لماذا السيد محمد الصدر (قدس) حاجة ضرورية لجيلنا ولمن سيأتي بعده ؟!

فلنقدم في البدأ سؤال اخر لماذا القران الكريم خالد ومعجزة الوجود بالرغم من انه يستخدم مفردات وعناصر في خطابه يمكن القول عنها انها بسيطة مثلا الماء؛الطين؛الدم؛الدابة؛القلم؛التين؛الزيتون؛وهاكذا ؟!
لابد ان ندرك ان الخطاب القراني هو كالشجرة المثمرة (1)فيها ينموا في وعي المجتمع من جذور بسيطة حتى ينبت سيقان ثم اوراق وصولا الى ثمرة لايمكن للفرد ان يتذوق ثمرة معانيه من غير ان يتسلسل في فهم كل شيء يخاطبنا الله به ويحوله الى واقع عملي
فالماء من كونه اصل للخلق في الخطاب القرني (على فرض انه كالجذر في الفهم للإنسان )
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾
الى الماء وهو يروي عطشنا (على فرض انه كالساق في الفهم للإنسان )
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ ﴿١٠ النحل﴾
ثم الماء للطهارة (على فرض انه كالأوراق في الفهم للإنسان)
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].

فبالتأكيد هنالك حكم وقوانين كثيرة في كيفية التي يرقي فيها القران الانسان وكيف انه يؤكد على ان تغيير الواقع لا يتم الا بنفس اجزاء الواقع البسيطة وهذا الامر لا يتسنى للمجتمع الا من خلال النموذج سواء كان النبي او الامام عليهما السلام او المرجع الجامع للشرائط او القائد الذي لايمثل التقليد
وهنا نصل الى قيمة العميقة والعظيمة لسيرة محمد الصدر قدس فانه نجح بالإصلاح والتغيير بأدوات بسيطة
1- مثلا كان يستعير الكتب لانه لايملك شراء المصادر غالية الثمن ( 2)
2- كان يقبض راتب شهريا متواضع من الحوزة العلمية في النجف (3)
3- لم يمتلك اتصال اجتماعي كبير وواسع(4)
4- لم يمتلك أساتذة متخصصين به في الحوزة العلمية بل سعى بنفسه الى اهم المراجع والاستاذة في وقته وتعلم منهم وميز الاعلام من غيرة (5)
5- كان يقرر الدرس بنفسه وهو امر مرهق مع العلم انه يحضر عن مجموعة من الاعلام
6- لم يكن لديه المع طلبة الحوزة ولا اكثرهم جدا واجتهاد بل فتح الباب لكل فرد تقدم له بعنوان طال علم
7- لم يمتلك براني متوارث من الاباء والاجداد بل اتخذ براني عندما سنحت له الفرصة
8- المعرض الشخصي لمقتنياته الشخصية عصى؛قران قديم؛نعل بسيط؛عمامة بقماش عادي ؛ جهاز راديو بسيط وقديم ؛ وهاكذا
9- اقوى سلاح اعلامي له خطب الجمعة ؛اشرطة الكاسيت ؛كتبه المستنسخة والمطبوعة
10- اشجع قادته وجنوده هم ابنائه الاربعة (الشهيد القائد مصطفى الصدر ؛الشهيد القائد مؤمل الصدر؛الشهيد الحي السيد مقتدى الصدر؛سماحة السيد مرتضى الصدر) وابسط من اتبعه من مقلديه ابناء العراق المستضعفين
11- كتب افكاره في وريقات منها ما طبع ومنها من لم يرى النور الا بعد استشهاده (كم كان ذو بصيرة وامل في الله)
وهاكذا القائمة تطول في تعداد بساطة ادواته وكيف انه بابسط الادوات من الانسان والمعرفة صنع اصلاحا عميق
فلوا قلنا محمد الصدر كان نموذجا رقى مدركات المجتمع في اهم شيء الا وهو كيف ينتفع الانسان ويغير واقعه بابسط ما يمتلك من ادوات (بمسبحه ؛سجاد صلاة (كتاب دعاء ؛كلمة او اثنين من احاديث اهل البيت عليهم السلام وهاكذا
محمد الصدر معجزة التغيير بالادوات البسيطة الماء في يده طهور للمصلين وماء للعطشى واعصار على الظالمين
كم شخص من مرجع وخطيب وانسان كان يقول (يارب) او(صلوا على محمد وال محمد) ؟!
فيمن كانت تؤثر وكم كانت ترهب البعث الكافر الحقيقة ليس لها فواههم اي تاثير
ولكنا عندما تصدح من فم السيد الشهيد محمد الصدر قدس نفس الكلمات (يارب) او (صلوا على محمد وال محمد ) فانها تزلزل القلوب وتحفر في الوجدان عميقا كأنها نقش وليس لفظ واصوات
البساطة مع الاخلاص تحيل الحجر ذهبا معجزة محمد الصدر (قس) التي سترتوي منها الاجيال حتى ظهور القائم عجل الله فرجه الشريف
المصادر
............................
(1)كتاب المرأة والرجل عقل واحد ام عقلان للأستاذ علي الزيدي
(2)(3)(4)(5) كتاب مواعظ وخطب السيد الشهيد محمد الصدر قدس

جزاك الله تعالى خيرا على الموضوع