الدرس الخامس (في مقدمة دروس موسوعة الأمام المهدي عج )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
أخيراً لابد من ذكر هذه الكلمة حول كتاب موسوعة الإمام المهدي عجل الله فرجه ويسر مخرجه وهي من الكتب المميزة والفريدة في بابها وقد حملت بين طياتها العلم الغزير والنفع الكبير, حملت الأفكار البكر, والأسرار التي تحتاج إلى حلّها الكثير من الشكر. حملت نور ذلك القلم الذي لم يكن بينه وبين الحقائق حجاب, قلمٌ بعرفانه كان على الشيطان وإسرائيل وإمريكا نارٌ وعذاب. كتاب حمل بين طياته المنطق والفلسفة وعلم الكلام والفقه والأصول ووالعرفان والعقائد وغيرها الكثير. ولذلك من المفروض علينا أن ننشئ مراكز ودراسات أكاديمية متخصصة في كتاب الموسوعة وبيان أهدافه ومميزاته وأطروحاته, وذلك لكي يتمكن المتخصص بعدها من فهم الموسوعة فهما صحيحاً مما يزيد من سعة إدراكه للمسؤولية من وراء ذلك الفهم الصحيح ومن ثم سوف يستفاد المجتمع بشكل أكثر ويستوعب مسؤوليته بشكل أوسع من هذا الكتاب المبارك. ويا ليتنا لو فعلنا ذلك, فكم من الخير الوفير والنعيم المقيم الذي سوف ينزل علينا, وذلك لما ستحدثه هذه الموسوعة من تغيير في النفوس وإبطال لكثير من العادات والطقوس. أما طريقتنا التي اعتمدناها في هذا الشرح فهي تعتمد على النقاط الآتية:- النقطة الأولى: إننا لم نبدأ بالمجلد الأول ثم الثاني وهكذا, وإنما سوف نعتمد طريقة اختيار فصول أو مواضيع معينة من الأجزاء الأربعة لا على التعيين اعتماداً على ما ذكرناه في النقطة الثامنة من مميزات الموسوعة. النقطة الثانية:- سوف نعتمد طريقة كتابة متن الكتاب ومن ثم يكون الشرح بعده بالمباشر. وهذه الطريقة سوف تكون أسهل للقارئ بطبيعة الحال. النقطة الثالثة:- أحيانا نطرح في هذا الشرح أسلوب السؤال والجواب وذلك متى ما احتجنا إلى التوضيح من خلال هذا الأسلوب. النقطة الرابعة:- سوف نبتعد قدر الإمكان عن كل معاني الإيحاء والتشخيص المباشر لإثبات أي شخصية من الشخصيات والتي توحي للقارئ أو تعطيه صورة مباشرة لتشكيل موقف آني وتعليقه على شماعة الأحداث. النقطة الخامسة:- وهي نقطة هامة جداً وهي النقطة الجوهرية في الموسوعة نفسها والتي أرادها السيد الشهيد قدس سره فعلاً وهي الحفاظ على خلق جو التهيء والانتظار الايجابي الذي ينبض بالإخلاص للإمام عليه السلام والتضحية المرجوة بين يديه بغض النظر عن الزمن وأشخاصه بحيث حتى لو تغيرت الأشخاص وتبدل الزمان لا يؤثر هذا في المنظور الفكري والعقائدي للمنتظر الفعلي ويبقى بنفس الهمة ونفس الفاعلية التي أوجدها وبناها من الأحداث ولا ينكسر بموت شخص أو تبدل إسم, ومن الأمور التي تساعد على تثبيت هذا المسار أن خط الشر على امتداد التاريخ هو واحد وخط الخير كذلك والذي يتغير فقط الاسم والنمطية وهذا مما لا يضر بالموضوع في شيء, بل على العكس يزيد من تكامل الفرد ونجاحه بالتمحيص كلما امتد الزمن وتبدلت الأحداث وهو مستمر في نجاحه بمعرفة خط الخير وخط الشر مهما حاول من تغيير في منهجيته وسلوكه. وعلى نفس هذا المنهج الذي اختاره السيد الشهيد قدس سره سوف نسير في شرحنا هذا ولا نحيد عنه بالقدر المستطاع. سائلين المولى عز وجل أن يعيننا على ذلك بفضله ومنّه وجوده وكرمه وعسانا أن نوفق لرد ولو الشيء القليل القليل من جميل ذلك المصلح الإلهي والناطق الروحاني الشهاب الثاقب الذي خرق ظلمات أنفسنا ليريها معنى النور وليوصلها إلى بارئها طاهرة نقية. إليك يا سيدي أهدي عملي .
