![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر الأنوار الرمضانية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
من فوائد الصوم (الإصلاح العام) الصوم من الخطوط العريضة، التي وضعها الإسلام للإصلاح العام الذي يتعدى الإنسان إلى سائر مظاهر الكون. لأن الجزء «الفاعل» في الكون هو «الإنسان» فإذا صلح الإنسان فقد صلح الكون،و إذا فسد الإنسان فسد الكون، والصوم يصلح الإنسان. لا بزيادة أو نقيصة في كيانه العضوي أو الفكري، وإنما بتعديل كيانه العضوي والفكري والشهوي معاً. ولا يعني هذا أن الإنسان بمجرد أن صام يوماً أو أياماً يصلح هو ويصلح البشر ويصلح المجتمع، فالصوم ليس إلا من الخطوط العريضة للاصلاح العام، وليس وحدة العلة التامّة للإصلاح العام أنه كآلة رئيسة في جهاز فاعل وليس وحده الجهاز كله لأن الإسلام ـ بجميع فرائضه ـ بمنزلة جهاز كامل، ودور الصوم فيه، دور آلة رئيسية. فالصوم للإصلاح مثل «الفراشات» للطائرة، فإنها بدونه تصبح قطعة حديدة باردة على الأرض، ولكن هذا لا يدل على ان الطائرة تطير بـ «الفراشات» ولو لم يكن لها وقود وجناح ومحرك. والصوم مثل «الكبد» للإنسان، فإنه بدون الكبد شلوٌ ميت لا يصلح إلا للقبر، غير أن هذا لا يشير إلى أن الإنسان يعيش بـ الكبد ولو لم يكن له قلب ومخ ورئة. وإنما يعني كل ذلك، على أن «الفراشات» للطائرة آلة رئيسة، وإن الكبد للإنسان عضو رئيسي. والصوم كذلك أنه خط من الخطوط الإسلامية العريضة للاصلاح العام بحيث لو نفذت ـ بأجمعها ـ يصلح المجتمع ـ بأجمعه ـ لو صام الناس وصلوا وزكّوا وخمّسوا وحجوا وجاهدوا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتولوا أولياء الله وتبرؤوا من أعداء الله أصبح مجتمعهم صالحاً، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وأما اذا صاموا وتركوا الصلاة، أو صاموا وأنكروا الزكاة والخمس، أو صاموا وجحدوا الحج والجهاد، أو صاموا وأهملوا حدود ما أنزل الله، فإن ذلك الصوم لا يستطيع أن ينفعهم إلا بمقدار ما ينفع «الفراشة» لهيكل طائرة ليست لها أجهزة، وبمقدار ما ينفع الكبد لهيكل إنسان ليست له أعضاء. حديث رمضان: ص173
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |