العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2024, 01:09 AM   #1

 
الصورة الرمزية مؤمنة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2378
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 871

افتراضي ما هو الهدف من حضور مجالس الحسين (عليه السلام)؟





ما هو الهدف من حضور مجالس الحسين (عليه السلام)؟



فلماذا الفتور عن الحضور في المجالس التي فيها تفهيم لمعالم الدين؟ وما الفرق بين التاسع حينئذٍ وبين الخامس عشر من شهر محرم؟ لماذا هذا الانحسار في مجالس أهل البيت بعد الانتهاء من اليوم العاشر؟ وصحيح أن هذه الأيام هي قمة الأحداث؛ ولكن هل حضور المجالس هو للبكاء فقط؟ فإن كان الحضور للبكاء فقط؛ فإن الإنسان تجف دمعته بعد العاشر، وإن كان الحضور لأجل الاعتبار والاستفادة وأخذ الدروس المؤثرة في الحياة؛ فما الفرق بين العشرة الأولى والعشرة الثانية أو الثالثة من شهر محرم؟
إذاً، إذا أردت أن تغير مسير حياة الإنسان؛ فعليك أن تغير من قناعاته، وصحيح أن الإمام (ع) قد ضرب على الوتر الحساس؛ وتر العواطف وقال: أنه ابن بنت النبي (ص) وتكلم بكلمات من هذا القبيل؛ إلا أنه كان يؤكد في مسيره من المدينة إلى كربلاء على أنَّ ثورته هي لإحياء دين جدِّه (ص)، وأن المعروف لا يعمل به والمنكر لا يتناهى عنه، ولا يمكن لمثله أن يبايع مثل يزيد وإلى آخر هذه الكلمات، وفي الواقع أراد بهذه الكلمات أن يثير عندهم التفكر والتعقل في حياة الأمة وأن تكون حركتهم عن قناعة منهم.
وفي الحقيقة إنني قد فكرت كثيرا في علة تفاني أصحاب الحسين (ع) هذا التفاني، ورأيت أنهم كانوا يعتقدون بما يفعلون، ولذلك كانوا في المناقشات وفي عروض الأمان التي كانت تأتيهم وفي المسائل العائلية كالجبل الراسخ، ولم يكونوا يتأثرون أبداً بما كان يقال لهم، وسيأتي الكلام في ذكر أصحاب الحسين (ع) عن جريح مغمىً عليه سمع بمقتل الحسين (ع)؛ فقام يكفكف جراحاته وهجم على القوم مرة أخرى، وقد أخاف بذلك الأعداء كما نقل ذلك بعض أصحاب التواريخ، وظنوا أنَّ أصحاب الحسين (ع) قد بعثوا من جديد وأنَّ الحسين (ع) قد أوجد فيهم الحياة مرة أخرى كرامة منه.
ترسيخ القناعة بدل التوبيخ والتقريع..!
فمن أين جاء هذا الاعتقاد الراسخ وهذه القناعة؟ ألم تكن من كلمات الإمام (ع) التي كان يلقيها عليهم طوال المسير؟ وكذلك في تربيتنا للأسرة والمجتمع علينا أن نتبع هذا السبي؛ فالأم التي ترى أن ابنتها لا تستوعب مسألة الحجاب وهي في التاسعة من عمرها؛ ليس من الطبيعي أن تزجرها أو تحبسها أو تذكر عيوبها أمام الآخرين وأن تحرجها أمامهم؛ بل عليها أن تفهمها هذه المسألة برفق، وكذلك الأمر بالنسبة للوالد الذي يرى ولده لا يصلي؛ عليه أن ينفذ إلى أعماق وجوده وأن يأتيه من منطلق الفطرة وأنَّ يفهمه بأنَّ الإنسان بإنسانيته يحب أن يشكر ما يسدى إليه والصلاة عبارة عن شكر للمنعم؛ بدل أن يقول له: أنت كافر وأنت كذا وكذا.
وهكذا في شتى حقول الحياة؛ إذا أردت أن تؤثر على مسيرة الإنسان انظر إلى الدوافع التي تدفعه نحو الباطل وإلى المحفزات الباطنية؛ فإذا رأيت أحداً يرتكب المحرم في عالم الشهوات حاول أن تغير قناعاته من خلال عرض البدائل المحللة عليه، وهذا الإنسان من الممكن أن يغير مسيره من خلال ما قلناه.
إن الله سبحانه هو الحافظ لهذا الدين..!
والأمر الثاني في قضية عاشوراء هو أن هذه القضية تبعث الأمل في النفوس، والله سبحانه قد وعد بحفظ هذا الدين، يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[٤]؛ فالقرآن الكريم هو آخر الكتب، والنبي (ص) هو آخر الأنبياء، والإسلام هو آخر الأديان، وإن الله سبحانه قد ترك الاختيار للإنسان في شئونه الخاصة؛ فهو لا يعاقب العبد على ما لا خيار له فيه، وأما مقدرات الأمة والقضايا العامة والسنن الجارية في الأمة هي تحت إشراف العلي القدير وقد بعث الحسين (ع) ليصحح مسار الدين والشريعة.
ولا أدري إن كان هذا الحديث صحيحاً؛ ولكن نقله البعض وشكك آخرون في صدوره؛ إلا أن مضمونه موجود في بعض كتبنا وهو: أن الله يبعث على رأس كل مائة من يجدد الدين، وهذه سنة الله سبحانه في تصحيح مسير الأمة، فإذا رأى أحدنا فيما يرى انحرافاً في الأمة عن الدين أو وهناً في الإسلام وفي المسلمين – طبعا تعبير الوهن في الإسلام تعبير خاطئ وإنما الوهن يكون في المسلمين – عليه أن يعلم أنَّ الله عز وجل الذي حفظ مسيرة الأمة بدم الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء؛ سيحفظ هذه المسيرة إلى قيام صاحب الأمر (عج)، ودور المهدي (عج) في الأمة كدور الحسين (ع) في الأمة؛ فكما كانت ثورته وحركته حركة تصحيح وإعادة الأمة إلى المسار الصحيح؛ فكذلك هي حركة المهدي (عج)؛ فمن موجبات بعث الأمل أن نعلم أن الله عز وجل حافظ لهذا الدين كما هو حافظ للقرآن الكريم.
ويذكر في بعض الرويات: (إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ لاَ يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ اَلْعِبَادِ وَلَإِزَالَةُ جَبَلٍ عَنْ مَوْضِعِهِ أَيْسَرُ مِنْ زَوَالِ مُلْكٍ لَمْ يَنْقَضِ أَجَلُهُ)[٥]؛ أي أن إزالة الجبل أهون من إزالة ملك ظالم وطاغية يستبد بالرقاب، ويهدر الدماء ويصادر بالأموال، ويقول: أن الله لا يعجل لعجلة العباد؛ فهناك حكمة في أمور الله سبحانه، والله عز وجل قد أخر تصحيح حركة الأمة في حياة الإمام الحسن (ع) إلى حياة الإمام الحسين (ع)، ولو أذن للحسن (ع) أن يقوم بدور الحسين لقام بالأمر من دون أي اختلاف؛ ولكنَّ الظرف لم يكن مآتياً؛ فأجل سبحانه الأمر لحين ثورة الحسين (ع).

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال بيت محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مؤمنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:41 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025