النص الكامل لكلمة سماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) بتاريخ ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٣ حول غزة 10 / 10 / 2023

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين.

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس المهم أن يكون المقاوم والمجاهد الفلسطيني البطل شيعياً أم سنياً بل ليس المهم أن يكون مسلماً لكي نسانده وندعمه، فالجهاد ضد العدو الصهيوني عِزَّة وَشَرَف وكرامة واسترجاع القدس والأراضي المحتلة أمانة في أعناقهم وأعناقنا إلى يوم الدين، فحيا الله المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين في حركة حماس، وحركة الجهاد، وكتاب عز الدين القسام، فقد أذلت تلك المقاومة جبروت الكيان الصهيوني وسحقت كبريائه وبينت ضعفه واستكانته أمام الزحف الفلسطيني ولله الحمد.

نعم قد بان للجميع أن بيت العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وقد محيت عنجهيته وتكبره فقد مُرِغَتْ أنوف الإرهاب الصهيوني بأيدي المجاهدين ولله الحمد، لكن الخزي والعار على بعض حكام العرب الذين لم يحركوا ساكناً من أجل تلك القضية العادلة، لحفظ كراسيهم وسلطتهم، بل حتى لم يهددوا بمنع التطبيع أو غلق السفارات الصهيونية في بلدانهم، حتى بعدما سمعوا منع الماء وقطعه عن أهلنا في غزة، آني لو بمكانهم حبيبي جان هاي لو العمامة ما ملبسنياها السيد محمد الصدر جان ما البستها إلى أن يدخل الماء إلى غزة، فيا أهلنا الأحبة في غزة لكم أسوة بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه الأخيار حينما منع من الماء في جهاده ضد الظلم والفساد، ومن هنا أرى لزاماً على كل الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية، وخصوصا بعد تصالحهما، السعي الحثيث والسريع لإيصال الماء إلى غزة الجهاد والإباء وإلا فكلنا شركاء في الإرهاب الصهيوني الأموي، ونحن في عراقنا الحبيب مستعدون لتجهيز المياه وإيصاله إلى جمهورية غزة إما عن طريق سوريا أو عن طريق جمهورية مصر أو غيرها، ومن هنا فإنني آمل من المصريين فتح المعبر لإيصال الماء والطعام إلى المدنيين العزل لنكسر معاً الحصار الإرهابي ضد غزة الإباء والجهاد، ونوجه عتبنا بل استنكارنا للسكوت المطبق من اخوة وغزة وبالأخص الأخوة في الضفة الغربية ورئيس سلطتها الذي يريد مع الكيان الصهيوني السلام، ولا سلام.

كما إنني لا استغرب موقف الغرب الظالم من دعم العدو الصهيوني فإن كبيرة الشر امريكا وذيولها كفرنسا قامعة الثوار والمانيا الذين يدعون للفاحشة قد عوّدونا على الظلم والاستكبار وانتهاك الحرمات وتحدي السماء، فهي في قمة الازدواجية السياسية بدعمهم اوكرانيا بحجة انها مظلومة ودعم بعض الارهابيين في سوريا دون الثوار بنفس الحجة ولا يدعمون ثوارا يطالبون بارضهم وحماية مقدساتهم وبعدم تجريف بيوتهم من قبل مرتزقة الكيان الصهيوني من الجنسيات المتعددة التي لا ولاء لها لوطنهم بل ولاؤهم لولي نعمتهم الكيان الصهيوني الغاشم، والذي اقام مستوطناته على حساب الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين بحجة الدين وانتسابه الى نبي الله اسرائيل وهو سلام الله عليه منهم براء، وهي ايضا من معايير الازدواجية لدى الغرب الظالم الذي يدعم بيت العنكبوت للكيان الصهيوني باسم الدين ويعادي الاديان الاخرى بل ويتحدى السماء بدعمه للمثليين والمتحولين، فتبا لحريتكم وديمقراطيتكم الزائفة على حساب المظلومين في ما تسمونه بالعالم الثالث والذي بدأ باسقاط دولكم الكبرى كما فعلت بعض الدول الافريقية ضد حكومة فرنسا الظالمة وما يفعله المجاهدون الفلسطينيون نصرهم الله ضد الكيان الصهيوني. واليوم نحن ننتظر سقوط الكيان الامريكي ايضا الاستعماري الغاشم الذي يرأسه العجوز الخرف بايدن. فيا ايها المتفرجون ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون الميعاد فكونوا احرارا في دنياكم، فماذا سينفعكم التطبيع او فتح سفارات للعدو الصهيوني، فقد بان وهنه وضعفه امام ثلة من المؤمنين اعزهم الله بعزه.

ولستُ اقول قولي هذا ضعفا فإنني على يقين ان اخوتنا واهلنا في غزة سيسطرون اروع معاني الجهاد والصبر والتضحية حتى وإن لم تساندوهم، كما هو الحال في كل مرة، فقد وعدهم الله تعالى بقوله تعالى: فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا.

وها هم الابطال قد دخلوا عليهم الباب محررين لاراضيهم وقدسهم فهم الغالبون في الدنيا والاخرة ولن ترقبوا بهم الا احدى الحسنيين، فرحم الله شهداءكم ايها الفلسطينيون الشجعان والشفاء العاجل لجرحاكم واصبروا وصابروا فانتم الاعلون والله ولي المجاهدين والله مع الصابرين.

اخوكم

مقتدى الصدر

شكرا لكم

احسنتم النشر