- الى متى نزف الدماء - بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
كَثُـــــــرت بلاءاتــــــك يا عراق، كل يوم صورة جديدة تحكي معاناتك وهمومك.
كل يوم والصورة تزداد مآسي، وحروف الحزن باتت عاجزة عن إيصال ألفاظ مـآسيــك وآلامـــــــــــك.
كل يوم تُكّتَب صفحات وصفحات تنعى رجالك ونساءك وأطفالك، لأنهم فارقوا الأهل والأصحاب، واختاروا الرحيل بلا وداع أو صوت يبقى كذكرى تواسي قلباً مفجوعاً بمصيبة الفراق.
كل يوم المشهد يتكرر مع زيادة في مفردات الدمار والهلاك، وحكومة الفساد تنظر وتفكر، ثم تعود وتفكر ثم تنظر، فتقرر:- أنها ستفكر ، وبعد مخاض طويل وعسير يخرج فرد من أكابر مفسديها ، بعد أن عَبَسَ وبَسر ، ثم أدبر وأستكبر فقال :- إنّ هذا الشعب الذي تظاهر هو الإرهاب بعينه ، وكلهم من بقايا البعث وهو سبب الدمار ، والحكومة براء من ذلك ، فهي كما وصفها بعضهم بأنها ملائكية .
فبهذه المهاترات والخزعبلات يريدون أن يضحكوا على الأبرياء من أبناء هذا الشعب، وفي الحقيقة هم يضحكون على أنفسهم، ويثبتون يوماً بعد يوم مدى تفاهتهم وذهاب ماء الحياء عن وجوههم.
فإلى متى السكوت يامن لم تساهموا بخطوات الإصلاح، وتقفوا صفّاً واحداً مع إخوتكم المتظاهرين الثائرين من أجل إزالة هؤلاء الفاسدين من أرض العراق الحبيب، لِنَنْعِم بالسلام والأمان، فالمفسدون هم العروق النابضة التي تمد الإرهاب بالحياة وتدعمه بالبقاء؟!
الى متى السكوت عن الفاسدين وهم قتلة الشعب ؟! فأي مسؤول هذا الذي لا يعي من مسؤوليته شيء، ولا يعرف سوى ترفيه نفسه، وتحقيق أحلام زمن الحرمان في حاضر قدّمته العمالة والإستكانة والخضوع للغير ؟!
وأي قناعة كبرت في نفس من لم يخرج مطالباً بالإصلاح حول الفاسد بحيث تجبره أن يجلس تحت سياط الإرهاب ، مقدماً جسده وأجساد عائلته لِتُذَر بين الحين والآخر أشلاءاً مقطعة في الهواء ؟!
فيا أبناء بلدي الحبيب دعونا نتّحد ونرمي بالخلافات الفرعية جانباً ولنقف صفّاً واحداً بوجه هذه الموجة من الفساد التي تريد تمزيق العراق وقتل وتشريد أبناءه .
فعجيب ألا تريد أن تدافع عن نفسك وعن عائلتك وعن وطنك وعن دينك، تحرزاً من قادم الأيام المرعب ؟!
ألا تريد أن تنتصر على نفسك الأمّارة بالسوء، وتقول لها ولو لمرة واحدة – كلا – وسأفعل خلاف ما تريدين ؟!
ألا تريد أن تعيش بعزّ وشرف وتبدّل حياة الذل والهوان؟! فموت العِزّ والشموخ خير من موت الذل والخضوع، بالرغم من أن الموت واحد، لكن شتان بين الإثنين .
علي الزيدي
٢٨ رمضان المبارك ١٤٣٧ هـ
٤ / ٧ / ٢٠١٦
لا أبرئ ذمة من ينسخ الموضوع وينشره دون ذكر الكاتب والمصدر