#حوزتنا_قائدنا .. تغريدة الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 21 / 3 / 2021

بسمه تعالى
من الواضح جلياً أن المجتمع عامة بدأ بالابتعاد عن الله سبحانه وتعالى والانغماس في مهاوي الدنيا الدنيّة بل إن هناك طبقات من المجتمع باتت تبدي نقمتها على الدين والمتدينين وبالأخص طلاب العلم والمعممين أو كما يطلق عليهم بـ : ( رجال الدين ) .
وإنني هنا لا أريد الخوض في أسباب هذه التوجهات فإنها وإن كانت في بعض الأحيان خاطئة إلا إن ذلك لا يعني وجود أسباب مقنعة لديهم أولها أنهم يعممون ذنوب بعض المنتسبين ( للحوزة الشريفة ) على الجميع .
ومن هنا يجب أن نكرّس جهودنا نحن طلبة العلم بكافة مستوياتنا الى تحسين وتغيير هذه النظرة السوداوية من البعض .
وهذا لا يعني مجاراتهم بأفعالهم البعيدة عن الذوق العام والانفتاح الشديد الذي يضر بسمعة الحوزة وأسسها وأدبها أكيداً .
نعم ، مخالطة الناس والتعايش معهم من قبل طلبة العلم هو أمر محمود جداً إلا أنه يكاد يندثر شيئاً فشيئاً على الرغم من كونه مخالفاً لتوجهات مراجعنا ولا سيما من آل الصدر الكرام .
وإن كانت المخالطة لهم وجهاً لوجه صعبة في خضم الجائحة فهذا لا يعني عدم إيجاد طرق أخرى لذلك كالاختلاط مع التدابير الصحية والتجمعات الصغيرة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وما أكثرها . ثم إن هذا الاختلاط والتعايش مع كافة طبقات المجتمع مهما كانت توجهاتهم وأفكارهم وعقائدهم لا ينبغي أن يكون من غير تحصين للنفس من عدة نواح ، كالناحية الأخلاقية والمعنوية والدينية والعلمية والعقائدية والاجتماعية وغيرها كثير . فعلى طلبتنا الأحبة وخصوصاً في زمن الجائحة أن لا يبتعدوا عن الدروس والعلوم والتعلم والتدريس والمباحثة وما الى غير ذلك أيضاً من خلال قراءة الكتب والاستماع الى الدروس عبر الإنترنت ومواقع التواصل والتباحث فيما بينهم والتدريس عبر تلك الاتصالات المتاحة لهم .
هذا من الناحية العلمية والدروس الحوزوية ، وأما من الناحية المعنوية والباطنية فعليهم أن يحصنوا أنفسهم بالعبادة والتهجد والتسبيح والذِكر والتواضع والابتعاد عن الأمور الدنيوية والسياسة الدنيوية المضرة والبعيدة عن الذوق الإصلاحي العام وما شاكل ذلك .
فعلى طلبة العلم أن يحصنوا أنفسهم باطنياً وأن يتكاملوا من هذه الناحية ، وليعلموا أن مرجعهم ووليهم الصدر إنما استحوذ على قلوب الناس وعقولهم من خلال أخلاقه وباطنه وعرفانه وتواضعه وزهده قبل علمه ، فقد كان ملماً بعلوم الظاهر والباطن .
بل ويمكن لفضلائهم نشر كتبهم وعلومهم ودروسهم من خلال الانترنت أيضاً بشرط أن يبعد نفسه عن الشبهات وأن يبعد نفسه إذا لم يكن قادراً على ذلك . فمتطلبات المجتمع كثيرة وكبيرة لا ينبغي على أي فرد زج نفسه بها وخصوصاً أمام هذا الزحف الغربي وانتشار الفواحش والأفكار التي تنتشر كالنار في الهشيم إلا لمن حصل على مرتبة عالية من العلم والتعلم .
فمع الأسف الشديد إننا نرى تصدي بعض من قليلي العلم والدراية والفهم وقليلي التفقه والتعلم وتصديهم للمنبر ولهداية المجتمع حتى وصل الأمر أنه يتأثر بالمجتمع سلباً ولا يتأثر به المجتمع إيجابياً .
إخوتي طلبة العلم الأحبة حصّنوا أنفسكم وتكاملوا وهبّوا الى نجدة مجتمعكم الذي بات يستمع الى أراذل الناس لتصديهم الى نقد الدين وكأنهم أصحاب دراية وتبحر في علوم الدين .
إخوتي إن علوم الدين صارت في مهب الريح وبيد من هبّ ودبّ وكأن الدين لعق على ألسنتهم وأما غيرها من العلوم الحديثة فكأنها ممنوعة عنّا وعنكم لأنها لأصحاب الاختصاص .. فهل رأيتم برنامجاً تلفزيونياً على سبيل المثال يسأل معمماً عن الطب أو الهندسة أو الفلك أو غيرها من العلوم ؟! أما البرامج التي تستضيف الجهال والنساء المتهتكات من أجل إبداء رأيهن بالدين أو بحكم شرعي أو واقعة تاريخية أو عقائدية فما أكثرها وما ذلك إلا لابتعادكم عن مجتمعاتكم وانغماس بعضكم في الدنيا وملذاتها وعدم معايشة المعاناة التي يعيشها الفقراء وغيرهم .
أحبتي ، إن المجتمع عاتب عليكم غير مبغض لكم فلا تبتعدوا عنه بل أنا على يقين أنهم راغبون لتواجدكم معهم ، فإني كطالب علم أتمنى ذلك بيد أنني إن كنت معذوراً من بعض النواحي التي أنتم تعلمون بها فإنكم غير معذورين إطلاقاً .
وإني حاولت كثيراً التصدي لمثل هذه الأمور كالدراسة والتدريس إلا إن المجتمع والظروف الأمنية والسياسية حالت دون تحقق استمرار ذلك فوا حسرتاه .
أيها الأحبة ، لا أطلب منكم في هذه الفترة الوصول لمرتبة الاجتهاد والتصدي للمرجعية .. كلا .. بل التبليغ والإرشاد والدرس والتدريس والمباحثة وتثقيف المجتمع على الرجوع الى الله والطاعة بما يتلاءم والوضع الحالي بلا مجاراة لهم في خطأهم لكسب صوتهم وما شاكل ذلك .
فتوكلوا على الله وتذكروا وصايا مراجعكم وإني على يقين أنكم ستفلحون إن كان عملكم قربة لله تعالى غير مشوب بمغانم دنيوية كالشهرة والمال والسياسة وغيرها .
#حوزتنا_قائدنا
طالب العلم
مقتدى الصدر

احسنتم النشر