إنتبهـــوا .. تغريدة الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 30 / 11 / 2020

إنتبهوا

الدين صار أسير التصرفات الإرهابية المستنبطة في الماضي من أفعال بني أمية ومن تبعهم من أذنابهم وفي الحاضر من أفعال الغرب الإرهابية .

وصار الأغلب ولا سيما من هم من خارج الإسلام أو الطبقة الشبابية من داخل الإسلام ينفرون من الإسلام .

واليوم وصلت الهجمة ( للمذهب ) .

فالمذهب أيضاً قد صار أسير التشدد الذي يصدر من بعض منتسبيه وصار أسير الأهواء والنزوات للفاسدين الذين يدّعون سيرهم على نهج ( علي ) وهو سلام الله عليه براء منهم الى يوم يبعثون .

وبعد ذلك .. صار من السهل التحكّم بالطبقة الشبابية المغرر بها لتشويه الدين والعقيدة من خلال التلاعب بعواطفهم الوطنية .

بمعنى إنه يتصور معاداته للفساد وهو يعادي النهج العقائدي ( للمذهب ) .. فهو على الرغم من هتافه بإسم الحسين على سبيل المثال إلّا إنه نسي أن الحسين خرج من أجل الإصلاح ومن أجل هداية الشعوب لا من أجل الإضرار بمصالحهم وقطع طرقهم والتعدّي على لقمتهم وأسواقهم وحياتهم وخدماتهم .

فبعض المغرر بهم ينادي بالخدمات وهو يغلق الدوائر الخدمية .

وينادي بأنه مظلوم ومقموع من القوات الأمنية وهو يقمع ويجبر المدنيين على الإلتحاق به ويصلبهم ويضربهم متناسياً أن الحسين قد قال : هذا الليل فاتخذوه جملاً .

نعم ، الإمام الحسين براء من الفاسدين إلّا إنه براء من مقلّدي الجوكر وعشاق الإحتلال.

ولتعلموا أن الفساد لا يدرأ بفساد مثله ... فقد تظاهرنا نحن والتيار الصدري واعتصمنا وكنّا نستطيع أن نستعمل العنف ونحمل السلاح في ثورتنا الإصلاحية إلا إن ذلك حرام علينا فهو يؤدي الى الإضرار بالوطن والمذهب .

نعم ، الحسين ضحّى بنفسه وأهله ولم يقتل أو يصلب المدنيين .

لذلك فلا بد أن تنتبهوا بأن هناك ثلة تتكلم بإسم الحسين وهم إما فاسدون وإما جاهلون بنهجه .

ثم إن الثورات التي تريد أن تصلح الحكومات لا يمكن أن تستمر مع التعدّي على الذات الإلهية أو تتشبه بالغرب في التعري والسكر والمخدرات وإيذاء الناس .

فإن كنتم أيّها العراقيون تريدون الإصلاح فلابد أن تنتهجوا نهج الحسين بإصلاح الذات أولاً ثم إصلاح الآخرين ولن نسمح أن يكون الإصلاح السياسي بفساد ديني أو عقائدي . وانتبهوا أيضاً ، فإن البعض كان ينتفض بصورة سلمية جميلة واستحق دعمنا في تلك الفترة ثم انتهج نهج العنف والخروج عن الأعراف والدين والمذهب وكانوا ينادون بإسم الحسين ثم أرادوا الهجوم على قبر الحسين في أربعينيته .

ثم أرادوا إسقاط الفاسد واليوم يستهدفون المرجعية والقيادات الدينية ويقومون بأمور يستنكرها الدين .

فيا ترى ماذا سيفعلون لو تسلطوا على الحكم والرقاب ؟ فالذي يستنكر ضرب القوات الأمنية له .. هو اليوم يضربها ويهينها .. والعنف لا يدرأ بالعنف .

فإن لم تكونوا تتشبهون بالحسين فلتتشبهوا بغاندي أو نيلسون مانديلا اللذين كانا يناديان بحقوق الجميع بما فيهم القوات الأمنية .. التي هي بدورها لا تدافع عن الفاسدين ولا عن الحكومة بل جلّ همها حماية الوطن والشعب وهيبة العراق .

فعلى كل من يعترف بالفساد .. يجب عليه أن يعلم أن هناك باباً واسعاً قد انفتح لإزالتهم بعيداً عن كل غوغاء وعنف وأذى .. وهو باب الانتخابات ... فهلمّوا لتستعدوا لذلك وخصوصاً بعد أن حققت المرجعية لكم استقالة ( عادل عبد المهدي ) وبعد أن حققنا لكم تنصيب ( الكاظمي ) وتغيير قانون الانتخابات .

وأما باقي طلباتكم فأنتم ستحققونها من خلال صناديق ( الإقتراع ) ومن خلال أصواتكم واشتراككم الفاعل فيها من أي جهة كانت لنفوّت وإياكم الفرصة أمام الفاسدين للتسلط مرة أخرى على رقابنا ومقدراتنا .

فما تفعلوه من اعتصامات هزيلة مخالفة للشرع والقانون ما هي إلا نفع واضح للفاسدين ، فقطع الطرق والصلب لم ولن يؤذيهم بل المتضرر الوحيد هو الشعب والمستفيد منها هو الذين يتحكمون بكم من خلال أحزابهم وأعوانهم .

يا شباب تشرين ويا شباب التيار قد قمتم بواجبكم الإصلاحي وتغيرت الكثير من الأمور التي فتحت باب انتصار المظلومين في الانتخابات القادمة فلا تفوّتوها وإلا ستفوت الفرصة الكبيرة هذه ونكون قد قصرنا مع وطننا وشعبنا .

ولكل من يقول إنه لن يشترك في الانتخابات فإنني أحمّله أمام الله وأمام الشعب كامل المسؤولية في إيصال الفاسدين للحكم مرة أخرى بعد إذ أحجم عن إعطاء صوته بثورة انتخابية اصلاحية مليونية تعطي الأغلبية لفسطاط الإصلاح لتكون باباً جديداً وبلا تحالفات اضطرارية مع الفاسدين .

أما آن الأوان أن نعيش بسلام بلا احتلال ولا فساد ولا عنف ولا قطع طرق وأرزاق ؟

يا إخوتي أتريدون أن تتسلط علينا الثلة الفاسدة أو ثلة جديدة تتحكم من خلال الصلب والتطبيع مع اسرائيل وفق أجندات بعيدة عن الدين والمذهب قائمة على نشر السفاح والخمور وما شاكل ذلك

أهذا هو أمل الشباب أن يعيشوا وسط الرذيلة أو الحرية الفوضوية ؟

أم أن أملهم أن يعيشوا بسلام وكرامة وعز ورفاهية في ظل دين عظيم وعقيدة سمحاء لا عنف فيها ولا فساد ولا انحلال .

ومن هنا أدعو الجميع الى اتخاذ الطرق السليمة والسلمية والصحية والحضارية وإلا استمر البلاء والوباء والفقر والظلم ، فما انتصر الحسين إلا لكونه مظلوماً لا ظالماً .

ولتعلموا أن الحكم لن يدوم مع الظلم وكذا الثورات لن تدوم من دون دين ومذهب وعقيدة صحيحة .. فيا ترى هل سيتضرر الفاسدون من اعتصامكم في الطرق والأسواق أم سيزول الفساد مع التعدي على الذات الإلهية والشرع والمذهب ! ؟؟ ..

كلا بل انكم تؤذون أنفسكم وسمعتكم ووطنكم وسوف لن تحصلوا على مرادكم ما لم تتكاتفوا في الثورة الإنتخابية القادمة ومن دون تطلعات سياسية أخرى سوى الإصلاح فقط لا غير ووفقاً للشريعة والأعراف العراقية .

نعم ، صوت الثوار يجب أن يسمع ، لكن لا من خلال مناداة الفاسدين ومطالبتهم بالإصلاح بل أكرر من خلال صناديق الاقتراع لا غير .. فصوتكم غالٍ وعالٍ وثمين فلا تضيعوه بعواطف هوجاء ، فلا الموج حكراً على أحد ولا الوطن حكراً لأحد ولا الإصلاح ممهور بختمكم بل ممهور بختم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ومن سار على نهجهم من المرجعيات وآل الصدر الكرام فلا تكونوا خائنين لهم ولا تنسوا وقفتنا معكم حينما كنتم سلميين .

والسلام على أهل السلام .

وإني لكم من الناصحين .

مقتدى الصدر

احسنتم النشر