|
منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-09-2011, 09:28 PM | #1 |
|
صدقة الامام علي ( ع )
قبل أن نستقي من القرآن الكريم نماذج من صدقة الامام عليه السلام عطرتها آيات الله تعالى بالثناء الجميل , ورسمت أبعاد الثواب الالهي العظيم الذي لا يعلم مداه غير الله الذي أعده تبارك وتعالى لأمير المؤمنين عليه السلام . ففي حادثة اِطعام الامام علي (ع) وأهل بيته عليهم السلام للمسكين واليتيم والأسير على مدى ثلاثة أيام واِيثارهم لهم على أنفسهم وأكتفائهم بالماء وهم صوم متتالية .. تنزلت آيات الله تعالى مسجلة أعظم مآثر علي عليه السلام في ضمير الوجود حيث ستبقى ترددها الآفاق والألسنة وصفات المجد . وقال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * اِنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً * وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرا ) الانسان / 8 – 12 . وليس المهم في الأمر حجم ما قدمه الامام عليه السلام لأولئك المحتاجين , فأن الكثير من الناس يبذلون أضعاف ذلك . ولكن شتان بين من ينفق لوجه الله خالصاً دون شائبة , وبين من ينفق من أجل غرض دنيوي أو جاه أو ذكر يشاع بين الناس . كما انه شتان بين من ينفق كل ما لديه وهو أحوج ما يكون اليه وبين من ينفق بعض ما لديه .. وهكذا يختلف التقويم عند الله تعالى بين ذا وذاك ! وفي حادثة تصدق علي (ع) بخاتمه على مسكين استبدت به الحاجة , فطاف على الناس فلم يجد من يسد خلته , فأشار اليه الامام علي وهو يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنحه خاتماً في يده . فنزل القرآن المناسبة لارشاد الأمة الى أن علياً عليه السلام مرجعها الفكري والعملي بعد رسول صلى الله عليه واله وسلم . قال الله تعالى ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ) المائدة / 55 – 56 / وهذه الآية الكريمة من أكثر النصوص دلالة على أن العمل الصالح في منظور الله تبارك وتعالى انما هو بدوافعه لا بحجم منافعه . فليس المهم أن تعطي كثيراً ولكن الأساس في الأمر نية العطاء فالتقييم الرباني انما يدور مدار النية حيث تدور , فكلما أقتربت من الله تعالى وابتغيت رضوانه كان ثوابك أعظم وأجل .. ومن المناسب أن نطرح اظافة الى ذلك مصاديق من سيرة الامام عليه السلام في هذا المضمار مما روته كتب التاريخ . فعن أبي عبد الله الصادق (ع) كان أمير المؤمنين يضرب بالمر – المسحاة – ويستخرج الأرضين , وأنه أعتق ألف مملوك من كد يده – 1 – وعن أيوب بن عطية الحذاء قال : سمعت أب عبد الله عليه السلام يقول : "قسم نبي الله أفيء , فأصاب علياً أرضاً فأحتفر فيها عيناً فخرج ماء ينبع كهيئة عنق البعير , فسماها ينبع , فجاء البشير يبشر فقال عليه السلام بشر الوارث هي صدقة بتة بتلاء في حجيج بيت الله , وعابري سبيل الله لا يباع ولا توهب ولا تورث فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً " -2- فكثرة أدائه للصدقة وشدة بذله لها وأن كان يعكس صورة صادقة عن وجود الامام (ع) وسخائه اِلا أن سيرته العطرة تكشف الى جانب آخر من شخصية الامام . فقد كان عليه السلام أسخى من الغيث على الأمة التي عايشها لا أقصد بهذا وجوده بنفسه من أجل حفظ الرسالة ومسيرة الاسلام التاريخية , ذاك الذي يتجلى عبر البطولات التي أبداها عليه السلام في حروب الاسلام كلها فحديث كهذا .. يتطلب بمفرده سفراً كاملاً ! وانما نقصد ما يتعلق بالسخاء بالمال . فلقد اعترف بجود الامام عليه السلام وسخائه أشد الناس عداوة له : معاوية بن أبي سفيان الذي ما برح ينسج الأكاذيب والافتراءات لتشويه سمعة الامام عليه السلام غير أنه لم يستطيع أن ينكر فضيلة الجود عند علي عليه السلام فقد قال له يوماً مخفي ابن أبي مخفي الضبي : جئتك من عند أبخل الناس , فقال ابن ابي سفيان : ويحك كيف تقول أنه أبخل الناس , لو ملك بيتاً من تبر ذهب – وبيتاً من تبن لأنفذ تبره قبل تبه . ويقول الشعبي يصف الامام عليه السلام كان أسخى الناس , كان على الخلق الذي يحبه الله : السخاء والجود , ما قال لا لسائل قط .
|
27-09-2011, 11:42 PM | #2 |
|
رد: صدقة الامام علي ( ع )
بارك الله فيك على هذا البحث القيم الذي عبر عن مدى فهم صاحبه وحسن قراءته ولقد اعجبتني تلك الحكم التي اعطت للبحث جماليته والتي منها : ((ولكن شتان بين من ينفق لوجه الله خالصاً دون شائبة , وبين من ينفق من أجل غرض دنيوي أو جاه أو ذكر يشاع بين الناس . كما انه شتان بين من ينفق كل ما لديه وهو أحوج ما يكون اليه وبين من ينفق بعض ما لديه .. )) ((أن العمل الصالح في منظور الله تبارك وتعالى انما هو بدوافعه لا بحجم منافعه)) اجدد شكري لك سائلا الباري دوام التوفيق
التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 27-09-2011 الساعة 11:48 PM |
28-09-2011, 11:27 AM | #3 |
|
رد: صدقة الامام علي ( ع )
وجزاك الله خيرا على النشر المتميز
|
28-09-2011, 01:16 PM | #4 |
|
رد: صدقة الامام علي ( ع )
وجعله الله في ميزان اعمالك
|
29-09-2011, 09:00 AM | #5 |
|
رد: صدقة الامام علي ( ع )
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا البحر الزاخر، هذا الشمس الطالعة، أسخى من الفرات كفّاً، وأوسع من الدنيا قلباً، فمَن أبغضه فعليه لعنة الله. 2 - قال الحافظ أبو الفداء ابن كثير الدمشقي المتوفّى سنة 774 هـ، في «البداية والنهاية» ج 8/ 10: روى الحافظ ابن عساكر من طريق أبي زكريا الرملي: ثنا يزيد إبن هارون، عن نوح بن قيس، عن سلامة الكندي، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي أنّه جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنَّ لي إليك حاجة، فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإنْ أنتَ قضيتها حمدتُ الله وشكرتُك، وإنْ أنتَ لم تقضها حمدتُ الله وعذرتك. فقال عليٌّ: اكتب حاجتك على الارض، فإنّي أكره أن أرى ذلَّ السؤال في وجهك. فكتب: إنّي محتاج. فقال عليٌّ: عليَّ بحلة، فأتي بها، فأخذها الرجل فلبسها، ثمَّ أنشأ يقول: كسوتَني حلةً تبلى محاسنُها * * * فسوفَ أكسوكَ من حسنِ الثنا حللا إنْ نلتَ حسنَ ثنائي نلتَ مكرمةً * * * ولستُ أبغي بما قدْ قلتهُ بدلا إنَ الثناءَ ليحيي ذكرَ صاحبهِ * * * كالغيثِ يحيي نداهُ السهلَ والجبلا لا تزهدِ الدهرَ في خير تواقعُهُ * * * فكلُّ عبد سيجزى بالذي عملا أحسنت أخي أبو بنين على ذكر مناقب سيد الوصيين وفقك الله للمزيد من المواضيع المفيدة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|