![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم يذكر القرآن الكريم في الكثير من آياته المباركة وقائع تاريخية من أمم سبقت تنزيله. وفي ذلك عدة فوائد، أهمها سعة الإطلاع التاريخي وأخذ العبرة منها لما فيها من نصائح وتوجيهات وعِبر بل وأوامر ونواهٍ. نعم، تلك العِبر، سينتفع منها كل قارئ للقرآن الكريم سواء كان مسلماً أم لم يكن كذلك. فإن كل من يقتنع بما ورد في القرآن سيكون مطبقاً له أو مصدقاً لما ينقله من وقائع تاريخية عن أمم سالفة سابقة. لكن من المؤكد إن كل الآيات القرآنية سواء منها القصصي أو آيات الأحكام من نواهٍ وأوامر وغيرها.. موجّهة أولاً وبالذات للمسلمين ثم الى غيرهم، إلا إذا ما نصّت الآية على خطاب لغير المسلمين، كما في قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِـمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) أو قوله عزّ من قائل: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِـمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِـمُونَ) أو غيرها مما كان على شاكلتها. وهذا لا يشمل الوقائع التاريخية التي يذكرها القرآن الكريم ضمن آياته المباركة، فإنها وإن كانت وقائع تاريخية عن اليهود أو النصارى إلا إن المقصود منها أن تصل الى مسامع المسلمين فيتعظون منها، ولا سيما إن أغلب تلك الوقائع تسرد مخالفات لتلك الأمم التي عاصرت الأنبياء الذين سبقوا نبينا ورسولنا خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فإذا ورد على سبيل المثال: (قُتل أصْحابُ الأخدود) فكأن المقصود من الآية: إنّ على المسلمين أن يكونوا على إطلاع واضح بما يخصّ أعداءهم وكيفية تعامل الأعداء مع المؤمنين، وخصوصاً إنه تعالى قال: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) حتى وإن كانت تلك الواقعة لم تحدث ضد المسلمين إلا إنها قد تقع في المستقبل فيكونوا على اطلاع. كما وعليهم أن لا يتعاملوا مع أعدائهم كما يتعامل أعداؤهم ضدّهم وضدّ الإسلام. ومن أهم تلك الوقائع التي ذكرها القرآن الكريم في آياته المباركة، قوله تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ). وإنما تتأتى أهميتها من خلال استغلالها من قبل (أعداء الله) لصالحهم في الإستيطان في الأرض المقدسة، وهي مشهورياً: (فلسطين) أو (القدس). ويتحججون بها على المسلمين لأنها ذكرت في قرآنهم ظناً من (اليهود) أن تلك الآية ما زالت نافذة المفعول فيما يخصّهم من دخول تلك الأرض المقدسة. ومن هنا نستطيع الجواب بعدة مستويات، منها: المستوى الأول: إن الآية في حدّ ذاتها من دون النظر للآيات التي سبقتها والتي لحقتها، قد يكون المراد من (الأرض المقدسة) ولو على سبيل الأطروحة: (الجنة) بمعنى: اعملوا صالحاً ولا تعصوا الله ورسله فترتدوا على أدباركم فتنقلبوا الى نار جهنم خاسرين، كما نصّت الآية الكريمة: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ). وبطبيعة الحال هم لم يدخلوا الجنة لأنهم عصوا رسولهم موسى بن عمران عليه السلام وانقلبوا الى جهنّم خاسرين. المستوى الثاني: إن تلك الآية الكريمة التي تنصّ على دخول (الأرض المقدسة) إنما هي للإخبار لا الإنشاء.. فلا معنى أن يكرر الله تعالى الأمر بعد نفاد مفعوله. فإن قيل: إن الآية القرآنية تقول: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ). وقد انتهت مهلة الأربعين عاماً لا محالة.. ومعه يمكن لليهود دخول (الأرض المقدسة). قلنا: يجاب بأكثر من جواب، منها: الجواب الأول: إن دخولها مشروط بوجود نبي الله موسى عليه السلام. ولا يمكن القول ببقاء الأمر ساري المفعول وخصوصاً بعد مجيء المسيح عيسى بن مريم وكذلك رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله. الجواب الثاني: إن انتهاء النهي عن دخول الأرض المقدسة بانتهاء الأربعين عاماً لا يعني عودة وجوب دخولها على الإطلاق بل المتعيّن العكس وهو عدم دخولها. وأن اليهودي المخلص لن يدخل أرضاً قد رفض هو أو سلفه دخولها مع نبيّه.. ولا يمكن القول بعكس ذلك. أي قضاء الدخول وإتمامه بعد العصيان، فلا قضاء في الجهاد في كل السُنن السماوية. المستوى الثالث: إن الفضل في دخول (الأرض المقدسة) بل والسبب الرئيسي من الأمر بدخولها، هو تحريرها من (القوم الجبارين) وهو نفس السبب الذي أدّى بأغلب اليهود الى عصيان أمر رسولهم آنذاك، حيث قالوا: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) فقد خاطبوه بإسمه لا بكونه رسولاً! إننا لن ندخلها لوجود (القوم الجبارين) ثم أكّدوا ذلك حتى بعد البشارة بالنصر إن دخلوا الباب على القوم الجبارين فكرروا قولهم: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) وتخلّوا عن رسولهم بل وأرادوا إدخاله الى المعركة من دون جيش إن جاز التعبير ليتخلصوا منه. وأما دخولهم الى (الأرض المقدسة) أعني فلسطين في زماننا هذا.. فهو دخول بلا فائدة فليس في فلسطين (قوماً جبارين). وبذلك أثبت من يدّعون اليهودية وهم الصهاينة جبنهم وخوفهم من القوم الجبارين وعصيانهم رسولهم.. فدخلوا (الأرض المقدسة) بلا رسول ومن دون وجود قوم جبارين يستحقّون الجهاد والقتال ضدهم. ومع الإلتفات الى أمر مهم آخر، وهو كون دخولهم الحالي كان على قوم مسلمين موحّدين يؤمنون بالله تعالى! فهل هذا ما يرتضيه موسى بن عمران عليه السلام؟! وفوق كل ذلك هم دخلوا ليستفردوا ويجعلوها يهودية خالصة لهم ولا يريدون التعايش مع المسيحيين والمسلمين. متناسين أن تلك (الأرض المقدسة) لم تك مقدسة لليهود فقط ولا في دينهم فحسب، بل إن وصف تلك المدينة بالمقدسة لأنها (أرض موسى) وهو نبي لجميع الأديان، و(أرض عيسى) التي كان يجوب غاباتها ومدنها وسهلها وجبالها فهي أرض للنصارى أيضاً. وهي مقدسة لأنها (معراج رسول الله محمد) صلى الله عليه وآله، بعد أن كان المسجد الحرام مسراً له. فهي أرض موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام. لكن الصهاينة يتجرّدون ويتخلون عن مبادئ دينهم وأوامر رسولهم موسى بن عمران عليه السلام وعن نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام ويتأسون بأصحاب الأخدود فيحرقون المسلمين ومقدساتهم والمسيحيين وكنائسهم وكذا المستشفيات والمنازل والأطفال والمدنيين لا لشيء إلا لأنهم: (َمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). فوالله إن نبي الله إسرائيل لن يرضى بما تفعلونه كما لم يرضَ بفعل إخوة يوسف عليه السلام. المستوى الرابع: إن نبي الله موسى وصف العاصين منهم: (بالقوم الفاسقين) ودعا ربه أن يفرق بينه وبينهم. وإذا كانت الآية الكريمة: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) بنظركم سارية المفعول، فلا بد أن تكون الآية الكريمة: (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) سارية المفعول أيضاً، فأنتم مطرودون بأمر من موسى بن عمران عليه السلام، وموصوفون منه بأنكم قوم فاسقون. ومن المذكور تاريخياً أن بني إسرائيل قد دخلوا الأرض المقدسة بعد التَيْه أي الأربعين عاماً، وأقاموا فيها مئات السنين وحدث خلالها الكثير من الحروب والخلافات والانشقاقات، وهذا أيضاً لا يدل على كونها أرضاً يهودية ولا صهيونية وخصوصاً بالمنظار الحديث والقوانين الوضعية التي لا تعطي للحاكم إجبار الآخرين على تغيير أديانهم أو تهجيرهم أو ما شاكل ذلك. بل إن دققنا النظر فإننا نجد أنّ الصهاينة الذين وصفهم موسى بن عمران بالقوم الفاسقين هم من يجب خروجهم من الأرض المقدسة، فوجود الفاسقين (القردة) تدنيس لقدسية الأرض. وكما قلنا في بداية البحث، إن الآيات التاريخية الموجودة في كتاب المسلمين موجهة أولاً وبالذات الى المسلمين.. مما يعني إن الأطروحة الأخرى تكون كالتالي: (ادخلوا الأرض المقدسة) هو أمر للمسلمين بدخولها، فكأنّ الآية الكريمة تقول (يا قوم محمد صلى الله عليه وآله ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا..... ولا تقولوا إن فيها الصهاينة الجبابرة ولن ندخلها، وإلا فمن الممكن أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله أو أحد أوصيائه: (افرق بيني وبينهم فإنهم قوم .....) مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |