداء عقله الصادق بأن للحياة خالقاً يمسك بأزمتها واليه مصيرها .
والتعبد لله هو النبع الذي يروي منه الأنسان ظمأه الروحي ، ويتزود من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح .
فكلما أقبل الأنسان على ربه ، وأخلص في عبادته ، تجلت انسانيته أكثر وتجسدت القيم الخيرة في شخصيته .
ففي الحديث القدسي الذي ينقله الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) عن الله ( سبحانه ) أنه قال :
« لا يزال عبدي يتقرب اليّ بالنوافل حتى أحبه فأكون أنا سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، وقلبه الذي يعقل به ، فاذا دعاني أجبته ، واذا سألني أعطيته » (25) .
والسيدة زينب وهي العالمة بالله و (
إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (26) وهي الناشئة في أجواء الأيمان والعبادة والتقوى كانت قمة سامقة في عبادتها خضوعها للخالق ( عز وجل ) .
كانت ثانية أمها الزهراء في العبادة . وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها حتى أن الحسين ( عليه السلام ) عندما ودع عياله الوداع الأخير يوم عاشوراء قال لها : « يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل » . كما ذكر ذلك البيرجندي ، وهو مدون في كتب السير (27) .
وعن عبادة السيدة زينب ليلة الحادي عشر من المحرم يقول الشيخ محمد جواد مغنية : وأي شيء أدل على هذه الحقيقة من قيامها بين يدي الله للصلاة ليلة الحادي عشر من المحرم ، ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض تسفي عليهم الرياح ، ومن حولها النساء والأطفال في صياح وبكاء ودهشة وذهول ، وجيش العدو يحيط بها من كل جانب . . . إن صلاتها في مثل هذه الساعة تماماً كصلاة جدها رسول الله في المسجد الحرام ، والمشركون من حوله يرشفونه بالحجارة ، ويطرحون عليه رحم شاة ، وهو ساجد لله ( عز وعلا ) ، وكصلاة أبيها أمير المؤمنين في قلب المعركة بصفين ، وصلاة أخيها سيد الشهداء يوم العاشر والسهام تنهال عليه كالسيل .
ولا تأخذك الدهشة ـ أيها القارئ الكريم ـ اذا قلت : ان صلاة السيدة زينب ليلة الحادي عشر من المحرم كانت شكراً لله على ما أنعم ، وانها كانت تنظر الى تلك الأحداث على أنها نعمة خص الله بها أهل بيت النبوة من دون الناس أجمعين ، وانه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس (28) وروي عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها : « وأما عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها تستغيث الى ربها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنة » (29) .
أما كيف كانت تتخاطب السيدة زينب مع ربها ؟ وبماذا كانت تناجيه ؟ فإن المصادر التاريخية قد احتفظت لنا ببعض القطع والفقرات من أدعيتها ومناجاتها نذكر منها ما يلي :
« يا عماد من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا سند من لا سند له ، ويا حرز الضعفاء ، ويا كنز الفقراء ، ويا سميع الدعاء ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا كاشف السوء ، ويا عظيم الرجاء ، ويا منجي الغرقى ، ويا منقذ الهلكى ، يا محسن ، يا مجمل ، يا منعم ، يا متفضل ، أنت الذي سجد لك سواد الليل ، وضوء النهار ، وشعاع الشمس ، وحفيف الشجر ، ودوي الماء ، يا الله يا الله الذي لم يكن قبله قبل ، ولا بعده بعد ، ولا نهاية له ، ولا حد ولا كفؤ ولا ند ، بحرمة اسمك الذي في الآدميين معناه المرتدي بالكبرياء والنور والعظمة ، محقق الحقائق ، ومبطل الشرك والبوائق ، وبالأسم الذي تدوم به الحياة الدائمة الأزلية ، التي لا موت معها ولا فناء ، وبالروح المقدسة الكريمة ، وبالسمع الحاضر والنظر النافذ ، وتاج الوقار ، وخاتم النبوة ، وتوثيق العهد ، ودار الحيوان ، وقصور الجمال ، ويا لله لا شريك له » (30) .
ومن الأدعية والتسبيحات التي كانت تواظب على قراءتها هو :
« سبحان من لبس العز وتردى به ، سبحان من تعطف بالمجد والكرم ، سبحان من لا ينبغي التسبيح الا له ( جل جلاله ) ، سبحان من أحصى كل شيء عدداً بعلمه وخلقه وقدرته ، سبحان ذي العزة والنعم ، اللهم ، إني اسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم ، وجدك الاعلى ، وكلماتك التامات التي تمت صدقاً وعدلاً ، أن تصلى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، وأن تجمع لي خيري الدنيا والآخرة ، بعد عمر طويل ، اللهم أنت الحي القيوم ، أنت هديتني ، وأنت تطعمني وتسقيني ، وأنت تميتني برحمتك يا أرحم الراحمين (31) .
ومن أدعية أبيها التي كانت تدعو بها بعد صلاة العشاء :
« اللهم أني اسألك يا عالم الأمور الخفية ، ويامن الأرض بعزته مدحية ، ويامن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئة ، ويا مقبلاً على كل نفس مؤمنة زكية ، ويا مسكّن رعب الخائفين وأهل التقيّة يا من حوائج الخلق عنده مقضية ، يا من ليس له بواب ينادى ، ولا صاحب يغشى ، ولا وزير يؤتى ، ولا غير رب يدعى ، يا من لا يزداد على الإلحاح إلا كرماً وجوداً ، صل على محمد وآل محمد واعطني سؤلي انك على كل شيء قدير » (32) .
(25) ( ميزان الحكمة ) الري شهري ج 8 ص 111 .
(26) سورة فاطر آية 28 .
(27) ( أدب الطف ) جواد شبر ج 1 ص 242 .
(28) ( مع بطلة كربلاء ) مغنية ص 42 .

29) ( زينب الكبرى ) النقدي ص 62 .
(30) ( عقيلة الطهر والكرم ) موسى محمد علي ص 70 .

(31) ( عقيلة بني هاشم ) علي الهاشمي ص 15 .
(32) المصدر السابق ص 16 .

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محراب , العبادة , العقيلة , زينب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 03:07 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025