![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
. بسم الله الرحمن الرحيم سيدي ومولاي الإمام جعفر الصادق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وأجداده المعصومين البررة. امتازت فترة إمامته بأنها وقعت بين حُكمين: نهايات: (الدولة الأموية الملعونة) وبدايات: (الدولة العباسية الفاسدة). وهنا قد يخطر في بال الكثير من مواليه ومن أعدائه.. سؤال قد يصعب الجواب عنه، وهو: إنه وكما قال السيّد الوالد (قدس سره الطاهر): الدول في بداياتها ضعيفة وفي نهاياتها ضعيفة.. فلماذا لم ينبرِ الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلى الأخذ بزمام الأمر والحكم؟ بل قيل إنّ كبار العباسيين في حينها قد عرضوا عليه ذلك فرفض!! أليس الحريّ به أن يأخذ بزمام الأمور ويحكم بسنّة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وبهَدي جدّه علي بن أبي طالب عليه السلام؟ وخصوصاً إن الفرصة كانت مؤاتية له لضعف الدولتين ولابتعاد الكثير عن حكم الأمويين وزوال بعض الخوف منهم بعد تشتتهم وانقلاب الأمر عليهم. وحسب فهمي والإنسان لا يتعدى فهمه.. إن ذلك يجاب بعدة مستويات، منها: المستوى الأول: إنه سلام الله عليه لو أخذ السلطة لأُخذ عليه أنه من طلاب السلطة.. وكأنه كان يتحيّن الفرصة لسقوط الدولة الأمويّة لينقض على الحكم ويتفرد بالسلطة.. وهذا الإشكال لا محالة سيُطرح من الكثيرين لو كان سلام الله عليه قد انبرى لها. المستوى الثاني: إن عدم تجاوب المجتمع الإسلامي بصور إيجابية مع مقتل جدّه الإمام الحسين وخضوع الناس إلا اللهم منهم كان قد طبع في قلوب المعصومين أجمع صورة غير جيدة عن المجتمعات الإسلامية آنذاك. وبالتالي فإن المجتمع غير مستحق للإصلاح والصلاح وغير مؤهل لحكم المعصوم عليه السلام. المستوى الثالث: إن الحكومات كانت بعيدة عن المجتمع وعن الشعوب.. وكل من يتبعها إما رهبة من جلادها أو طمعاً بمالها.. وهذا قد لا ينفع الهدف الحقيقي للإمام الصادق عليه السلام في شيء، حيث إن هدفه هو هداية المجتمع طوعاً وليس كرهاً، أي أن الهداية التي تنتج عن الرهبة من السيف أو الرغبة بالمال فإنها ضارة وغير نافعة على الإطلاق. ومن هنا فإنه سلام الله عليه قد ترفّع عن أخذ زمام الحكم... وأخذ على عاتقه هداية المجتمع من خارج أسوار الحكم ليكون مؤثراً بصورة أكثر في المجتمعات والشعوب. وهو ما حدث فعلاً، إذ لانت له أغلب العلماء ودانت لعلمه وصدقه وتواضعه ودروسه، حتى حضر عنده من تعلمون، وتتلمذوا على يديه. المستوى الرابع: إنه سلام الله عليه يعلم كل العلم.. أن العباسيين الذين ينتمون بالنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله والذين ثاروا بوجه الدولة الأموية أو استغلوا فرصة ضعفها وأرادوا إسقاطها ليأخذوا بزمام الحكم لن يكونوا أقل من الدولة الأموية فساداً وظلماً.. فلم يرد مشاركتهم مع علمه بفشلهم وفسادهم وابتعادهم عن نهج الرسول الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله. كما إنه لو أخذ بزمام الأمور واستطاع إزالة العباسيين فسيكون نتيجة ذلك: أولاً: صراع تطول مدّته بين (أولاد العم) إن جاز التعبير.. وفي ذلك مفسدة ومنقصة أمام العامة والخاصة. ثانياً: إن الإتكال على غير العباسيين في تسيير الحكم قد يعرّض بعض الصحب إلى الإنخراط بالدنيا كما انخرط غيرهم.. وسيكون دخولهم في مهاوي الدنيا مبعثاً للخطر عليهم وابتعادهم عن الآخرة لا سمح الله، فيصدق على بعضهم قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)!!؟؟ المستوى الخامس: إن الدولة الاسلامية إن جاز التعبير في عهد الدولة الأموية والعباسية قد وقعت ضحية لتدخلات الخارج كالدولة الفارسية والأتراك والروم وغيرها بسبب سياسات الحكام الفاسدين من هنا وهناك، ذلك مما يجعل الإمام الصادق عليه السلام بصدام معهم في حال أخذ السلطة والحكم. وإنه سلام الله عليه وإن كان الإمام المعصوم الذي يعلم علم آبائه وأجداده.. إلا إن تجربة جدّه الإمام علي عليه السلام كانت جلية أمام عينيه إذ حاربوه بكل ما أوتوا من خبث وحقد من خلال القاسطين والمارقين والخوارج وأشباههم، وبالتالي سيكون إشكالهم حاضراً ضدّه، بأنه ليس الحاكم الصالح كما قالوا عليهم اللعنة على جدّه أمير المؤمنين ووصي رسول ربّ العالمين من أنه لم يك مؤهلاً للحكم، لأنهم لم يتحمّلوا عدله وسيره الحقيقي على نهج حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله. المستوى السادس: إن الإمام الصادق عليه السلام هو الخليفة الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه وآله عن طريق السلسلة الذهبية المعصومة كما نصّ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو الحاكم والخليفة والوصي الحقيقي فلا داعي لأن يستعين بالعباسيين لأخذ الحكم.. ولا تزيده السلطة الدنيوية شرفاً على سلطته الأخروية الربانية.. وذلك كجدّه أمير المؤمنين عليه السلام وهو المنصّب من الله ورسوله إماماً وخليفةً ووصياً لرسول الله صلى الله عليه وآله.. ولن تزيله (خلافة) وحكم أبي بكر ولا عمر ولا عثمان عن منزلته الأخروية ولا عن منصبه السماوي الإلهي. ولم تكن ظروف الإمام الصادق عليه السلام كظرف الإمام الرضا عليه السلام حينما رضي على مضض بولاية العهد لإزالة بعض الظلم عن شيعته ومحبيه وأصحابه، فكما قلنا إن فترة ولاية الإمام الصادق كانت في نهايات وضعف الدولة الأموية وبدايات وضعف الدولة العباسية، فلم يك الظلم ضدّه وضدّ محبيه وشيعته في أوّجها إن جاز التعبير. مضافاً إلى إننا نؤمن أن الإمام المعصوم يأخذ أوامره من الله سبحانه وتعالى.. ولعل الأمر لم يصدر لتسنّمه الحكم إن جاز التعبير ليختبر الله عزّ وجلّ المؤمنين ومحبّي أهل البيت.. وكما قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسْتُهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ). ولعل للجنة معنىً غير معناها الظاهري في هذه الآية الشريفة وهو ظهور الإمام القائم روحي له الفدى. والسلام على أهل السلام. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |