|
منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-12-2011, 08:52 PM | #1 |
|
ســــوء الخلــــق
وهو : انحراف نفساني ، يسبب انقباض الانسان وغلظته وشراسته ، نقيض حسن الخلق . من الثابت ان لسوء الخلق اثاراً سيئة ، ونتائج خطيرة ، في تشويه المتصف به ، وحط كرامته ، مما جعله عرضة للمقت والازدراء ، وهدفاً للنقد والذم . وربما تفاقمت اعراضه ومضاعفاته ، فيكون حينذاك سببا لمختلف المآسي والازمات الجسمية والنفسية المادية والروحية . وحسبك في خسة هذا الخلق وسوء آثاره ، ان الله تعالى خاطب سيد رسله ، وخاتم انبيائه ، وهو المثل الاعلى في جميع الفضائل والمكرمات قائلاً : «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» . من اجل ذلك فقد تساند العقل والنقل على ذمه والتحذير منه ، واليك طرفا من ذلك : قال النبي (ص) : «عليكم بحسن الخلق ، فان حسن الخلق في الجنة لا محالة ، واياكم وسوء الخلق ، فان سوء الخلق في النار لا محالة» (1) . وقال الصادق (ع) : «ان شئت ان تكرم فلن ، وان شئت ان تهان فاخشن» (2) . وقال النبي (ص) : «ابى الله لصاحب الخلق السيئ بالتوبة ، قيل : فكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : لانه اذا تاب من ذنب وقع في ذنب اعظم منه» (3) . وقال الصادق (ع) : «ان سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل» (4) . وقال (ع) : «من ساء خلقه عذب نفسه» (5) . الاخلاق بين الاستقامة والانحراف كما تمرض الاجساد وتعتورها اعراض المرض من شحوب وهزال وضعف ، كذلك تمرض الاخلاق ، وتبدو عليها سمات الاعتلال ومضاعفاته ، في صور من الهزال الخلقي ، والانهيار النفسي ، على اختلاف في ابعاد المرض ودرجات اعراضه الطارئة على الاجسام والاخلاق . وكما تعالج الاجسام المريضة ، وتسترد صحتها ونشاطها ، كذلك تعالج الاخلاق المريضة ، وتستأنف اعتدالها واستقامتها ، متفاوتة في ذلك حسب اعراضها ، وطباع ذويها ، كالاجسام سواء بسواء . ولولا امكان معالجة الاخلاق وتقويمها ، لحبطت جهود الانبياء في تهذيب الناس ، وتوجيههم وجهة الخير والصلاح ، وغدا البشر من جراء ذلك كالحيوان واخس قيمة ، وأسوأ حالاً منه ، حيث امكن ترويضه ، وتطوير اخلاقه ، فالفرس الجموح يغدو بالترويض سلس المقاد ، والبهائم الوحشية تعود داجنة اليفة . فكيف لا يجدي ذلك في تهذيب الانسان ، وتقويم اخلاقه ، وهو اشرف الخلق ، واسماهم كفاءة وعقلاً ؟؟ من اجل ذلك فقد تمرض اخلاق الوادع الخلوق ، ويغدو عبوساً شرساً منحرفاً عن مثاليته الخلقية ، لحدوث احدى الاسباب التالية : (1) ـ الوهن والضعف الناجمان عن مرض الانسان واعتلال صحته ، او طرو اعراض الهرم والشيخوخة عليه ، مما يجعله مرهف الاعصاب عاجزاً عن التصبر ، واحتمال مؤونة الناس ومداراتهم . (2) ـ الهموم : فانها تذهل اللبيب الخلوق ، وتحرفه عن اخلاقه الكريمة ، وطبعه الوادع . (3) ـ الفقر : فانه قد يسبب تجهم الفقير وغلظته ، انفةً من هوان الفقر والم الحرمان ، او حزنا على زوال نعمته السالفة ، وفقد غناه . (4) ـ الغنى : فكثيرا ما يجمح بصاحبه نحو الزهو والتيه والكبر والطغيان ، كما قال الشاعر : لقد كشف الاثراء عنك خلائقاً من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر (5) ـ المنصب فقد يحدث تنمراً في الخلق ، وتطاولا على الناس ، منبعثا عن ضعة النفس وضعفها ، او لؤم الطبع وخسته . (6) ـ العزلة والتزمت : فانه قد يسبب شعوراً بالخيبة والهوان ، مما يجعل المعزول عبوساً متجهماً . علاج سوء الخلق وحيث كان سوء الخلق من أسوأ الخصال واخس الصفات ، فجدير بمن يرغب في تهذيب نفسه ، وتطهير اخلاقه ، من هذا الخلق الذميم ، ان يتبع النصائح التالية : (1) ـ ان يتذكر مساوىء سوء الخلق واضراره الفادحة ، وانه باعث على سخط الله تعالى ، وازدراء الناس ونفرتهم ، على ما شرحناه في مطلع هذا البحث . (2) ـ ان يستعرض ما اسلفناه من فضائل حسن الخلق ، ومآثره الجليلة ، وما ورد في مدحه ، والحث عليه ، من آثار اهل البيت عليهم السلام . (3) ـ التريض على ضبط الاعصاب ، وقمع نزوات الخلق السيئ وبوادره ، وذلك بالتريث في كل ما يصدر عنه من قول او فعل ، مستهديا بقول الرسول الاعظم (ص) : «افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه» . يتبع تلك النصائح من اعتلت اخلاقه ، ومرضت بدوافع نفسية ، او خلقية . اما من ساء خلقه بأسباب مرضية جسمية ، فعلاجه بالوسائل الطبية ، وتقوية الصحة العامة ، وتوفير دواعي الراحة والطمأنية ، وهدوء الاعصاب .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد ; 14-12-2011 الساعة 09:56 PM |
14-12-2011, 10:17 PM | #2 |
|
رد: ســــوء الخلــــق
بحث قيم ورائع جزاك الله خير وابعدنا عن شر الخلق وآفاته موفق عزيزي الغالي
|
14-12-2011, 10:21 PM | #3 |
|
رد: ســــوء الخلــــق
بارك الله فيك نتمنى لكم دوام التواصل والتجدد في طرح المواضيع القيمة تحياتي
|
15-12-2011, 11:33 AM | #4 |
|
رد: ســــوء الخلــــق
|
15-12-2011, 07:12 PM | #5 |
|
رد: ســــوء الخلــــق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|