رأس السنة الهجرية تَغريدَة لسَمٰاحَةِ القائِد السَّيِّد مُقتَدَىٰ الصَّدْر (أعَزّهُ اللّٰهُ) في حِسابهِ الشَخصِيّ في تويتَر بتَاريخ ١٨ / ٧ / ٢٠٢٣

بسمه تعالى
رأس السنة الهجرية
تعوّد الكثيرون وعلى غرار ( رأس السنة الميلادية ) الاحتفال ببداية السنة الهجرية ظناً منهم أن كل بداية سنة معدّة للاحتفال .
وممّا زاد الطين بلّة .. أن هناك ثلّة شاذة إما جاهلة وإما حاقدة .. تجعل من هذه الأيام ولا سيما العاشر منه يوم فرح ومهرجان سعادة .. محتجّين بأن كل معجزات وكرامات الأنبياء والرسل قد حدثت بمثل هذا اليوم !!!
بل إن أغلبهم يعلم علم اليقين أن ذلك إن كان صحيحاً فإنه من المعيب الفرح في يوم قُتِل فيه ( سبط نبيّهم ) إن كان نبيّهم !!!
بل إنهم يتأسّون بآل أميّة الإرهابيين الفاسقين الماجنين .. حيث فرحوا بقتل السبط فرفعوا رأسه على الرماح ابتهاجاً وسروراً .
فارتجز يزيد الفاسق قائلاً :
ليتَ أشياخي ببدر شهِدوا جزعَ الخزرج مِن وَقع الأسَل
لّأهلوا واستهـلّـوا فـرحاً ثم قالـوا يا يزيـد لا تُـشَـل
قد قتلنا القرمَ من ساداتهِم وعـدَلـنا ميلَ بـدر فاعتدَل
ثم زاد فيها :
لستُ من عُتبةَ إن لم أنتقمْ مِن بني أحمد ما كانَ فعَل
نعم ، كل من يّتخذ من هذه الأيام : ( أيام عاشوراء ) أيامَ فرح وسرور فهو قرين لآل أمية (الشجرة الملعونة في القرآن ) وهو مبغض للرسول ولآل الرسول وممّن نصب لهم العداء. ولكنهم قوم يتشبّهون بأسيادهم في المجون والتشفّي بأهل الحقّ.
والأدهى من ذلك : إن هذه الفرقة الشاذة المندسة إذ تحتفل بيوم مقتل سبط الرسول فإنها تحرّم الإحتفال بمولد الرسول ... فما أجرأهم على الله ورسولهم .. والله والرسول براء منهم الى يوم الدين .
ومن هنا فإنه لا يجوز أن تكون هذه الأيام أيامَ فرح ولو من خلال بعض الأفعال اللامسؤولة من قبل المعزّين كاللطم الذي يشبه الرقص أو استعمال الموسيقى فكلاهما أدوات للفرح أو بعض التشابيه التي لا تخلو من حرمة لما يتخللها من أفعال فرح وعرس .. أو اختلاط الجنسين بما يخالف الشرع أو استعمال هذه المناسبة للكسب والتجارة والصفق في الأسواق وجمع التبرعات .
فإقامة العزاء يكون كلٌ على قدره وقدر إمكانيته المالية والاجتماعية فهي ليست شعائر للتباهي والتفاخر الدنيوي بل للثواب الأخروي ولإحياء ذكرهم بما يحبّ الله ويرضى. وأفضل ما يحبّ الله ويرضى حسب فهمي .. هو إقامة ذكر آل البيت عليهم السلام وإغاظة أعدائهم من جهة والتصدّق على الفقراء والأيتام والمحتاجين والمرضى من جهة أخرى، بل ورفض الفساد وحبّ الإصلاح الذي قُتل من أجله الإمام الحسين عليه السلام، فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
وكربلاء : ( أم القرى ) فقد قال تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) ففريق الحسين عليه السلام في الجنة وأما فريق يزيد بن معاوية عليهما اللعنة ففي السعير خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب أبداً .
فالإمام الحسين طلب الإصلاح في بلد الإصلاح وقُتل على يد الفساد والفاسدين إذن فلتذرف عليه الدموع ولتلطم الصدور ولتطبر الهامات ولتضرب الظهور حزناً على فقده واستشهاده ولنبتعد عن كل ما فيه فرح قد يخرج الشعائر عن هيبتها وجوهرها .. واتقوا الله وأحسنوا وأصلحوا أمركم .. فالشعائر الحسينية أمانة في أعناقنا أجمع فلا تفرّطوا فيها حتى يثأر الإمام المهدي روحي له الفدى من قتلة الإمام الحسين .
ولذلك فإن من أهم ما يقوم به المعزّون .. هو الدعاء للإمام المهدي وتهيئة الأجواء لظهوره حباً بالإمام الحسين عليه السلام .
وخير الأعمال :# انتظار الفرج
والسلام ختام.
الحسيني
مـقـتـدى الـصـدر

احسنتم النشر