تأثير فدك (الزهراء عليها السلام) على المجتمع الإسلامي

تأثير فدك (الزهراء ) عليها السلام على المجتمع الاسلامي
من اهم المحطات التي مرت بتاريخ الرسالة الاسلامية هي
الاولى :تغير النمط التعامل التجاري في المدينة المنورة قبيل هجرة الرسول الاكرم اليها وتحويل التعامل التجاري الى ( سوق المدينة)(1)(2)
حيث فتح افق مالي وتجاري للمجتمع الاسلامي الحديث بعيد عن تحكم الطبقة الفاسدة (اليهود في ذلك الوقت ) كما انه بين بعدا مهما في منع تسلط للأفراد الفاسدين حيث كان (سوق المدينة ) لا يدفع فيه التاجر خراجا لحيازة محل للبيع فيه على ان يتملكه ذلك التاجر لليوم الاخر وهو جذر مهم في اعطاء فرص متساوية للمجتمع الاسلامي في طلب الرزق والتبادل التجاري بحيث يكون العمل التجاري او النشاط الزراعي او الصناعي هو السبيل للتملك
ونلاحظ نمو ذلك المجتمع الفتي بشكل سريع وتحرره من الهيمنة (اليهودية ) فظهر لدينا بعد مفهوم الملكية العامة وكيفية حيازة منافعها من خلال العمل
وشكل سوق المدينة سوقا مناظر لسوق (بني قينقاع )(6)
المحطة الثانية(3) : هو هبة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم (ارض فدك) للسيدة الزهراء عليها السلام وهي نقطة فارقة في المجتمع الاسلامي باعتبار ان شخص السيدة الزهراء سلام الله عليها مثلت نموذج للتملك ارض فدك بأمر الرسول الاكرم
وهو يمثل امر الله جل جلاله (4) بحيث تشكل الزهراء سلام الله عليه من خلال تعاملاتها بعوائد (فدك) تجربتاً مهمة في المجتمع الاسلامي تعطي قيمة للفارق النوعي للفرد الاكمل الذي قد لا تتوفر له الظروف لكي يكسب في الاسواق او في الزراعة او الصناعة الا ان هذا الفرد يمثل علامة جدا مهمة في المجتمع باعتبار ان التساوي بحد ذاته ظلم
فمقتضى العدالة هو وضع الشيء في محله ونحن نلاحظ ان الفوارق بين الافراد في القابليات هي نعم من الله جل جلاله فيوجد من هو كثير النشاط واخر من هو اقل نشاط منه وكذا من هو ذو مهارات لا يمتلكه اغلب المجتمع او افراد فقراء لا يحسنون اي صنعة ويحتاجون اعانة ما
فوجود شخص الزهراء المبارك واثرها الواقعي الاقتصادي (من خلال فدك وريعها) شكل نقطة جدا مهمة في فهم طبيعة الملكية الخاصة التي تمنح للأفراد الكمل (المعصوم عليه السلام) وانفاق السيدة الزهراء عليها السلام على المحتاجين وكيفما تشخص من حاجات المجتمع وهو امر مهم للتعامل المالي في المجتمع الاسلامي
بحيث يعطي قيمة للفارق النوعي بين افراد المجتمع بحيث تكون خصائص هؤلاء الافراد امتداد للزهراء سلام الله عليها بما يضمن للمجتمع الاسلامي نمط اقتصادي اعمق للعدالة
وان وجود ملكية خاصة للمعصوم عليه السلام علامة فارقة في سوق المسلمين او قل انتقاله جدا مهمة من حيث التأكيد على ان الملكية ليست بالكسب فقط وانما لها منشأ اساسي هو عطاء الله وتخصيصه من خلال الرسول الاكرم
كما ان هنالك انماط من الاعمال ليست كلها بطبيعة التجارة او الصناعة او الزراعة تستلزم من يقوم بها (السيد الزهراء عليها السلام) ان يمتلك مصادر للإنتاج (كأرض فدك) وهي اعمال لا يستغني المجتمع عنها تتعلق بهدايته وتثبيت ابعاد الاسلام في ثنايها وكما عملت السيدة الزهراء سلام الله عليها
وسوق المسلمين يحتاج بشكل مستمر هذا النموذج (شخص الزهراء عليه السلام وتصرفها في فدك) لكي يكون امتداد لمنه الله جل جلاله في بناء المجتمع الاسلامي (5)

المصادر:
..........................................
(1)ذكر أسواق المدينة في الجاهلية والاسلام وذكر أحجار الزيت) * حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا إسحاق بن جعفر ابن محمد قال، حدثنا عبد الله بن جعفر بن المسور، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: " هذا سوقكم، فلا يضيق، ولا يؤخذ فيه خراج " (2)رواه السنهوري في كتاب وفاء الوفاء وكذلك سنن ابن ماجه
(2) وتصدق رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور على المسلمين، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم.شرح نهج البلاغة –ابن ابي الحديد-ج1-ص198
(3) وصفنا هذه المحطة بالثانية تماشيا مع تركيز البحث والا فالرسول الاكرم صلى الله عليه واله تحرك بالكثير من المحطات المهمة التي مهدت لهذه المحطة
(4) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) النساء
(5) استنتاج مستفاد من نظرية المفكر الاسلامي الاستاذ علي الزيدي في كتابه المرأة والرجل عقل واحد ام عقلان
(6)سوق قينقاع سوق كان يتحكم بها اليهود ويأخذون الاخراج على اي تاجر يدخل ويبيع فيها معاصر لبداية الهجرة النبوية

جزاك الله تعالى خيرا على الموضوع