![]() |
![]() |
![]() |
|
ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
منذ فجر البشرية كان هنالك نسق ضم جميع الأخيار، وقد شكل في جميع أبعاده حركة الإصلاح وخط الإصلاح على طول مراحل وجود البشرية. في قبال ذلك كان هنالك نسق ضم جميع الأشرار، وقد شكل في جميع أبعاده، حركة الفساد وخط الفساد وعلى طول مراحل وجود البشرية أيضا. وكان الخط المنحرف ولايزال يقف بشدة أمام خط الاصلاح ونهجه المبارك من أجل إزالته لتخلو الساحة الإنسانية له، فيقضي على آخر بسمة أمل للخير متبقي فيها. من هنا حصلت المجابهة ما بين نسق الأخيار ونسق الأشرار، كونهما نسقين متعارضين بالقيم والمبادئ وقد كانت لهذه المجابهة عدة صور ومن هذه الصور الثورات الإنسانية. إذن من أهم علل الثورات الانسانية، هو تعدي الأشرار على الأخيار ، وخرقهم المنظومة القيمية الإنسانية. من هنا نجد بأن هنالك قاسم مشترك ما بين الثورات الانسانية من جهة، وان عدد من الثورات الانسانية قد اتسمت بسمات خُصَّتْ بها ومن بين هذه الثورات، ثورة محرم الحرام الشعبية العفوية السلمية والتي نعيش الآن بركات أيامها الخالدة. لقد اتسمت ثورة محرم الحرام بعدة سمات، والتي منها ما يلي: السِمة الاولى: إنها تطبيق واقعي وتجسيد عملي بأبهى صوره وأجلى مصاديقه لما جاء به الأنبياء في الرسائل السماوية، وما أقر به العقلاء من بني الانسان، فكلهم قد أقروا بوجوب التصدي للظلم والفساد، ومواجهة خرق المنظومة القيمية الإنسانية من قبل النماذج السيئة المنحرفة ... وبما ان الإصلاح ركن أساسي في الرسائل السماوية وركيزة أساسية عند العقلاء اذن نحن في نعمة عظيمة، حينما تفضل علينا الباري العطوف بتجسيد الأبعاد العملية للإصلاح. السِمة الثانية: ان ثورة محرم الحرام نتيجة وثمرة، قد شارك في إيجادها جميع الأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين والصالحات، فكلهم قد سعوا جاهدين وبذلوا الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى هذه النتيجة النبيلة، ولذا من باب الانصاف يجب ان لا ننسى فضلهم فلكل فرد منهم(عليهم السلام)، له جزء ونصيب من هذه الثورة المعطاء. إذن نحن أمام مسؤولية عظيمة وأمانة كبيرة يجب أن نجتهد في المحافظة عليها وتأدية حقها بأقصى ما نستطيع ونتمكن. السِمة الثالثة: ان ثورة محرم الحرام قد فتحت لنا بابا واسعاً للخير والعطاء من عدة نواحي أبرزها ما يلي: الناحية الاولى: شرفية الخروج والتصدي للظلم والفساد ومحاولة تغييره بوسائل تغيير الفساد والمنكر الثلاثة: اليد واللسان والقلب( 1). وهنا من النافع التشرف بذكر سورة الكهف المباركة وما يمكن لنا ان نستشفه من معاني من الآيات التي تعرضت لذكر اصحاب الكهف عليهم السلام، فأولئك الفتية الذين آمنو بربهم وزادهم الله هدى ساروا في طريق الرقي والتكامل حتى وصلوا إلى مرحلة أهلتهم للخروج في طلب الاصلاح، والقيام والوقوف بوجه الظلم والفساد، وهذه مرتبة رفيعة قد وصلوا اليها، إلا ان المطلب لا يقف عندها فلابد من مراحل تستتبعها، وثورة محرم الحرام تعتبر ومن باب الحقيقة لا المجاز مرحلة تستتبع تلك المرحلة ومبنية عليها بدلالة آيات سورة الكهف نفسها، كيف؟ إن القرآن حي وآياته حية تجري مجرى الليل والنهار ولها مصاديق في كل زمان ومكان. اذن لابد من مصداق لآيات أصحاب الكهف في زماننا هذا ، ومن أجلى مصاديق أصحاب الكهف، هم ثوار ثورة محرم الحرام ومناصري الإصلاح فيها بقيادة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله، وهم بفضل الله قد انتقلوا من مرحلة الخروج لطلب الاصلاح إلى مرحلة محاولة ازالة الفساد بوسائل تغيير المنكر الثلاثة من اجل تثبيت اركان الاصلاح، وازالة الفساد والى الابد. الناحية الثانية: شرفية البذل بالنفس والمال والصحة والوقت والجهد... وهذا البذل والعطاء، عبارة عن جهد نبيل له اثار آنية وآثار نوعية مستقبلية، وذلك لأن ثورة بمثل ثورة محرم الحرام وبهذه الكيفية والنوعية والكمية التي تمت، لابد ان تستتبعها آثار ونتائج إيجابية تكاملية سوف تفيء ببركاتها على الانسانية وعلى جميع الخلائق بإذن الله تعالى. الهامش: (1)عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . الترغيب والترهيب: 3 / 223 / 1.
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ثورة ، محرم |
|
|
![]() |
![]() |