نُشر في الحساب الرسمي لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على منصة (أكس) اليوم الجمعة ١٥ / ١١ / ٢٠٢٤

بسم الله الرحمن الرحيم
***** وبك اللهمّ نستعين

إن سيّدتي ومولاتي: فاطمة الزهراء عليها السلام، لُقبت بـ: (الحورية الإنسية) كما ورد في بعض الأحاديث، وهنا سأعطي بعض المعاني المحتملة لذلك.
المعنى الأول: إنها سلام الله عليها هبة الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وآله من قلب الجنة.
فالحور: هم نساء الجنة، لكنها وهبت له على صورة الإنس لكي تتجلى بأبهى صورة.
المعنى الثاني: إن فاطمة الزهراء عليها السلام بضعة الرسول.
ولرسول الله صلى الله عليه وآله.. جنبتان: معنوية ومادية.. والزهراء قد أخذت منه تلك الجنبتين المادية وهي كونها: من الإنس، والمعنوية، وهي كونها حورية.
المعنى الثالث: إنها سلام الله عليها خلقٌ أرقى من الخلق الإنسي إن جاز التعبير وأرقى من الخلق الملائكي ونساء الجنة.. فقد جمعت كلتا الصفتين.
المعنى الرابع: إن ذلك الوصف يعطيها أحقية صفة: سيّدة نساء العالمين من الإنس والجن والملائكة وخلق الدنيا والآخرة.
فلو كانت إنسية فحسب لكانت سيّدة نساء الإنس فقط وهذا غير صحيح أكيداً.
المعنى الخامس: إنها منزّهة عن كل دنس دنيوي بمعنى عصمتها أولاً، وبمعنى أنها لا ترى الدم والطمث وما شاكل ذلك مما تراه نساء الإنس عادة.
المعنى السادس: إن ذريتها المعصومين عليهم السلام سيكونون متصفين بتلكما الصفتين.. بمعنى أن لهم صفات الإنس وصفات الحور.
وبطبيعة الحال لا يقال: إن المعنى المراد بكونها حورية أي شديدة البياض، فما ورد لا يتناسب مع هذا المعنى، فقد ورد: "عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: وقد كنت شهدت فاطمة، وقد ولدت بعض ولدها فلم نرَ لها دماً فقلت: يا رسول الله إن فاطمة ولدت فلم نرَ لها دماً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أسماء إن فاطمة خلقت حوريّة إنسية".
وهذا واضح ليس فيه دلالة على المعنى اللغوي المجرد.
المعنى السابع: إنها سلام الله عليها، من الأنوار الخمسة وهم أهل الكساء، بمعنى إنها (نور) من نور الله تعالى، أو قل: اختلط نور الله في أديمها وطينتها إن جاز التعبير، فالنورانية تجلّت فصارت حوريّة مضافاً إلى كونها إنسية خلقت من أرقى طينة أو (صلصال).
المعنى الثامن: إن كنهها لا يفقهه ويعيه أي أحد، إلا من كان كفؤاً لها.. ولذلك فإنها تعرضت للأذى الشديد بعد أبيها صلى الله عليه وآله.. ومن آذاها فقد آذى الرسول ومن آذى الرسول فقد آذى الله تعالى... فويلٌ لمن آذاها وطوبى لمن عشقها وأباها وبعلها وبنيها صلوات الله عليهم أجمعين.

******* مقتدى الصدر

احسنتم النشر