![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر علي ولي الله المواضيع التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
قال الامام علي ( عليه السلام ) في وصيته للحسن ( عليه السلام ) إنما قلب الحدث ( 1 ) كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شئ قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك إلى قوله ( عليه السلام ) : واعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله ، والاقتصار على ما افترضه الله عليك ، والاخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك ، والصالحون من أهل بيتك ، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر ، وفكروا كما أنت مفكر ، ثم ردهم آخر ذلك إلى الاخذ بما عرفوا ، والامساك عما لم يكلفوا ، فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم ، وتعلم ، لا بتورط الشبهات ، وعلو الخصومات ، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك كل شائبة أولجتك ( 2 ) في شبهة ، أو أسلمتك إلى ضلالة فإذا أيقنت أن صفا قلبك فخشع ، وتم رأيك واجتمع ، وكان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فسرت لك ، وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك ، وفراغ نظرك و فكرك فاعلم أنك إنما تخبط العشواء ( 3 ) أو تتورط الظلماء ( 4 ) ، وليس طالب الدين من خبط ولا خلط ، والامساك عن ذلك أمثل . إلى قوله ( عليه السلام ) : فإن أشكل عليك شئ من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الامر ، ويتحير فيه رأيك ، ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك ، فاعتصم بالذي خلقك ورزقك وسواك ، وليكن له تعبدك ، وإليه رغبتك ، ومنه شفقتك إلى قوله ( عليه السلام ) : فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك. ________________________________________الهامش ([gdwl] 1 ) أي الشاب . ( 2 ) أي أدخلتك . ( 3 ) العشواء : الناقة الضيقة البصر أو التي لا تبصر في الليل وتطأ كل شئ ، والمعنى : أنك تتصرف في الأمور على غير بصيرة وهو مثل للمتهافت في الشئ ، وللذي يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته . ( 4 ) أي تقع في ورطة لا يسهل التخلص منها . والورطة بفتح الواو وسكون الراء : الهوة الغامضة و الهلكة.[/gdwl]
التعديل الأخير تم بواسطة طالب علم ; 11-12-2011 الساعة 05:00 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |