![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، قال : بينما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم للحرب ، إذ أتاه شيخ عليه هيئة السفر فقال : أين أمير المؤمنين ؟ فقيل : هو ذا ، فسلم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إني أتيتك من ناحية الشام ، وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصيه ، وإني أظنك ستغتال ، فعلمني مما علمك الله . قال ( عليه السلام ) : نعم يا شيخ ، من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كان في الدنيا همته كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرا من يومه فمحروم ، ومن لم ينل ما يرى من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له . يا شيخ ، إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل ، وإن الآخرة لها أهل ، طلقت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ، لا يتنافسون في الدنيا ، ولا يفرحون بغضارتها ، ولا يحزنون لبؤسها يا شيخ ، من خاف البيات قل نومه ، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ، فاخزن لسانك ، وعد كلامك ، ولا تقل إلا بخير . يا شيخ ، ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك . ثم أقبل على أصحابه فقال : أيها الناس ، أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى ؟ فبين صريع يتلوى ، وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى ، وآخر مسجى ، وطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي . فقال له زيد بن صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى ؟ قال : الهوى . قال : فأي ذل أذل ؟ فقال : الحرص على الدنيا . فقال : فأي فقر أشد ؟ قال : الكفر بعد الإيمان . قال : فأي دعوة أضل ؟ قال : الداعي بما لا يكون . قال : فأي عمل أفضل ؟ قال : التقوى . قال : فأي عمل أنجح ؟ قال : طلب ما عند الله . قال : فأي صاحب أشر ؟ قال : المزين لك معصية الله . قال : فأي الخلق أشقى ؟ قال : من باع دينه بدنيا غيره . قال : فأي الخلق أقوى ؟ قال : الحليم . قال : فأي الخلق أشح ؟ قال : من أخذ من غير حله ، فجعله في غير حقه . قال : فأي الناس أكيس ؟ قال : من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده . قال : فمن أحلم الناس ؟ قال : الذي لا يغضب . قال : فأي الناس أثبت رأيا ؟ قال : من لم يغره الناس من نفسه ، ولم تغره الدنيا بتسوفها . قال : فأي الناس أحمق ؟ قال : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها . قال : فأي الناس أشد حسرة ؟ قال : الذي حرم الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين . قال : فأي الخلق أعمى ؟ قال : الذي عمل لغير الله تعالى يطلب بعمله الثواب من عند الله عز وجل . قال : فأي القنوع أفضل ؟ قال : القانع بما أعطاه الله . قال : فأي المصائب أشد ؟ قال : المصيبة بالدين . قال : فأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : انتظار الفرج . قال : فأي الناس خير عند الله ؟ قال : أخوفهم له ، وأعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا . قال : فأي الكلام أفضل عند الله ؟ قال : كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه . قال : فأي القول أصدق ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : وأي الأعمال أعظم عند الله عز وجل ؟ قال : التسليم والورع . قال : فأي الناس أكرم ؟ قال : من صدق في المواطن . ثم أقبل ( عليه السلام ) على الشيخ فقال : يا شيخ ، إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على أدنى القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، وأبغضوا في الله عز وجل أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة . والسلام . فقال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنة ، وأنا أراها وأرى أهلها معك ! جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك . فأعطاه أمير المؤمنين سلاحا وحمله ، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يضرب قدما قدما ، وأمير المؤمنين يعجب مما يصنع ، فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل ، وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجده صريعا ، ووجد دابته ، ووجد سيفه في ذراعه ، فلما انقضت الحرب أتي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بدابته وسلاحه وصلى عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال ( عليه السلام ) : هذا والله السعيد حقا ، فترحموا على أخيكم.
التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد ; 25-09-2011 الساعة 02:46 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |