فوائد الاستعراض يوم ولادة الزهراء عليها السلام
بقلم / الاستاذ علي الزيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
امر السيد القائد مقتدى الصدر بتاريخ ١٩ جمادى الاولى ١٤٣٢ باجراء استعراض سلمي مدني في يوم ولادة مولاتنا الزهراء عليها السلام حيث قال{ نهيب بالاخوة الاحبة من اتباع الحوزة الناطقة اجمع التعاون مع اللجنة المشرفة والمعينة من قبلنا على الاستعراض الاسلامي الديني السلمي المدني وذلك في يوم ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(روحي لها الفداء) بشرط الطاعة التامة وبعيدا عن كل عنف وتعد على الغير والالتزام بالنظم العامة في عراقنا الحبيب}
وهو في ذلك يخطو الخطوة تلو الاخرى لنيل المراضي الالهية ومن ثم العمل لتقريب الفرج بالقدر المستطاع، وعلينا ان نسعى جاهدين لتطبيق هذا الامر والعمل على تحققه وانجازه على اكمل وجه ومن دون أي اعاقة او تعرقل او قل ان هنالك اهداف وغايات من وراء هذا الامر الشريف لابد من تحققها وبذلك عسانا ان نعين قائدنا على انفسنا الامارة بالسوء ونعمل ليل نهار من اجل طاعة اوامره وتنفيذ وصاياه من دون لف ولا دوران وعلينا ان نكون واعين يقظين اتجاه أي فعل يقوم به البعض من اجل عرقلة وتشويه هذا الامر المبارك، وقد يصدر في بعض الاحيان من افراد لم يشعروا بقبح فعلهم بالرغم من انتمائهم ولو ظاهرا لهذا الخط الشريف كونهم غافلين وجاهلين عن معرفة مقاصد السيد مقتدى الصدر التربوية والايمانية والتي يمارسها من اجل تهيئة افراد جيش الامام المهدي وعلى اعلى المستويات الايمانية. او احيانا اخرى يصدر من اناس يتقصدون وعلى علم وعمد الاساءة لاوامر السيد القائد محاولين في ذلك التغرير ببعض الناس البسطاء الذين ينتمون الى التيار الصدري الذين لا يملكون الخزين المعرفي ولا توجد لديهم الخبرات الكافية للتعامل مع هكذا افعال المراد منها الاساءة الى الجيش وقائده او الى التيار بشكل عام. فعلى افراد جيش الامام المهدي خصوصا والتيار الصدري بشكل عام ان يكونوا واعين وحذرين كل الحذر بحيث يتعاملون مع كل فعل او امر يصدر اليهم ومن أي جهة كانت بعين الحكمة وبروح اليقظة والحذر وان يقفوا على أي فعل واي امر يعرض عليهم ويرونه هل انه يرضي الله تعالى ويرضي الامام المهدي عليه السلام وهل ان السيد القائد مقتدى الصدر يرضى بذلك او لا ؟ وهذا هو المحك الرئيسي لمعرفة المؤمن الصالح الواعي والذي لا يغفل اتجاه أي حدث من الاحداث ولا يصاب بالذهول والحيرة متى ما تكثرت وتداخلت المطالب فهو يبقى واعيا بصيرا حذرا من كل وساوس والاعيب الشيطان وهذا ما يريده ويربينا عليه سماحة السيد القائد مقتدى الصدر وقد بذل غاية المجهود في سبيل ذلك، لان المرحلة الراهنة هكذا تريد ولا يمكن لاي فرد ان يجتازها بنجاح وهو لا يزال بسيطا في تفكيره، ساذجا في ارائه ، منطويا على من يقوده في مسعاه ومبتغاه وهو نفسه لا يعرف من الاعيب الباطل واذنابه لا صغيرة ولا كبيرة وبذلك يغري نفسه واصحابه فيوردهم موارد التهلكة وهو حيران اسفا على ما فرط في جنب الله.
فيا اخوتي في جيش الامام المهدي والتيار الصدري ان السيد القائد يحتاج الى اناس واعين يقظين ، وللغير مرشدين ، وعلى درب طاعة قائدهم وما يريده سائرين، إن نظر اليهم مجرد النظر عرفوا ما يريد، فكيف بالقول وما يقدمه من وعد ووعيد . ولذلك فهم من شدة تعلقهم بقائدهم وطاعة اوامره اصبحوا غرباء، وعن ملذات الدنيا ومناصبها هم بعداء . يعملون الليل والنهار من اجل الطاعة وترك المعصية ، شغلتهم اوامر السيد القائد وتطبيقاتها ، عن نيل الكراسي وملذاتها. فلذلك هم مجهولون في الارض معروفون في السماء .
والان لنعود الى المطلب الرئيسي وهو الدعوة الى الاستعراض في يوم الولادة الميمونة لمولاتنا الزهراء عليها السلام وما هي الفوائد من ذلك حيث يمكن ذكر البعض منها وكما يلي:-
اولا:- ان الاستعراض حُدد يوم ولادة الزهراء عليها السلام لان بولادتها اشرقت الارض بنورها وببركة وجودها وجدت سلسلة المعصومين عليهم السلام التي توصل الى الامام المهدي سلام الله عليه . وعسى ان يكون في هذا الاستعراض الشريف ولادة جديدة لمنتظري الامام المهدي عليه السلام يتم من خلالها تغيير النفوس نحو الخير والصلاح لكي نكون نحن حلقة مهمة من السلسلة التي توصل الى تشكيل الجيش الواقعي والفعلي للامام سلام الله عليه.
ثانيا:- اراد السيد القائد في هذا الاستعراض الشريف ان يقول اننا مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من اجل مرضاة الزهراء وها نحن نستعرض عسى ان نتشرف بذلك لان في رضا الزهراء سلام الله عليها خير الدنيا والاخرة .
ثالثا:- ان في هذا الاستعراض الزيادة في الاخوة والوفاء بين المؤمنين وخصوصا المستعدين منهم لتهيئة انفسهم لاستقبال امامهم المهدي عليه السلام ويعملون من اجل ذلك ليلا ونهارا. وخصوصا باننا نعرف ما للاخوة من اثر بالغ من تقريب النصر على الاعداء كما قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) فلا يمكن لنا ان نحقق أي نصر ونحن مشتتون متفرقون ويسقط بعضنا الاخر من دون ورع ولا خوف من الله تعالى وبذلك نصر للعدو ولنفسنا الامارة بالسوء لاغير والعياذ بالله.
رابعا:- ان في هذا الاستعراض المدني السلمي تقوية للجانب الايماني للفرد وخصوصا في بعده الغيبي، وان الفرد من خلال وجوده في هذا الاستعراض الشريف سوف يقول للباطل انت معك المال والسلاح وانا معي الله وليس غير الله ناصر ، فما وجودك الا بدد وما ايامك الا عدد .
خامسا:- ان في هذا الاستعراض وفاءاً لشهيد الجمعة السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره حيث كلنا يعلم مدى حب السيد الشهيد لمولاته الزهراء وشدة تعلقه بها ، فهذا جزء من رد الجميل لهذا السيد المقدس بحيث يفرح وهو في عليائه لما يرى من ابنائه البررة وهم يستعرضون في يوم ولادة الزهراء عليها السلام طاعة لامر قائدهم .
سادسا:- ان في هذا الاستعراض الشريف نفسه التعرض الى نيل العطاءات الالهية وغفران الذنوب ورفع النوائب والكروب ، وباستعراضنا نقول لله تعالى ولمولاتنا الزهراء سلام الله عليها اننا لا نملك الا انفسنا نقدمها بيضاء صافية بين يدي الزهراء عسى ان ترضى عنا وبرضاها يرضى الله تعالى عنا ويصلح حالنا ويعجل بفرج مولانا صاحب العصر والزمان ويكشف هذه الغمة عن هذه الامة.
سابعا:- ان في هذا الاستعراض الشريف تقوية لشوكة المسلمين والمؤمنين في العراق خصوصا وفي العالم عموما ، لاننا بهذا الاستعراض نقول للمحتل واذنابه انك مهما حاولت من محاولات شيطانية بائسة فانها لا تنطلي علينا ولن تسلب ايماننا ولذلك فاننا خارجون ولمخططاتك مهدمون. ولنقول لمولاتنا الزهراء ان هذا الاستعراض هو رفض للظلم والظالمين ومساندة للحق ومن له طالبون.
ثامنا:- ان في هذا الاستعراض الشريف ممارسة لعملية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبشكل واضح وفعال فهو امر بالمعروف حيث يدعو جميع الناس وبالخصوص المؤمنين الى التوحد ونبذ الخلافات والتفرقة بشتى انواعها وبذلك نستطيع دحر وهزيمة عدونا المتمثل بالثالوث المشؤوم واذنابهم من العملاء والانتهازيين. وهو نهي عن المنكر لانه رفض للاحتلال واعوانه وبحيث الكل ينادي ويشعر بنفسه وعقله وفعله انه لابد من خروج المحتل من بلدنا الحبيب حتى يبتعد عنا رجسهم ورذيلتهم .
تاسعا:- قلنا سابقا ان القيادة المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر حكيمة ولا يصدر منها الا ما هو خير وبركة وهذا الاستعراض هو باب واسع من ابواب الطاعة قد فتحه السيد القائد للشعب العراقي بجميع طوائفه ، بل قل هو خطوة تكاملية وخصوصا للذين يبتغون ذلك ، بحيث ان هذا الاستعراض يكون مكملا لما بدأوه من سير تكاملي نحو رضا الله تعالى ورضا الامام المهدي عليه السلام ومن ثم رضا قائدهم الحكيم مقتدى الصدر .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
علي الزيدي
١٣ جمادى الاخرة ١٤٣٢
أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير وأن يوفقنا لنزيد من أخوتنا لنيل
رضا القائد المفدى السيد مقتدى الصدر اعزه الله لان رضاه يرضي
الزهراء ع وهو غايتنا إن شاء الله لانه رضاً له سبحانه وتعالى ببركة
الصلاة على محمد وآله الاطهار