![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم فروع الدين كما أصول الدين قد ذكرت في القرآن الكريم بتفصيل معيّن، وأوكل الله تعالى بعض التفاصيل الأخرى إلى السنة الشريفة من أحاديث وروايات وتقرير المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ومن فروع الدين: (الحجّ) فقد ذكرت مناسك الحجّ في عدّة موارد وفي عدّة آيات، منها قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ.. ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ). وكالعادة فإنني أريد أن أنوّه الى أمر خارج عن نطاق المشهور، حيث أقول: إن الكثير من آيات الأحكام وفروع الدين ومنها الحج، نستطيع أن نفهمها بصورة مختلفة عن المشهور. حيث يمكننا أن نفهمها بمعنى باطني أو عرفاني يختلف عن المعنى الظاهري بصورة واضحة. فمن الآيات التي وردت عن الحج، هي قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرُ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجِّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جدال فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبَابِِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.....). فإننا وإياكم نعلم بأن معنى الحج لغةً هو (القصد) أي الطريق إلى الله تعالى وإلى بيته الحقيقي والبيت المعمور والسلوك إليه والذهاب إليه. فيكون معنى الحج: (السلوك إلى الله) والوصول إليه وفي ذلك معنى باطني عرفاني كما هو معلوم. وما الأشهر المعلومات إلا عبارة عن أشهر السنة كلها فالسنة أشهر معلومات لا محدودات ولا مخصصات بأشهر معينة دون أخرى. فيكون (السلوك إلى الله) مستمراً طيلة أشهر السنة المعلومات والتي هي إثنا عشر شهراً، كما قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). والسلوك إلى الله تعالى فرضٌ أخلاقيٌّ باطنيٌّ لا حياد عنه وإن لم يفتِ به الفقهاء في الكتب الفقهية الظاهرية. وأول السلوك بعد فرضه من الله على كل فرد وبحسبه، هو: تنقية النفس من الرذائل، فلذلك قال تعالى في نفس تلك الآية: (فَلَا رَفَتْ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) أي ترك الرذائل اللسانية والقلبية والجسدية بل مطلقاً، والاتجاه نحو الفضائل وترك الانغماس في الدنيا والمجادلة فيها ليطهر الجسد بل والقلب والنفس والروح من تلك الأمور فتسمو إلى بارئها وخالقها وتطهر من كل الأدران. بل المطلوب هو تقوى الله في السرّ والعلن وعدم فعل ما يغضبه وما لا يرضيه، ولذا قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِِ). فإن فعل السالك ذلك ولم يخن نفسه بترك الواجبات وفعل المحرمات كما يدّعي البعض ذلك زوراً وبهتاناً.. فسينتقل إلى مرحلة أخرى مذكورة في تلكم الآيات، قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ). فمن جاع بطنه وكفّ لسانه أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ونهل من المعرفة الإلهية القسط الكبير وكلٌ بحسبه بطبيعة الحال. فلذلك سيسعى السالك إلى ابتغاء فضل الله ورحمته ومغفرته ورضوانه بل الى معرفته الحقيقية. وما يرمز إلى المعرفة، هو: عرفات والوقوف بها.. فهي بمعنى التجرّد إلى الله تعالى في الآفاق وفي الأنفس والإخلاص إليه. ثم مرحلة الإفاضة والخروج من مرحلة المعرفة ومن (عرفات) الى المشعر الحرام.. فإن عرفات كما يقال هي المشعر الحلال ثم الإفاضة الى المشعر الحرام أي إلى قدس الأقداس وإلى الحق المطلق والفناء فيه. وهي مرحلة (الفناء) الأولي وهو: (التوحيد الحقيقي الباطني العرفاني). ومن ثم قوله تعالى: (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) وهي مرحلة من مراحل الفناء العالي والتعلق الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وعدم الزلل والابتعاد عن ذكر الله تعالى بل ذكره كذكر الآباء أو أشدّ ذكراً، أي الإنعزال عن كل الخلق مهما كانوا، والخلود إلى الله وذكره التام الكامل الشامل. وهؤلاء هم المبتعدون عن الدنيا والقائلون: (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) أي لهم نصيب من الظاهر والباطن لكي لا يكونوا مصداقاً لقوله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ). وما قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) إلا لنعلم أن ذلك السلوك والطريق إلى الله تعالى والوصول إليه والفناء فيه وتحريم الدنيا وملذاتها عن العارف إلا أيام من أيام الله تعالى وهي أيامٌ معدودات، فقلب المرء يُعلمُه بأنّ الحياة دقائقٌ وثوانٍ.. بل إنّ العارف الفاني لا يرى ذكره لله طويلاً ولا كثيراً بل هو بمثابة ذكر لله في أيام الدنيا المعدودة الفانية وما الخلود إلا لله وفي جنبه فقط. أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم أيها المؤمنون. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |