النتائج الإيجابية والسلبية التي قُطفت من زيارة الاربعين المباركة .. تغريدة الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتَاريخ ١٧ / ٩ / ٢٠٢٢

بسمه تعالی

الحمد لله ربّ العالمين أن مَنّ على المؤمنين ووفقهم لتلك الطاعة العظيمة أعني: زيارة الأربعين وحرسهم بعينه التي لا تنام.

ثم الشكر لقواتنا الأمنية التي بذلت كل ما في مهجتها من أجل حماية الزائرين.. وشكراً لكل المواكب الحسينية التي بذلت كل جهدها من أجل خدمة السائرين حباً بالإمام الحسين عليه السلام وطاعةً لله سبحانه وتعالى.

أما بعد

فلقد أبهرت وأفرحت تلك الجموع المليونية قلوب المؤمنين في العالم أجمع.. كما وأغاظت العدو في مشارق الأرض ومغاربها..

وَلَا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.

ونسأل الله تعالى أن يتقبّل عمل العاملين وأن يرجع الجميع الى محافظاتهم وبلدانهم سالمين آمنين وخصوصاً في خضم شحّة وسائل النقل وحرارة الجو.. لكنّ الأجر على قدر المشقة.

ثم إنني أحاول تسليط الضوء على النتائج الإيجابية التي قُطفت من هذه الزيارة المباركة، فمنها:

أولاً: تكثير الطاعات وإن كانت مستحبة مما يفيء على المجتمعات بالآثار الإيجابية أخروياً.

ثانياً: إثبات لمظلومية الإمام الحسين عليه السلام وإحياء لذكر أهل البيت عليهم السلام.. وهذا في حدّه مطلوب ومراد.

ثالثاً: فيها إشارة واضحة وجلية أن العراق قبلة المعصوم ومنارة الجهـ،،ـاد وعاصمة المذهب ولله الحمد.

رابعاً: تصاغر وتسافل واضمحلال الثقافة المعادية والتي تنصب العداء لأهل بيت النبوة عليهم السلام.. فعلى الرغم من إعلامهم وكلامهم وإرهـ،،ـابهم وأموالهم فإنّ محبي الحق في تزايد ولله الحمد.

خامساً: إن الكثافة العددية الواضحة في الزيارة الأربعينية دون غيرها من الزيارات فيها إشارة واضحة لحب الناس للإصلاح الذي يمثله ويرمز إليه الإمام الحسين عليه السلام في محاربته ومقارعته للظلم والفسـ،،ـاد في زمن الأمويين عليهم اللعنة فهو سلام الله عليه يقول: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسـ،،ـداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في (أمّة جدّي رسول الله).. فكل الزائرين بمثابة عشاق الإصلاح إلا ما خرج بدليل.

أما لو أردنا تسليط الضوء على بعض السلبيات التي يكون ذكرها باباً لتجنبها في قابل الأعوام إن شاء الله تعالى، فمنها:

أولاً: عدم الإلتزام بالنظافة المطلوبة والمأمولة من محبّي آل البيت عليهم السلام.. مع تقصير واضح من الجهات المختصة لكن اللوم يقع على الجميع.

ثانياً: إن الزيارة والمسير وذكر أهل البيت وإن كان طاعة لله تعالى.. إلا إن هذا لا يعني الإستغناء عن ذكر الله منفرداً.. كما في تسمية المواكب والرايات والهتافات واللطميات والقصائد الحسينية وما شاكل ذلك.

فما الزيارة إلا طاعة لله تعالى أولاً ثم العشق لأوليائه الصالحين المعصومين فلا يمكن تقديم الثاني على الأول بأيّ حال.

كما يترتب على ذلك الإلتزام بالأحكام الشرعية في تلك الشعائر كالحجاب وعدم الاختلاط والطهارة والنظافة والإلتزام بالأخلاق الحسنة فكلا الأمرين إلزاميّ والإنحراف عنه إنحراف عن نهج الأئمة أجمع وبالأخص عن نهج الإمام الحسين.

ثالثاً: لا ينبغي الإبتعاد عن جوهر ثورة الإمام الحسين والأهداف التي خرج من أجلها.. ومن المعلوم أن أهمها هو (الإصلاح) و (محاربة الفسـ،،ـاد) فهو القائل: إني لا أرى الموتَ إلا سعادة والحياةَ مع الظالمين إلا برَما.

رابعاً: الإساءة لبعض الزائرين من خارج العراق ولا سيما الإخوة الإيرانيين مع شديد الأسف فهذه ليست أخلاقنا ولا ما علّمنا أهل البيت.

كما والأمر موصول بالتعدّي على بعض الدول التي يعتبرها البعض معادية للشعائر الحسينية أو مخالفة لسياسات البعض كما في دول الخليج وحكّامها.. وهذه أيضاً ليست أخلاقنا.. فإنه وإن قيل بمعاداتهم فنحن نريد هدايتهم لا استعداءهم.

وأكتفي بهذا القدر... وأسأل الله أن لا يحرمنا من هذه الزيارة الحسينية المهيبة ومن فيوضات سيّد الشهداء والفانين معه من أجل الإصلاح.. والله ولي التوفيق.

حفيد الإمام الحسين

مقتدى الصدر

احسنتم النشر