النص الكامل لكلمة سماحة القائد السيد مقتدى الصدر ( أعزه الله ) بتاريخ ٢٩ /٥ /٢٠٢٤ حول الأحداث الجارية في فلسطين الحبيبة

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

ان اي دولةٍ اخرى او اي حاكم اخر لو فعل ما فعله النتن او الصهاينة من قصف المخيمات فتخلّف جثثا محروقة لاطفال ونساء بصورة مروّعة يندى لها جبين الانسانية او ما فعله ممثل الصهاينة من تمزيق قرارات الامم المتحدة امام اعين الناس وأعين الدول او ما فعله من تحد علني لقرارات محكمة العدل الدولية، كل ذلك لو فعله اي حاكم آخر او دولة اخرى لقامت الدنيا ولم تقعد ولخرج الخَرِف مزمجرا ومهددا وناعتا له بالارهاب والتمرد على الشرعية الدولية، لكن الديمقراطية والحرية الامريكية وذيولها خدّاعة وتكيل بمكيالين، فتمنع ذلك على البعض وتبيحه لابنتها المدللة دولة الصهاينة كما يعبّرون، فأي منطق هذا؟ وأي عدل هذا؟ وأي ديمقراطية او حرية؟ بل هو مجرد إستكبار وعتو وظلم واراقة دماء، إذ تغلق عينيها وتصم اذنيها عن تلك المجازر والابادة الجماعية والتطهير العرقي، فتدافع عن السامية من جهة وعن المثلية من جهة اخرى، وتتغابى عن كل إبادة ضد الاديان الاخرى وتقف بالضد من كل حرية غير حرية بني صهيون وابناء الشذوذ. فإن كان السكوت عن ما يحدث في غزة من باب تقليل البشرية فابدأوا بأنفسكم، فأنتم الذين تقضمون خيرات العالم وتلوثونه بتكنلوجيتكم وافكاركم السامة والملوثة. ولا تبدأوا بالفقراء والمستضعفين ممن تعتبرونهم دونكم من دول العالم الثالث، وللعالم ربٌ يحميه ويطعمه ويسقيه، فوالله ما فريتم إلا جلدكم وما جززتم إلا لحمكم، ثم من ذا رضي بكم سلطة تتحكمون برقاب العالم ودمائهم واقواتهم وحرياتهم ومصائرهم وكرامتهم؟، فما انتم إلا اوهن من بيت العنكبوت، فما رأيكم إلا فند وما ايامكم إلا عدد وما جمعكم إلا بدد، فكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم وناصبوا جهدكم فوالله لن تمحوا غزة ولن تميتوا فينا العزة، فالعزة لله وللرسول ولأهل بيته الخيرة وللمؤمنين البررة، ولن يزول عنكم عار ما تفعلونه فيها ايها الخنازير والقردة، فاذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا في دياركم، وستُصلون نارا تلظى، فإن وعد الله قريب، والله لا يُخلف الميعاد.

وشكرا لكم

احسنتم النشر