الإمام الباقر(عليه السلام)، والرقي بالإنسان

ان مهمة انقاذ الإنسان من مخالب وأنياب أصحاب البعد الديني المزيف، وذوي الاهداف المصلحية الضيقة، الذين ساهموا وبشكل كبير في عملية الانحراف الفكري والعقائدي والاجتماعي والنفسي والاخلاقي...، وذلك من خلال مجموعة من المفاهيم التي شكلوها بما يتلاءم مع رغباتهم وأهوائهم، وزينوها بألوان التمويه الخداعة، متلاعبين بأفكار السذج من الناس، ومستغلين ظرف الاحتياج المعيشي عندهم...
والأدهى والامر ان أولئك الاشرار قد نصبوا أنفسهم الطبيب وهم الداء، وجلسوا على كرسي الحُكم والقضاء وهم الخصم...
كل ذلك كان حاضرا امام الامام الباقر عليه السلام، وهو يسعى لتحطيم ذلك القفص، قفص الظُلم الذي حُبِس فيه الانسان المحروم، فتحول في داخله الى كتلة من اللوعات والحسرات، والعجب كل العجب لذلك القفص كيف لا ينصهر من أنين زفرات الامام الباقر عليه السلام ودموع آهاته التي انهمرت من عينيه حزنا على الناس والشريعة الغراء...
ان مهمة إنقاذ الانسان والسير به قدما في طريق الرقي والتكامل، كانت ومازالت مهمة شاقة لا يستطيع حمل اعبائها والنجاح في اجراء خطواتها وبما يتلاءم مع الأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية والثقافية والنفسية والاقتصادية...، والتي تحتاج الى إدراك طبيعة سيرها وفهم اتجاه حركتها، ومن ثم توجيه الناس بما يتلاءم مع قابليات أذهانهم المتفاوتة، وبنمط من الاشكال لا يضر او يخل بالقواعد الاساسية للأطروحة الكاملة وقانونها العادل...
هذه كلها تحتاج بالتأكيد الى انسان كامل وفرد اكمل تبحر بالعلوم فاستخرج أسرارها وأحاط بفنونها، فأفاض منها الترياق الناجع لمشاكل الانسان، والدافع لعجلة رقيه وتكامله، من هنا يمكن ان نستشف معنى من معاني قول رسول الله صلى الله عليه وآله، لجابر بن عبد الله الانصاري: «يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له محمد، يبقر علم الدين بَقْراً، فاذا لقيته، فأقرئه مني السلام»

فسلام على سيدنا الامام الباقر يوم ولد من رسول الله محضا
وسلام عليه يوم بقر علم الدين بَقْراً
وسلام عليه يوم استشهد مسموما ظُلما
وسلام عليه يوم يُبعث حيا.

جزاكم الله تعالى خيرا