العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر علي ولي الله

منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-2024, 08:38 AM   #1

 
الصورة الرمزية مؤمنة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2378
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,117

افتراضي وصايا أميرالمؤمنين عليه السلام الى واليه


وصايا أميرالمؤمنين عليه السلام الى واليه


بسم الله الرحمن الرحيم

رئيس الدولة يبني البلاد من خلال بناء ولاته على الأمصار
من عادة السلاطين في تسيير أمور حكمهم ودولهم بأن يوصوا ولاتهم بما يصب في مصلحتهم ويعود بالنفع الى مملكتهم من الناحية المادية كسباً للضرائب واحلالاً للامنِ وتيسيرا للإمور.

ومن الملفت في هذه المسألة أنَّ الأمام علياً (عليه السلام) عندما آلت أمور المسلمين إليه، أرسل كتباً لولاتهِ على البلدان يؤكد على الجانب الإخلاقي والتربوي – وليس ذلك بغريب فهو امام الموحدين – فمثلا عندما بعث مالك الاشتر ليكون والياً على مصر أوصاه بوصايا نفسية، نلاحظ أنَّه جعل علم الاخلاق و جعل المناقب جزأً من مهمات هذا الوالي الذي سجل أسمه في التاريخ، إذ يقول: (إياك و الأعجاب بنفسك و الثقة بما يعجبك منها)[١]. فقد أوصاه بأن يتعالى على حالة الذاتية و حب الانا؛ لاننا نعلم إنَّ الانسان في كثير من الاوقات في الواقع تتحول بعض المحبوبات لديه الى الهٍ يعبد، فكل ما يلهيك عن الله (عز وجل) هو اله يعبد وكل ما تتوجه اليه هو اله يعبد ولذلك ورد إنَّه من أصغى الى ناطق فقد عبده فإنَّ كان ينطق عن الله فقد عبد الله وإن كان ينطق عن إبليس فقد عبد إبليس[٢]، فاذن بهذه المضامين الامام (عليه السلام) يحذر الاشتر من أن يعجب بنفسه وخاصةً في مواقع المسؤولية؛ لذلك الامام (عليه السلام) يقول: (إياك و حب الاطراء)[٣]. يعني يا مالك أنت في موقع من الممكن أن يطري عليك الناس -وخاصةً اذا كان والياً عن علي (عليه السلام) وكان ملتزماً بلوازم الامارة الإسلامية- ولهذا يقول (عليه السلام): اياك وحب الاطراء، ومناسبة قول ذلك لمالك (رضوان الله تعالى عليه)؛ لأنَّ المصيبة تكمن هنا فإن الإنسان الذي يُعجب بنفسه عادةً يكون من العاملين؛ لأن غير العامل ليس له ما يعجبه، فهو يعيش حالة المقت لنفسه.. ولكن الإنسان العامل هو في مظان العجب.

كيف يُعالج العجب؟
يقول إمامنا (عليه السلام) في آخر توصيته: (ليمحق ما يكون من إحسان المُحسن)[٤]؛ أي أن إحسان المُحسن يمحق من خلال هذه الحالة من الإعجاب بالنفس ولو التفت الإنسان إلى حياته، لرأى عندما ينظر وراءه من سنوات الغفلة، ومن ساعات السهو والشهوة والمعاصي -على الأقل فيما بعد أيام البلوغ- فانه سيلاحظ كثيرا من التقصير العمدي وغيره الرافع بدوره لحالة العجب، فمن منا كان ملتزماً أشد الإلتزام في سنوات بلوغه؟!.. فتكفي هذه القطعة من التاريخ الأسود، أو ما يشبه ذلك، لأن يعيش حالة الندامة و لخجل دائما بين يدي الله (عز وجل).

والمصيبة هي أن الإنسان الذي يُعجب بنفسه عادةً يكون من العاملين، لأن غير العامل ليس له ما يعجبه، فهو يعيش حالة المقت لنفسه.. ولكن الإنسان العامل هو في مظان العجب؛ ليقول إمامنا عليه السلام في آخر توصيته: (ليمحق ما يكون من إحسان المُحسن)[٥].. أي أن إحسان المُحسن يمحق من خلال هذه الحالة من الإعجاب بالنفس.. ولو التفت الإنسان إلى حياته، لرأى عندما ينظر وراءه من سنوات الغفلة، ومن ساعات السهو والشهوة والمعاصي -على الأقل فيما بعد أيام البلوغ- فانه سيلاحظ كثيرا من التقصير العمدي وغيره الرافع بدوره لحالة العجب.. فمن منا كان ملتزماً أشد الإلتزام في سنوات بلوغه؟!.. فتكفي هذه القطعة من التاريخ الأسود، أو ما يشبه ذلك، لأن يعيش حالة الندامة و لخجل دائما بين يدي الله عز وجل.

وأخيرا –وكما نعلم– إن الأمور بخواتيمها، فمن لا يعلم حسن خاتمته فلا ينبغي أن يُغش بما هو فيه من الحالة الإيجابية الحسنة، فكم خُتمت الحياة بخواتيم سيئة كما نعلم في تاريخ المنتكسين!..

فإذن إن الإمام (عليه السلام) يحذر الأشتر من أن يعجب بنفسه، وخاصةً في مواقع المسؤولية، ولهذا الإمام يقول: (وحب الإطراء).. أي يا مالك!.. أنت في موقعٍ من الممكن أن يطريك الآخرون.. وخاصةً إذا كان والياً من قِبل علي، وكان ملتزماً بلوازم الإمارة الإسلامية، فمن الطبيعي أن يطرى الرجل، ولهذا يقول عليه السلام: وحب الإطراء.

والمصيبة هي أن الإنسان الذي يُعجب بنفسه عادةً يكون من العاملين، لأن غير العامل ليس له ما يعجبه، فهو يعيش حالة المقت لنفسه.. ولكن الإنسان العامل هو في مظان العجب؛ ليقول إمامنا عليه السلام في آخر توصيته: (ليمحق ما يكون من إحسان المُحسن).. أي أن إحسان المُحسن يمحق من خلال هذه الحالة من الإعجاب بالنفس.. ولو التفت الإنسان إلى حياته، لرأى عندما ينظر وراءه من سنوات الغفلة، ومن ساعات السهو والشهوة والمعاصي -على الأقل فيما بعد أيام البلوغ- فانه سيلاحظ كثيرا من التقصير العمدي وغيره الرافع بدوره لحالة العجب.. فمن منا كان ملتزماً أشد الإلتزام في سنوات بلوغه؟!.. فتكفي هذه القطعة من التاريخ الأسود، أو ما يشبه ذلك، لأن يعيش حالة الندامة ولخجل دائما بين يدي الله (عز وجل).

وأخيرا –وكما نعلم– إن الأمور بخواتيمها، فمن لا يعلم حسن خاتمته فلا ينبغي أن يُغش بما هو فيه من الحالة الإيجابية الحسنة، فكم خُتمت الحياة بخواتيم سيئة كما نعلم في تاريخ المنتكسين!..

[١] بحار الأنوار ج٧٤ ص٢٤٠.
[٢] تحف العقول ج١ ص٤٥٦.
[٣] نهج البلاغة كتب أميرالمؤمنين (عليه السلام) كتاب ٥٣.
[٤] نهج البلاغة كتب أميرالمؤمنين (عليه السلام) كتاب ٥٣.
[٥] نهج البلاغة كتب أميرالمؤمنين (عليه السلام) كتاب ٥٣.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال بيت محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مؤمنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:50 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025