العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-2024, 02:41 AM   #1

 
الصورة الرمزية مؤمنة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2378
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 871

افتراضي من المعطيات للثورة الحسينيه


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين



أوّلاً : العطاء العقائدي


يحدّثنا التاريخ المعتبر أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كما جاء في سيرته عندما رفض أن يبايع يزيد بن معاوية ، وبينما هو في طوافه في موسم الحج أتاه هاتف إلهامي يأمره بأن يحلَّ من إحرامه وأن يجعل حجته عمرة مفردة , وإلاّ سوف يُقتل وإن كان متعلقاً بأستار الكعبة . امتثل الإمام الحسين (عليه السّلام) لهذا الهاتف .


وقد كانت هناك إرهاصاتٌ بذلك , كان الإمام (عليه السّلام) على علمٍ بها . وعندما كان في المدينة المنورة لزيارة جدّه (صلّى الله عليه وآله) , وعند القبر بينما هو يزور غفا غفوة رأى فيها جدّه (صلّى الله عليه وآله) قائلاً له : (( إنَّ لك منزلة عند الله لن تنالها إلاّ بالشهادة )) .

إنّ امتثال الإمام الحسين (عليه السّلام) , وإحلال إحرامه , وخروجه من مكّة للحفاظ على حرمة الكعبة يُعدّ قمّة في إيمانه بقضاء الله وقدره , مع علمه بأنه مقتول لا محالة ؛ لرفضه مبايعة يزيد , وتمرّده على فسقه وفجوره العلني , بل على الظلم والاستبداد .


وموقف آخر يضربه لنا الإمام (عليه السّلام) في هذا الجانب ، وهو عندما رُمي عبد الله الرضيع بسهم حرملة في كربلاء ، أخذ الإمام (عليه السّلام) دمه ورماه إلى السماء قائلاً : (( هوّنَ عليَّ ما نزل بي أنَّه بعين الله )) . يعلّمنا الإمام (عليه السّلام) أنّ كلَّ ما ينزل بنا هو من الله سبحانه وتعالى , فكلّه هيّن وسهل في جنب الله وفي سبيله ، وهو القائل (عليه السّلام) : (( رضا الله رضانا أهل البيت , نصبر على عظيم بلائه فيوفّينا اُجور الصابرين )) .


ثانياً : العطاء الأخلاقي



لقد أعطت ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) دروساً أخلاقيّة عظيمة ؛ ممّا يجعل المرء المنصف يتوقف عندها ويتأمّل فيها . ومن تلك المواقف موقف الإمام (عليه السّلام) مع الحر الرياحي وأصحابه عندما شارفوا على الهلاك من شدة العطش والتعب وهم يسيرون في الصحراء بحثاً عن الإمام (عليه السّلام) وأصحابه . وحين رآهم الإمام (عليه السّلام) وهم بحالة يرثى لها , وعلى الرغم أنهم من أتباع يزيد وأزلامه ، أنقذهم الإمام (عليه السّلام) من الهلاك ؛ حيث أمر أصحابه أن يسقوا القوم من الماء ويرشَّفوا الخيل ترشيفاً .
لاحظ عزيزي القارئ مدى أخلاقيات الإمام (عليه السّلام) الإنسانيّة , كان باستطاعته أن يفنيهم عن بكرة أبيهم , ولكنّ الأخلاق الإسلاميّة الرفيعة تأبى ذلك .

بل إنَّ الإمام (عليه السّلام) , ومع عظمته ومكانته وهيبته , وهو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، سقى أحدهم بيده المباركة الشريفة ، وهو علي بن الطعّان ، ومع شديد الأسف هذا اللعين نفسه شارك في قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) .


وقد شملت أخلاقيات الإمام الحسين (عليه السّلام) حتّى الحيوان والرفق به ؛ حيث لم ينسَ خيولهم , بل أمر أصحابه أن يرشّفوا الخيل ترشيفاً ، هذا مع حاجة الإمام (عليه السّلام) إلى الماء وهو في سفر ، ممّا يعطينا درساً في العفو والرحمة , والرفق والشفقة والإنسانيّة ، درساً عملياً تراه بعين القلب وكأنه متجسدٌ أمامك ينبض بالحيوية والحياة , ممّا يؤثّر تأثيراً بالغاً على النفس , ويصقلها صقلاً أخلاقيّاً جميلاً .
درسٌ آخر يعطينا إيَّاه الإمام (عليه السّلام) في المساواة والتواضع عندما استشهد العبد جون ؛ حيث وضع خدَّه على خدِّه وهو يبكيه ويندبه تماماً كما فعل مع ابنه علي الأكبر (عليه السّلام) .
وموقف آخر يدلُّ على عظمة ونبل الإمام (عليه السّلام) وأخلاقه العالية , كما جاء في سيرته الكربلائيّة ، بكاؤه على أعدائه يوم المعركة في كربلاء , وعندما سُئل عن بكائه قال (عليه السّلام) : (( أبكي على هؤلاء , سوف يدخلون النار بسبب قتلي )) .
هذا الموقف النبيل يربّينا ويروّض أنفسنا على الرحمة والرأفة , والتسامح والعفو حتّى عن الأعداء كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : (( لا يحيف على مَن يبغض ـ أي لا يظلم من يبغض ـ ولا يأثم في مَن يُحب )) .


وموقف آخر من أبي الفضل العباس (عليه السّلام) عندما نزل المشرعة بعد أن أجلى الأوغاد عنها ؛ لأنهم منعوا معسكر الإمام الحسين (عليه السّلام) من الماء . وبينما كان العباس (عليه السّلام) يملأ القربة أحسَّ ببرد الماء وهو عطشان عطشاً شديداً , فملأ كفه ليشرب لكنه تذكّر عطش أخيه الحسين (عليه السّلام) , حين ذاك رمى الماء من كفّه وقال : هيهات أشرب الماء وأخي الحسين عطشان . هذا الموقف العظيم يدلُّ على عظمة شخصيَّة العباس (عليه السّلام) , وعلى التربية الإسلاميّة الأصيلة التي تلقّاها على يد والده الإمام علي (عليه السّلام) الذي زرع فيه تلك الروح الأبيّة والمبادئ الإسلاميّة النبيلة .

وكثير من المعطيات للثورة الحسينيه

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال بيت محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مؤمنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:22 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025