![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ورد في القرآن الكريم مصطلح: (القرية الظالم أهلها)، ولفهم هذا المصطلح نحتاج تبيان بعض الأمور: الأمر الأول: القرية، وهي قد لا تعني نفس التسمية الحديثة أو قل لا تطابقها.. بل قد تنطبق حتى على المدن، كما في قوله تعالى: (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) والقرية هنا قد تعني (مصر) والتي كانت من المدن الكبيرة في زمانهم، فلا يذهب الذهن إلى أن المراد بها المناطق الصغيرة التي يقطنها عدد محدود من الناس. فيكون معنى قوله تعالى: (.. الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) عاماً يشمل حتى المدن، فيصح أن نقول: الذين يقولون أخرجنا من هذه الدولة الظالم أهلها، وخصوصاً مع وحدة المناط - إن جاز التعبير - في كل المناطق ما كبر منها وما صغر. بل وكما قال السيّد الوالد (قدّس الله نفسه الطاهرة): إن أمريكا وإن زعمت تحكيم سيطرتها على كل العالم حتى أصبح العالم - كالقرية الصغيرة - كما يعبّرون، إلا إنها لن تستطيع إزالة إيمان المؤمنين وقوة الشجعان المجاهدين، فإنها إن إستطاعت السيطرة على أجسادنا فإنها لن تستطيع السيطرة على قلوبنا وعقولنا، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا). فهو قدّس سره قد جعل من العالم أجمع كقرية صغيرة بيد الإستكبار العالمي والظالمين والإستعمار الظالم، من حيث أن نفوذهم صار يطال أغلب المدن والدول إن لم يك جميعها.. فنشرت الحروب والفقر والمجاعات والفاحشة والقوانين الظالمة والتحكم بمصائر المستضعفين وما شاكل ذلك. إلا إننا إذا ذهبنا الى ما ذهب إليه السيّد الوالد (قدس) فيصعب الخروج من هذه القرية: العالم.. فلا يمكن فرض الخروج من الكرة الأرضية إلى كواكب أخرى بطبيعة الحال. وعليه لا بدّ من تفسير معنى: (الخروج من القرية) وهو: الأمر الثاني: وهنا نعطي بعض المعاني لذلك: المعنى الأول: وفّقنا للقتل في سبيلك والإستشهاد من أجل الحق وفي الحق.. وهو يشابه قول الإمام الحسين عليه السلام: الموتُ أولى مِن ركوبِ العارِ والعارُ أولى مِن دخولِ النارِ وقول الشاعر: إن كانَ دينُ محمّدٍ لم يستقِم إلا بقَتلي... فيا سيوفُ خُذيني المعنى الثاني: الخروج المعنوي من سلطة ونفوذ الإستعمار والظلم.. بأن يثبتنا على الإيمان وبغض الفساد والظلم وعدم الخنوع لترغيب أو ترهيب الظالمين، فيكون الماسك على دينه كالقابض على جمرة من نار. المعنى الثالث: وهو خاص جداً، كما حدث لأصحاب الكهف الذين أخفاهم الله سبحانه وتعالى وحفظهم من أجل مصالح دينية عامة بعد أن أعلنوا رفضهم للظلم والطغيان والفساد. المعنى الرابع : الإعتزال عن كل العالم، ليسلم الفرد دينياً ونفسياً وعقائدياً.. فلا يخالط الظالمين ولا يدعمهم ولا يعينهم على ظلمهم وفسادهم. ومنها غيبة الإمام المهدي روحي له الفدى.. الذي غاب بأمر الله تعالى، لأن الأرض مُلئت ظلماً وجوراً وليحفظه الله تعالى إلى الدولة العادلة والأطروحة الكاملة. الأمر الثالث: (الظالم أهلها)، فما المقصود من (أهلها)؟ وهنا نعطي بعض الاحتمالات، منها: الاحتمال الأول: المقصود منهم الحكام والسلطات الحكومية كفرعون الذي حكم بلاده بكل ظلم وفساد. الاحتمال الثاني: وجهاء الدولة والمتنفذون، كالتجار وكبار القبائل أو بعض المجاميع القتالية أو اللصوص وقطاع الطرق أو حتى بعض الساسة والأحزاب، وما شاكل ذلك، كما في قوله تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ). الاحتمال الثالث: إن المقصود من (أهلها) هو أغلب شعبها وناسها، الراضين بالظلم وبحكام الجور خوفاً أو طمعاً، كما في زمن الأمويين ومن على شاكلتهم. بل هناك شاهد آخر من القرآن الكريم، وهم قوم لوط، الذين قالوا: (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) فكان أغلب أهل القرية بل جلّهم راضين بالفاحشة مبغضين للتطهر وأنبياء الله تعالى. فيكون المعنى: (أخرجنا من الدولة الظالم شعبها). أي أغلب شعبها. وقد نتفهم ذلك إذا علمنا أنه ورد: العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم. وحسب فهمي فإنّ أخطر الاحتمالات وأشدها سوءاً هو الاحتمال الثالث، وخصوصاً مع الإلتفات إلى أنّ الفرد المؤمن يمكنه الوقوف ضد الحكام الظالمين أو كبار القوم وساستهم وإعلان رفضه لهم.. إلا إنه من المحزن ومن الصعب إعلان رفضه أو الوقوف ضد مجتمعه وقومه وأصدقائه وما شاكل ذلك، كما حدث مع نبي الله لوط سلام الله عليه.. والذي أعلن رفضه للفاحشة المنتشرة فأرادوا قتله أو طرده. اللهمّ ثبّت الشعوب على دينك وطاعتك وحبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان.. واجمع بيننا وبينهم بالحق، وافصل بيننا وبين كل ظالم وفاسد بحق محمّدٍ وآله الأطهار. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |