#رمضان_يجمعنا #الصوم_يوحدنا تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدىٰ الصدر أعزه اللّٰه على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ٢٢ / ٣ / ٢٠٢٣

احسنتم النشر

بسمه تعالى

حينما يقترب عيد الفطر على سبيل المثال.. نرى الكثير من الناس والعوائل يتجهزون بكل ما أوتوا من قوة لذلك العيد المبارك من أطعمة خاصة ومن ملابس وسفرات وتجمّل واجتماعات.

أو حينما يقترب يوم الزفاف أو التخرّج أو أي مناسبة أخرى نرى التحضير على قدم وساق كما يعبّرون.

أو حينما يقترب (رأس السنة الميلادية) فإننا نسمع ونرى ما لا رأت عين ولا سمعت أذن.

أو حينما يقترب العام الدراسي الجديد فإن كل طلابنا الأعزاء ممن يقيمون للعلم وزناً يتجهزون لذلك الكرنفال العلمي الثقافي من جميع النواحي من ملبس وقرطاس وحقائب وراحلة وما شاكل ذلك.

أو حينما تقترب العطلة الصيفية.. نجد العوائل مجتمعة لكي تتجهز وتقرر السفر والترحال وما سيقومون به في عطلتهم هذه.

ولست هنا منتقداً لتلك الأمور فبعضها لا جلّها لا بأس به بل لعل بعضها من لوازم الحياة المعتادة ونستعين بها على دنيانا لآخرتنا ما لم يكتنفها أمور محرمة وممقوتة ومخالفة للأعراف الحقة.

لكن حينما يقترب شهر رمضان المبارك..

فإننا قلّما نسمع عن تجهيزات وتحضيرات رمضانية ما خلا: (الطعام) ولست منتقداً أيضاً.. فبعضه مطلوب دنيوياً وأخروياً ليستعين الصائم به على طاعاته.

لكن لا أن يُجعل هذا الشهر الفضيل شهر طعام وشراب، بل يجب أن يكون الاستعداد على قدر الشهر المبارك.

وأولها: أن يعاهد الفرد نفسه قبل أن يعاهد ربّه بأن يترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن كالكذب والنميمة والمِراء والغيبة والذنوب والآثام لا في شهر رمضان فحسب بل أن يكون هذا الشهر بداية لعدم العود لمثلها طيلة العام.

وثانيها: أن يذكر الغنيُ الفقير بطعام أو شراب أو أي شيء يعين الفقراء على الصوم والعبادة.. فهذا الشهر شهرهم والربّ ربّهم والمال مالهم بلا منّية أو تصوير أو رياء أو ما شاكل ذلك.

وثالثها: أن يستشعر الصائم العلقة الحقيقية بينه وبين الصائمين الآخرين في كل بقاع العالم.. فكلّما زادت العلقة تزداد الوحدة والسلام.. وكما قيل:

#رمضان_يجمعنا و #الصوم_يوحدنا

ورابعها: أن يعي بكل جوارحه أن شهر رمضان شهر فضيل فاضل طاهر مطهر.. إذن فليبتعد عن الفساد والظلم والسرقة والعنف والطائفية والأذى والإثم والتكبر والدكتاتورية، بل يسعى بكل ما أوتي من قوة للتراحم والتآخي والسلام والمحبة والإصلاح والصلاح والفلاح فشهر رمضان شهر الطاعة والمغفرة والتوبة.. فسارعوا أيها المذنبون السادرون بالغيّ والإثم والفساد للتوبة ونزع حبّ الدنيا وترك الفساد والإفساد والظلم والطائفية.

خامسها: أن يتفهم أن هذا الشهر شهر الله وشهر دين الله وشهر العقيدة والإيمان، لذا لا ينبغي أن يكون شهر شهوة وشهرة ورذيلة أو شهر سياسة ومراء.

بل على المتجهز أن يهتم بأمور المسلمين ليكون منهم وفيهم.. فأعداء الدين والمذهب متأهبون دوماً لإضعافهما من خلال نشر الفساد والرذيلة والمجتمع الميمي وملء القنوات الفضائية بمسلسلات ملؤها التعرّي والمجون والخمور وتزوير التاريخ والتعدي على الرسل والمعصومين أو برامج فكاهية وألعاب وكأن السنة برمتها لم يكتفوا فيها باللعب واللهو.. فيجعلون من شهر الطاعة والصوم شهر ضحك ولعب ومرح ولهو!!!

سادسها: أن يكون الفرد واعياً لمعاناة إخوته في الدين أو أقرانه في الإنسانية لا في فلسطين الحبيبة فقط وإن كانت هي رمز العروبة والإسلام بل لكل الشعوب المظلومة في العراق وإيران وسوريا والبحرين والسعودية وأفغانستان وبورما وأوكرانيا وكل الدول التي حاقت بها الحروب والطائفية والفقر كأفريقيا ولبنان وبعض دول آسيا وما شاكل ذلك.

نعم، كن مستعداً طاهراً تائباً عازماً على ترك الآثام وعازماً على المواظبة على الواجبات صادق اللسان حسن السريرة طيب القلب تغض بصرك ولا تتدخل بما لا يعنيك ولا تفتي بغير علم ولا تتعدى على الآخرين.

اذكر كتاب الله وآياته.. ووقّر الكبير واعطف على الصغير واعتنِ بهندامك وأخلاقك فكلها طاعة تُجمّل من صومك وتزدك ثواباً وحُسناً.

والله وليّ التوفيق.

مقتدى الصدر