![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم وَبِكَ يَا رَبِّي نستعين وردت كلمة: (متاع) كثيراً في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: (مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) وكذلك قوله عزّ من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) وغيرها من الآيات الكريمات التي ورد فيها كلمة (المتاع). وفي كلمة متاع عدّة لوازم، منها: الأول: إنها من لوازم الدنيا ولا تتعدى للآخرة، كما في قوله تعالى: (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) بل وقوله تعالى: (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ). الثاني: إنها أمر مؤقت وزائل، حيث قال تعالى: (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلى حِينٍ) وقوله عزّ من قائل: (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلى حِينٍ) فالمتاع غير دائم على عكس ما للمتقين في الآخرة. الثالث: قد يستلزم المتعة والتمتع به، كما في قوله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) وكذلك: (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) بمعنى الإستئناس والتلذذ بهذا المتاع الذي بين يديه. الرابع: أن يكون مقدمة للآخرة، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) أي أن متاع الدنيا لا يكون إلا قليلاً في الآخرة. فلعلّ المراد من المتاع هنا، هو زاد السفر، كما ورد في قصة يوسف عليه السلام: (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) كما يقال: (أمتعة السفر). ثم إن كان المتاع جيداً وخيراً كان ذا أثر إيجابي ومفيد في الآخرة.. وإن كان عكس ذلك، أي متاع محرّم ومتدَنٍ فسيكون أثره سلبياً في الآخرة. وكل هذا التركيز القرآني على مصطلح (المتاع) إنما يراد به إيصال رسالة مفادها: أولاً: إن الدنيا زائلة لا محالة. ثانياً: إن هذه الدنيا عبارة عن وقت لجمع الأمتعة.. فإن حسُنت أمتعتك حسُن سفرك.. وإن ساءَت أمتعتك ساءَ سفرك. ثالثاً: إن من أراد جمع المتاع في الدنيا والتزوّد للآخرة، فإن: (خير الزاد التقوى). رابعاً: إنّ كل ما يحصل عليه الفرد في الدنيا ما هو إلا عبارة عن متاع، كما في قوله تعالى: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وفيه توجيه لطلب الآخرة ونهي عن طلب الدنيا. إلا إن من الضروري أن نبيّن أن المتاع الزائل وما لا يكون له فائدة في الآخرة هو طلب المتاع السيء لأجل الدنيا، وإلا فإن المتاع النافع لأجل الآخرة سيكون طويل المدى وستنتفع به في الآخرة. كأن نقول: لا تأكل لأجل اللذة بل اجعل طعامك من أجل القدرة على القيام بالواجبات الأخروية والطاعات الإلهية. كما لا تطلبن من خدمتك لمن حولك من أقاربك وأصدقائك وعشيرتك ومدينتك وفقرائها ومحتاجيها مقدمة للشهرة والجاه وطلب الدنيا، فكل ذلك زائل لا محالة، بل اجعله لأهداف تكاملية كخدمة الوطن وحبّه وحبّ الوطن من الإيمان، أو من أجل الدين والمذهب والعقيدة والهداية وصلاح المجتمع ونشر الإصلاح والتذكير بالله وأيامه. فما كان محرماً من المتاع سيكون وبالاً عليك في الآخرة، وما كان لأجل طاعة الله سيكون نعيماً عليك في آخرتك.. وكما قال الله تعالى: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرارِ) بمعنى أن الآخرة دار الإستقرار والمكوث الطويل، بل وإنها دار قرار يصدر فيه ثوابك أو عقابك.. ولا عقاب إن كانت دنياك ومتاعها صالحاً، ولا ثواب إن كانت دنياك ومتاعها طالحاً. فاعملوا لدنياكم كأنكم تعيشون أبداً، واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غداً، فالموت يأتي بغتة من حيث لا تشعرون... فسيروا نحو آخرةٍ ذات جنة عالية وعين الله ترعاكم.. وخطوة من العبد والباقي على الربّ.. فتوكلوا على الله.. وما خاب من توكل عليه. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |