العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر علي ولي الله

منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)

 
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-09-2011, 05:49 PM   #1

 
الصورة الرمزية طالب مغفرة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 463
تـاريخ التسجيـل : Sep 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 4,339

قبة فعلمني مما علمك الله يا امير المؤمنين

فضائل أمير المؤمنين (ع) - ابن عقدة الكوفي - ص 118 - 121
عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، قال : بينما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم للحرب ، إذ أتاه شيخ عليه هيئة السفر فقال : أين أمير المؤمنين ؟ فقيل : هو ذا ، فسلم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إني أتيتك من ناحية الشام ، وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصيه ، وإني أظنك ستغتال ، فعلمني مما علمك الله . قال ( عليه السلام ) : نعم يا شيخ ، من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كان في الدنيا همته كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرا من يومه فمحروم ، ومن لم ينل ما يرى من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له . يا شيخ ، إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل ، وإن الآخرة لها أهل ، طلقت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ، لا يتنافسون في الدنيا ، ولا يفرحون بغضارتها ، ولا يحزنون لبؤسها يا شيخ ، من خاف البيات قل نومه ، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ، فاخزن لسانك ، وعد كلامك ، ولا تقل إلا بخير . يا شيخ ، ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك . ثم أقبل على أصحابه فقال : أيها الناس ، أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى ؟ فبين صريع يتلوى ، وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى ، وآخر مسجى ، وطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي . فقال له زيد بن صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى ؟ قال : الهوى . قال : فأي ذل أذل ؟ فقال : الحرص على الدنيا . فقال : فأي فقر أشد ؟ قال : الكفر بعد الإيمان . قال : فأي دعوة أضل ؟ قال : الداعي بما لا يكون . قال : فأي عمل أفضل ؟ قال : التقوى . قال : فأي عمل أنجح ؟ قال : طلب ما عند الله . قال : فأي صاحب أشر ؟ قال : المزين لك معصية الله . قال : فأي الخلق أشقى ؟ قال : من باع دينه بدنيا غيره . قال : فأي الخلق أقوى ؟ قال : الحليم . قال : فأي الخلق أشح ؟ قال : من أخذ من غير حله ، فجعله في غير حقه . قال : فأي الناس أكيس ؟ قال : من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده . قال : فمن أحلم الناس ؟ قال : الذي لا يغضب . قال : فأي الناس أثبت رأيا ؟ قال : من لم يغره الناس من نفسه ، ولم تغره الدنيا بتسوفها . قال : فأي الناس أحمق ؟ قال : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها . قال : فأي الناس أشد حسرة ؟ قال : الذي حرم الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين . قال : فأي الخلق أعمى ؟ قال : الذي عمل لغير الله تعالى يطلب بعمله الثواب من عند الله عز وجل . قال : فأي القنوع أفضل ؟ قال : القانع بما أعطاه الله . قال : فأي المصائب أشد ؟ قال : المصيبة بالدين . قال : فأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : انتظار الفرج . قال : فأي الناس خير عند الله ؟ قال : أخوفهم له ، وأعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا . قال : فأي الكلام أفضل عند الله ؟ قال : كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه . قال : فأي القول أصدق ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : وأي الأعمال أعظم عند الله عز وجل ؟ قال : التسليم والورع . قال : فأي الناس أكرم ؟ قال : من صدق في المواطن . ثم أقبل ( عليه السلام ) على الشيخ فقال : يا شيخ ، إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على أدنى القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، وأبغضوا في الله عز وجل أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة . والسلام . فقال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنة ، وأنا أراها وأرى أهلها معك ! جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك . فأعطاه أمير المؤمنين سلاحا وحمله ، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يضرب قدما قدما ، وأمير المؤمنين يعجب مما يصنع ، فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل ، وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوجده صريعا ، ووجد دابته ، ووجد سيفه في ذراعه ، فلما انقضت الحرب أتي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بدابته وسلاحه وصلى عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال ( عليه السلام ) : هذا والله السعيد حقا ، فترحموا على أخيكم.

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد ; 25-09-2011 الساعة 02:46 PM
طالب مغفرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:40 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025