من الذي ركب الموجة ؟ / الباحث والمفكر الاستاذ علي الزيدي

من الذي ركب الموجة ؟

الأشياء لكي تتم وتصبح ناضجة لإتيان أكلها ، لا بد أن تمر بإرهاصات تتخللها عدّة خطوات وقد تكون هذه الخطوات غير مرغوب بها من قبل من لم يفهمها الفهم الصحيح، بالرغم من أحقيتها وتأثيرها الفاعل في إحداث الهدف الذي تحركت بإتجاهه ، وهذا يحدث غالباً عندما يكون هناك جهلاً أو سوء فهم أو حتى بغضاً على من يدعو الى ذلك التحرك وبأي صنف من أصنافه .
وإلّا فمن غير الممكن أن توجد الأشياء صدفة وتتولد بلا مناسبة مسبقة قد أُعدّت لتكون هي علّتها الرئيسية .
وبما إننا نعيش هذه الأيام الثورة الشعبية الكبرى التي أفرزت المعدن الأصيل والراقي لهذا الشعب المجاهد ، فهل تساءلنا عن الكيفية التي حصل بها هذا التظاهر العام ، وكيف أُعدّ لهم ، نعم هم يقولون أنه تظاهر تلقائي ولم تحركه جهة معينة ، ولكن التساؤل هنا وهل هذه التلقائية جاءت لوحدها وبمعزل عن أي محرك آخر ، أم هو ثمرة قد قطفت من شجرة الإصلاح التي غرسها سماحة السيد مقتدى الصدر منذ الأيام الأولى للإحتلال البغيض عندما كان يحرك التيار الصدري بالتظاهر ضدهم وبهتافات لا تزال تطرز وجه التاريخ بالفخر ( أخرج .. أخرج .. يا محتل ) وكان التيار لوحده يسير بهذا الإتجاه والى أن أصبح محور المقاومة العسكرية هو الطابع المناسب لمواجهة المحتل وبعد أن خرج المحتل وأتت حكومة الفساد ايضاً إستمر السيد مقتدى الصدر بالمطالبة بالإصلاح وخرجت التظاهرات في سبيل ذلك وخصوصاً في عام 2016 ، وحصل الإضراب والإعتصام لعدّة أيام ثم دخول المنطقة الخضراء بعد أن إنهزم الفاسدون شر هزيمة ، وبعد ذلك أيضاً إستمر التظاهر للمطالبة بإجراءات إصلاحية واضحة ولها قدم في أرض الواقع .
المهم من ذلك أن هذا التظاهر الذي عاشه المجتمع العراقي وهو يساير سنوات الإحتلال الستة عشرة قد أولد جذوة التحرك عند أفراد الشعب العراقي الذين لم يشاركوا من قبل وخصوصاً الشباب منهم وأصبح استحضار الماضي للتظاهر ماثلاً بين أيديهم الآن وقد إمتلكوا الشجاعة والجرأة الكافية للخروج بوجه الفاسدين وبهذا الكم الواعي من ابناء الشعب .
إذن من الظلم الواضح أن يتهم من علّم الناس على التظاهر بوجه الظلم والفساد بأنه يريد أن يركب الموجة وكأنّه دخيل على هذا الأمر . فأعدلوا وأنصفوا الآخرين من أنفسكم ودعوا هذا التظاهر يسير بصورته الشعبية الكبرى التي لا تميل الى أحد ولنتحد ولنجعل منه كرنفالاً شعبياً رائعاً قد حوى جميع أفراد المجتمع بلا مسميات وبلا إنتماءات ولنهتف بحب العراق لا غير .

علي الزيدي

19/ 11 / 2019

نسخة للطباعة



[BIMG]http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=9987[/BIMG]


[BIMG]http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=9988[/BIMG]

طيب الله انفاسك استاذنا الفاضل علي الزيدي وبارك الله في المؤسسة المعطاء

احسنتم وجزاكم الله خير الجزاء وعجبا لمن يتهم من يبذل نفسه لوطنه بأنه يركب الموجة