![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم وَبكَ يا ربّي نستعين من الأمور التي استهوت الشباب المسلم وأخذته إلى ضفة الغرب وأبعدته عن الدين نوعاً ما، هي مسألة (التنمّر) التي صدّع الغرب بها رؤوسنا .. مستثمراً بذلك جهل الكثير من شبابنا من جهة وندارة التثقيف الملائم نحو أسس الإسلام من جهة أخرى. فظنّ الجميع أن مسألة الوقوف ضد (التنمّر) هو من الأفكار الغربية ومن لدنيّاتهم، وخصوصاً أن مسألة التنمّر منتشرة أيّما انتشار في مجتمعاتنا في خضم سكوت قانوني وفقهي مطبق.. مع كل الأسف. ولكن الغرب قد استفاد من التجربة الإسلامية الحقيقية القرآنية استفادة عظيمة أكثر من استفادة من هم من داخل الإسلام ليحاول معالجة مشكلة متجذرة منتشرة في مجتمعاتهم أكثر من مجتمعاتنا ولا سيما بين الصغار. فجاء بمصطلح التنمّر من وحي القرآن. وهنا قد يستغرب البعض .. فإن كلمة التنمّر لم تذكر في القرآن أبداً، وهما حاولت إيجاد تلك الكلمة فلن تجدها في القرآن الكريم . وكما قيل : ( لا مشاحة في الإصطلاح) فالغرب أو العلم الحديث قد أطلق عليها ( التنمر) والذي يراد به أن تكون كسبع أو نمر أمام الآخرين فتطلق عليهم الشتائم الخَلقية والطائفية والعرقية وما شاكل ذلك. أما القرآن الكريم، فقد قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْـمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَـمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ). فأطلق عليها (السخرية) أي الاستهزاء بالخلقة أو الإنتماء أو البشرة أو بصفات معينة من هنا وهناك كالسواد والقصر وما شاكل ذلك. بل وإن القرآن الكريم، قد أعطى السبب في حرمة السخرية والنهي عنها، حيث قال تعالى : (عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ) بل إن كل من تنمّر أو سخِر من أحد فلا بدّ أن يكون المتنمّر عليه أفضل منه. فإن من أهم دوافع التنمّر، هو الإحساس بالنقص من قبل المُتنمر، لا العكس. كما وإن القرآن الكريم لم يحدد حرمة السخرية والتنمّر للأطفال أو الكبار بل ولم يحددها للرجال فقط بل عممها حتى للنساء وفي ذلك عدل مطلق. كما وإن ( التنابز) بالألقاب والصفات هو أحد مصاديق ما يسمى بالتنمّر. ثم إن هذه الآية لم تكتفِ بالنهي عن السخرية والتنابز بل شملت اللمز.. ولعل المراد منه الطعن بالآخرين وأذيتهم من خلال الإشارات والحركات... وجعل القرآن الكريم لمز الآخرين لمزاً للنفس، أي أن من لمز أحداً فكأنما لمز نفسه. فالغرب وقوانينه اكتفى بالتنمر اللساني.. وعمّم القرآن ذلك للتنمر بالحركة والإشارات بغير تحريك اللسان. كما وإن القرآن الكريم قد وصف تلك الأفعال المشينة: السخرية والتنابز واللمز بـ (الفسق). والفسق شرعاً يتعدى درجة الجنحة لا محالة.. حيث إن الفسق خروج عن جادة الشرع وارتكاب للمحرمات. فلا يقال إن هذه الآية ذات نهي أخلاقي فقط لا يصل إلى الحرمة الشرعية، كلا، فإن وصف فاعليها بالفسق بعد الإيمان فيه دلالة واضحة على حرمتها الشرعية فوق حرمتها الأخلاقية.. حتى قيل إنه ورد: سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقُ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ. بل يجب الإلتفات الى أمر مهم جداً، من حيث أن التنمر عند الغرب ليس لسانياً فحسب بل قد أخذ به المواجهة وجهاً لوجه.. فلو أنه تنمر على أحد ما أمام جمع من الناس ولم يك المتنمر عليه حاضراً فقد لا يستوجب كونه أمراً ممنوعاً أو قبيحاً. أما القرآن الكريم فقد قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). فهذه الآية تجعل من السخرية والتنابز واللمز محرماً حتى في حال عدم وجود المتنمر عليه، وهو ما سمّته الآية الكريمة بـ (الغِيبة) أي ذكر شخص غيابياً بما يكرهه إن كان فيه ذلك حقاً، وإن لم يكن فيكون (بهتاناً). بل إن القرآن الكريم لم يكتفِ بحرمة السخرية والتنابز واللمز اللساني أو من خلال الإشارة والحركات فحسب، بل عمم ذلك حتى على ما يخطر في الذهن ضدّ شخص آخر، وهو ما يسمى : (سوء الظن) ولذا نُهي عنه، حيث قال تعالى: (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) أي إن كل ما يخطر سلباً في ذهنك ضدّ أحد فهو إثم وسيئة. فمن ظنّ بأخيه مثلبة فقد تنمّر عليه.. وهذا غير مطروح في أفكار الغرب وقانونه، فلعلهم لا يمنعون أكل لحم الإخوة على حدّ تعبير الآية الكريمة أعلاه !! سواء من خلال الإشارة أم ذهنياً فضلاً عن ما هو لساني. فالحمد لله أن جعل من الغرب أتباعاً لأحكام الإسلام بعد ألف وأربعمائة سنة أو ما يزيد. إلا إن المحزن في البين.. هو عدم فهم الإسلام والآيات القرآنية وغياب جوهر أخلاقيات الإسلام عن شبابنا.. مع شديد الأسف. اللهمّ ثبتنا على دينك ما حيينا. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |