العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله)

منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2024, 11:09 AM   #1

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,663

ختم نَشَرَ سَماحَةُ القائِد السَّيّد مُقتَدَىٰ الصَّدر (أعَزّهُ اللّٰهُ) فِي حِسابِهِ الشَخصِيّ عَلىٰ مِنصَّةِ التواصُلِ الإجتماعِيّ "إكس" بتاريخ ٣١ / ٣ / ٢٠٢٤

.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبكَ يا ربّي نَستَعِين
وبهُدى أهلِ البيتِ نَستبين
وأما بعد
فقد قال تعالى في كتابه العظيم: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بِايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
هذه الآية الكريمة تبيّن لنا العهد بين العبد وربّه أو قل بين المؤمن وبين الله سبحانه، حيث يبيع المؤمنون أنفسهم لله سبحانه وتعالى فإن الله يشتري نفوس المؤمنين منهم.
فإذا قاتل المؤمن نفسه وأعطى البيعة والعهد على ذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيقابله بالجنة وما أروعه من ثمن وأجر عظيم.
وبمعنى آخر فإن الآية الكريمة تعطي معنى:
المشتري: وهو الله سبحانه وتعالى.
البائع: المؤمن.
الثمن: الجنة.
المثمّن: التضحية بالنفس من خلال القتال في سبيل الله أو الدعم المالي، وكل هذا موجود في كتب التفسير ومن الطرفين.
إلا إنني أريد أن أضيف لمسة أخرى قد تختلف بعض الشيء عن تفسير المشهور على الرغم من صحته.
حيث إن القتال أو ما يسمى فقهياً بالجهاد، حسب فهمي على نوعين:
الأول: الجهاد الأصغر، وهو جهاد الكفار والمشركين دفاعياً كان أم هجومياً على تفصيل مردّه للكتب الفقهية.
الثاني: وهو الجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس الأمّارة بالسوء، وهذا التقسيم قد ينطبق على كل الآيات القرآنية التي تذكر القتال والجهاد، كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
أي الذين جاهدوا أنفسهم الأمّارة بالسوء سنهديهم إلى الكمال والمعرفة والدرجات العلى.
كما ورد: (قال الإمام الصادق (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) بعث بسريّة فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس).
فكما إن الله اشترى نفوس المؤمنين مقابل جهادهم بالجهاد الأصغر، فإن الله سيشتري المؤمن ونفسه في ما إذا جاهد نفسه الأمّارة بالسوء وخالف هواه وشهواته وابتعد عن الدنيا الدنيّة وأراد بذلك القرب والكمال نحو الله تعالى.
فيكون معنى الآية الكريمة: إنّ الله تعالى سيشتري نفوس المؤمنين الذين يتخلون عن أنفسهم الأمّارة بالسوء ويعدهم بالجنة وهي الكمال والفناء في الله سبحانه وتعالى.
فإنه إن كان الجهاد الأصغر عبارة عن تخلّي المؤمن عن جسده بالاستشهاد في سبيل الله.. فإن الجهاد الأكبر تخلّيه عن نفسه فإن الله يعوضه بنفس تكاملية لا سوء فيها على الإطلاق.
والجهاد الأكبر.. جهاد النفس الأمارة بالسوء إنما هو قتال: فيقتُل المؤمن
نفسه فيكون مقتولاً من هذه الناحية لذلك ينطبق عليه قوله تعالى: (فيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُون).
فإن الذي يقاتل ويقتُل نفسه فيُقتل فإن الله وعده بالجنة، فكل من عاهد الله سبحانه وتعالى على السير والسلوك الصادق من خلال جهاد النفس فليستبشر بهذا العهد والبيعة وسيفوز فوزاً عظيماً.
وعلى الرغم من أن الرواية التي أوردناها أعلاه، عن سيدي ومولاي الإمام الصادق عليه السلام قد بينت أن الأمر بالجهاد الأكبر جاء بعد الجهاد الأصغر، إلا إن هذا لا يعني عدم جواز تقدم أحدهما على الآخر، فلو كان المؤمن قد جاهد نفسه بالجهاد الأكبر فسيسهل عليه الجهاد الأصغر.. وخصوصاً إن تسميته بالجهاد الأكبر من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله يدلّ على أهميته من جهة وعلى صعوبته من جهة أخرى حتى بالنسبة للجهاد الأصغر، أي أن جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر أصعب من الجهاد الأصغر وإلا لما سمّي بالجهاد الأكبر.
ففي الجهاد الأصغر إما أن تُقتَل وإما أن تنتصر وإما أن تخسر معركة، ولا تثريب عليك إن لم يكُ تعمّداً أو فراراً.
أما الجهاد الأكبر فإنك ستقاتل نفسك وشيطانك، فإما أن تقتل الشيطان وتفوز فوزاً عظيماً، وإما أن تكون ضحية الشيطان الرجيم فتخسر الدنيا والآخرة.. أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وإن أفضل مصداق لذلك هو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان قائد القتال ضد أعداء الدين وأعداء الرسالة والولاية.. وهو الصدر المتصدّر في جهاد النفس والباطن والمعرفة والعرفان والفناء الذي استلهمه من سيّد الكونين محمد صلى الله عليه وآله فإنهما أبوا هذه الأمة ظاهراً وباطناً.
بل إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قد باع نفسه لرسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً حينما نام في فراشه وحينما يذود بنفسه في الجهاد عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقد فنى في الرسول وفي الله في الله ولله وما أروعه من كمال...
فصدق مولاي الأمير حينما قال: فزت ورب الكعبة.
مقتدى الصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2024, 09:50 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,353

افتراضي رد: نَشَرَ سَماحَةُ القائِد السَّيّد مُقتَدَىٰ الصَّدر (أعَزّهُ اللّٰهُ) فِي حِسابِهِ الشَخصِيّ عَلىٰ مِنصَّةِ التواصُلِ الإجتماعِيّ "إكس" بتاريخ ٣١ / ٣ / ٢٠٢٤

احسنتم النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:57 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025