العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر التربية الروحية

منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-2012, 01:50 PM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي العجب والتكبر و حب الظهور

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمدالطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم


العجب


العجب ذنب قلبي وحرام شرعي:
اتضح مما تقدم في معنى العجب أن العجب حالة نفسانية وعارضة معنوية باطنة, أي أن مكان العجب هو باطن الإنسان وليس بدنه وحركات أعضاء البدن - خصوصاً اللسان - تظهر ذلك أي يعلم من كلامه ومن حركات عينه ويده ورجله أنه في باطنه عجباً.
والأدلة على حرمته الشرعية من الآيات والروايات كثيرة يشار إلى بعضها.

إن مِنْ ابتلاءات المؤمنين العاملين، هو الابتلاء بالعُجب.. فالإنسان الكسول الذي لا يعمل لآخرته، لا يُصاب بآفة، لأنه ليس هنالك ما يُثير فيه العُجب.. وأما الإنسان الذي يعمل لله عز وجل، وله شيء من العبادات، والذي له بعض التوفيقات، فإن مثل هذا الإنسان من الممكن أنْ يُبتلى بالعُجب القاتل.


علينا أنْ نعلم بأنّ بعض البركات التي تحيط بالإنسان، ليستْ كرامةً له.. يقول الشاعر: (ولأجل عين ٍ ألفُ عين ٍ تُكرمُ).. فالإنسان قد يُكرَم، ولكن بسبب زوجته الصالحة -وليس ذلك ببعيد-.. والمرأة قد تُكرَم، لأنّ لها زوجاً صالحاً.. والأبوان قد يُكرمان، لأنّ لهما ذرية صالحة.. والولد قد يُكرَم، لأن له أبويْن صالحيْن.. فإذاً لا يعلم الإنسان هل الكرامة هذه منه، أو ممن حوله!..


مثلا – إنما قال: (بسم الله، بصحة يقين منه، فمشى على ظهر الماء.. فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى (ع): بسم الله، بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء، ولحِقَ بعيسى (ع).. فدخله العُجبُ بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء، فما فضله عليّ؟..) إن هذا المسكين قد وقع في الوهم، فهذه الكرامة من كرامات مصاحبة عيسى (ع)، ومن بركة الاسم الأعظم، ومن بركات التسمية.. وليس معنى ذلك أنّ هذا الرجل قد وصل إلى مبلغ ٍمن القرب إلى الله عزّ وجل.

(فرُمِسَ في الماء، فاستغاث بعيسى.. فتناوله من الماء فأخرجه، ثم قال له: ما قلت يا قصير؟.. قال: قلت: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء، فدخلني من ذلك عُجبٌ.. فقال له عيسى (ع): لقد وضعتَ نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله فيه، فمقتكَ الله على ما قُلتْ.. فتُبْ إلى الله عز وجل مما قلتْ)..

فهذه هى الحالة النفسية المقيتة للإنسان، فهذا الإنسان يرى لنفسه مقاماً عند الله عز وجل، ولم يُجاهد لا بماله ولا بنفسهِ، ولم يتحمل في سبيل الله أذى في زاوية من زوايا حياته.. فعلام يعتمد في قُربِه إلى الله عز وجل؟.. قال الصادق عليه السلام: (فتاب الرجل، وعاد إلى مرتبته التي وضعه الله فيها.. فاتقوا الله!.. ولا يحسدن بعضكم بعضا).

وعليه، فإن الدرس العملي مما تقدم، هو أن على الإنسان عندما يرى توفيقا في حياته، عليه أن يشكر الله تعالى على هذه النعمة.. لأنه {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}. كما تشير إلى ذلك الآية الكريمة.


قال أبو عبدالله عليه السلام: آفَةُ الدّينِ الحَسَد والعُجْبُ وَالفَخْرُ"

وقال الحسن بن علي عليهما السلام:
" هلاك الناس في ثلاث: الكبر. والحرص. والحسد.
فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس..
والحرص عدو النفس، وبه أُخرج آدم من الجنة.
والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل ".

وقد ورد في عدة نصوص : أنه : من دخله العجب هلك ( والهلاك هنا : البعد من الله واستحقاق عقابه ).
وأن الذنب خير للمؤمن من العجب .
وأن سيئة تسوءك خير من حسنة تعجبك .
وأن موسى عليه السلام سأل إبليس عن الذنب الذي إذا أذنبه إبن آدم استحوذ عليه قال : إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله .
وأنه : لا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم .
وأن استكثار العمل من قاصمات الظهر .
وأنه : لا وحدة ولا وحشة أوحش من العجب.
وأنه : لا جهل أضر من العجب .
وأن من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه .
وأن الإعجاب يمنع من الازدياد .
وأن عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله .
وأنه : من المهلكات.
وأنه : لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله ، فإن الله لا يعبد حق عبادته .
وأنه قال الله تعالى : « إن من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لا حبه فأصرف ذلك عنه ؛ لكيلا يعجبه عمله »
وأنه : قل يا رب لا تخرجني من التقصير ، فكل عمل تريد به الله فكن فيه مقصراً عند نفسك

انظروا إلى اشرف البشر وتواضعهم وهم لو كانوا قد طلبوا كنوز الدنيا كلها لاعطوا ولم ينقص ذلك من منزلتهم عند الله شيئا واعتبروا


التكبر و حب الظهور




يهتم الاسلام بنوع النظرة التي تصوغها النفس البشرية عن ذاتها وتحددها بـــ:
نظرة ايجابية – التقويم الحقيقي للذات (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه).
- نظرة سلبية – التقويم الاستعلائي للذات.
ومن اهم مصاديق التقويم الاستعلائي للذات هو التكبر، فلهذا النوع من السلوك المنصرف اثر كبير على علاقات الافراد ( التعامل المباشر مع المتكبر) وعلى المجتمعات (حب المتكبر للرئاسة وتصرفه في مقدرات الشعوب).
ولقد اوضح الامام الصادق (عليه السلام) الجذر المرضي للمتكبر حينما قرر بان المتكبر لا يتكبر الا لذلة يجدها في نفسه. وهذا المريض تارة يكون واعياً بانه يتكبر لأن ذاته تافهة ومنحطة، وتارة اخرى قد يمارس التكبر دون الالتفات الى اسبابه، لكنه يشعر بالتوتر والارهاق اذا لم يكن متكبراً، وهو ايضا يدرك تفاهته وحقارته.
يمر كل انسان بتجارب مؤلمة في حياته، بعثها تحسسه بانه فاشل وعاجز وقد تنتهي هذه المرحلة بعد ان تترك جراحاً عميقة في نفسه، تدفعه الى التعويض وينمو عنده الشعور بالظلم ويتحول الى احساس بالرغبة في السيطرة والعلو على الاخرين.

ان دافع حسب الظهور او التسلط (حتى وان كان هدفه اصلاحياً) هو تعامل مع الذات، مع الشيطان مع الشهوة .. واذا ما اتخذ خطوات لتحقيق ذلك تفاقمت درجة التعامل، واذا ما صارع الاخرين ومارس سلوكاً منحرفاً فقد بلغ درجة خطيرة من تفاقم المرض، اشبه ما يكون بمرض خبيث. ويدرك الانسان خطورة هذا المرض فيشعر بالقلق، لانه يخفف هذا الشعور بانه سيعمل على خدمة الاخرين من خلال المنصب وهذا قد يخفف القلق لكنه لايزيل المرض.

اننا مدعون لمراقبة سلوكنا ومحاولة تعديله عن طريق ذكر افضل الشخصيات على وجه الارض، الرسول وأئمة اهل البيت عليهم السلام وكيف كانوا نموذجاً للتواضع، لانهم ادركوا ان الكون كله وبضمنهم البشر افاضة من الله وحده، وهم على ماعندهم من علم ودين وقدره كانوا متواضعين، فلنراجع انفسنا نحن المرضى الذين لاقيمة لنا قبال اهل البيت عليهم السلام ولنحاول اصلاح الذات لتحقيق التوازن والاستقرار النفسي والفوز بما وعد الله المتواضعين فهل من معتبر؟.



 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2012, 06:32 PM   #2

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: العجب والتكبر و حب الظهور

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والن عدوهم

أعاذنا الله وإياكم من هذه الآفات االشيطانية فأنها تبعد الانسان كل البعد عن الله سبحانه وتعالى

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2012, 08:05 PM   #3

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: العجب والتكبر و حب الظهور

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مشكورة على المشاركة وأعاذنا الله منها في مسيرنا التكاملي

 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2012, 06:41 PM   #4

 
الصورة الرمزية المناصر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 346
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 35

افتراضي رد: العجب والتكبر و حب الظهور

موضوع جميل حول العجب والتكبر هذه الأفة الشيطانية التي يكون الشخص
في غفلة من وجودها داخل نفسه نسأل الله أن يعيذنا من هذه ألأفة

 

 

 

 

 

 

 

 

المناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2012, 08:05 PM   #5

 
الصورة الرمزية ام علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 218
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,633

افتراضي رد: العجب والتكبر و حب الظهور

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيكِ اختي الفاضلة على هذا الموضوع واعاذنا الله واياكم من هذه الافات

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ام علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:47 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025