![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الميثاق هو العهد والوعد والإتفاق كما في قوله تعالى: (قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ {مَوْثِقاً} مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) والميثاق المذكور في القرآن على ثلاث درجات: الدرجة الأدنى: هو الميثاق العام الذي أشار له السيد الطباطبائي: (صاحب تفسير الميزان) حينما أشار الى الآية الكريمة: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) وهذا الميثاق قد يسمّى بميثاق الخلق بصورة عامة.. أي ميثاق الربوبية وأن لا يتخذوا غيره إلهاً وربّاً بعدما قالوا: بلى. الدرجة الوسطى: وهو ميثاق مطلق الأنبياء، كما في قوله تعالى: ({وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غليظاً) وبالأخصّ في قوله تعالى في نفس الآية: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) انتهى. الدرجة العليا: وهو مستنبط من نفس الآية التي أوردناها في الميثاق الأوسط، حيث قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}). وهو ميثاق أولي العزم من الرسل: محمّد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى... وقد جاء مصطلح أولي العزم في آية أخرى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ). وتقسيم ميثاق النبيين إلى قسمين قد استقيناه من قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً). فقد أخذ الله ميثاق النبيين أولاً، ثم منك: أي من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم من نوح وإبراهيم وموسى وعيسى. فحسب بواطن هذه الآية إن ميثاقهم ينقسم إلى درجات ثلاث: عام للنبيين وخاص لأولي العزم.. وأخصّ لرسول الله صلى الله عليه وآله. ثم إن جلّ المفسّرين لم يذكروا مضمون هذا الميثاق ولا سيّما ميثاق الأنبياء والرسل. إلا إنه يمكنني أن أذكر بعض الأطروحات لمضمون ذلك الميثاق، وهو على بنود محتملة، منها: البند الأول: العزيمة والإصرار على تطبيق الأوامر الإلهية الخاصة بالأنبياء والرسل. البند الثاني: إتمام التبليغ، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وفي الآية تشديدٌ على التبليغ من خلال قوله تعالى: (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته). ولقد أطاع رسول الله صلى الله عليه وآله وأتمّ التبليغ، ونصب علياً وصياً وخليفةً، كما في قوله تعالى: (.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَائِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). البند الثالث: ما أشار إليه بعض المفسرين، في قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرُقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنيبُ) وهو إقامة الدين.. والأصحّ أن هذا من ميثاق النبيين لأتباعهم والمؤمنين بهم.. والله العالم. البند الرابع: الخُلق العظيم.. ولا سيما ميثاق سيّد رسل أهل العزم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ولذلك فاض من الرسل ذلك العطاء الرباني والخلق العظيم، فقال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولا أحد يستطيع إتمامها إلا من كان على خلق عظيم. البند الخامس: العصمة وعدم الخطأ في التبليغ والتبشير والإنذار والهداية، كما في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) أو قوله عزّ من قائل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عزيزاً حَكِيماً). ولذلك فإنّ غير أولي العزم من الأنبياء صدرت منهم بعض الأمور، كما في يوسف عليه السلام: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍِ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِِضعَ سِنِينَ) أو نبي الله يونس: (وَذَا النُّونِِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) أو كما في نبي الله داوود أو آدم وقصته مع الشيطان الرجيم وخروجه من الجنة. البند السادس: الشهادة، كما في قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) بل وقوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) فالله تعالى يطلب من الرسل والأنبياء الشهادة على أمتهم بل وعلى أنفسهم، حسب قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِِ) والآيات التي بعدها فيما يخصّ نبي الله عيسى ابن مريم.. الى أن يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِِ). البند السابع: التهجد والعبادة والخضوع العالي لله سبحانه وتعالى، وأن لا يغفلوا عن ذلك طرفة عين، ويخشون الله في السرّ والعلن.. ولذا قال تعالى: (... إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) فإنّ هذه الآية فيها صفة للأنبياء المذكورين في الآيات التي سبقتها من سورة الأنبياء: موسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوط وداوود وسليمان وأيوب وذو النون وزكريا ويحيى. ونكتفي بهذا القدر.. وأستغفر الله لي ولكم. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |