المعتصم ينتصر
في دول العالم سواء منها الغربية او غيرها للأحداث فيها عيونٌ وألسن تثير العالم نحوها ليكون المتلقي أما موافقاً متحمساً لهذا الحدث أو يكون ناقماً ضَجِراً منه ، وهذا الموقف ينبع من طبيعة الفرد الانتقائية أولاً ومدى معرفته وفطنته للأسباب التي تمخض عنها الحدث وتبلور لكي يظهر بالشكل الذي وصل اليه .
وهذا ألأمر لم يكن وليد الصدفة وإنما كان للعولمة وما وصلت إليه من مستوى تقني عالي ، هو المستوى المدني أو الحضاري بإعتبار ان العالم في هذا العصر قد تجاوز المرحلة القومية والدولة القومية ليكون قرية كونية صغيرة ، ولكن بما أن العولمة انطلقت الى العالم من البيئة الغربية وإمريكا بالذات ، ونشأت في أحضانها كآلية مهمة لتوطيد دعائم النظام العالمي الجديد ، تمحور الجزء المهم من الجانب الإعلامي فقط على ما يخدم هذا النظام ، أو قل العمل على إلفات الناس الى الحدث الذي تكون نتائجه تصب في ذلك البناء السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تطلّع له . وخصوصاً ان العالم بعد حوادث الحادي عشر من أيلول ٢٠٠١ أصبح عالماً للقوة العسكرية وخطاب التدخل واختراق السيادة الوطنية .
والدليل على ان الاعلام الاستكباري وشبكات الاعلام الوضيعة التابعة له لم تعر للأحداث والتحولات الكبيرة في العراق أي إهتمام وجعلتها بالهامش ، من دون أن تعطي لها الصورة الحقيقية التي تبرهن على عظمة هذا الشعب وإصراره على رفض الظلم والاستعباد من قبل حكومة فاسدة لبست ثوب العاهرات فلا يهمها ما قيل عنها ويقال ، فظنوا أنهم عندما يمنعوا التغطية الإعلامية عن تلك المظاهرات الوطنية والاحداث المتسارعة بأنها فورة وغليان سينتهي على عجالة ، وسيعود الأمر كما كان عليه سابقاً .
لكن هيهات يعود الأمر كما كان من دون أي تغيير ، وهذا ما أصرّ عليه ممثل الشعب السيد مقتدى الصدر وهو يقودهم بخطابه وحركته الإصلاحية المباركة الى بر الأمان ، بعد ما راهن المستكبر والحكومة الضالة ومن تابعهم بالسوء والفساد على فشل تلك المظاهرات والاعتصامات ، ولكن بإنضباط الشعب وإلتزامه بالسلم والسلام ، عاد ذلك الرهان عليهم كفٌ تصفعهم ، واضعة عليهم وشاح الفشل والخيبة ،فلاحت أول خطوات الإصلاح بتغيير الكابينة الوزارية الفاشلة ، لتكون تلك المظاهرات والاعتصامات أولى علامات النصر وتجربة يُحتذى بها ويستفاد منها كل العالم في كسر إرادة الظالم وإعلاء ارادة الشعب .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
علي الزيدي
٢٢ جمادي الثانية ١٤٣٧
١ / ٤ / ٢٠١٦