أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
شرح كتاب منهج الصالحين
ج١ كتاب الاجتهاد والتقليد
مسالة رقم ١ :( المتن )- يجب(١) على كل مكلف(٢) لم يبلغ رتبة الاجتهاد أن يكون في جميع عباداته(٣) ومعاملاته(٤) وسائر أفعاله وتروكه مقلدا(٥),
إلا أن يحصل له علم بالحكم لضرورة وغيرها . كما في بعض الواجبات, وكثير من المستحبات والمباحات(٦) .
الشرح والبيان:-
(١) الوجوب وهو وجوباً فطريا وذلك من باب وجوب دفع الضرر المحتمل, وهذا الوجوب يجده كل عاقل من نفسه بعد علمه بأنه مخلوق لغاية وإنه ليس كالبهائم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .
وكذلك هذا الوجوب عقليا من باب وجوب شكر المنعم.
* ولم يكن هذا الوجوب شرعيا, نعم الشرع يرشد المكلف إلى حكم عقله وذلك ببيان العذاب والتخويف منه.
* أما الوجوب التخييري بين الاجتهاد والتقليد هو وجوباً عقليا.
(٢) المكلف :- يدخل الذكر حيز التكليف أو مرحلة الخطاب الإلهي عندما تتحقق فيه احد الأمور الثلاث الآتية :-
١. نزول المني .
٢. إنبات شعر العانة ( العانة هي المنطقة التي تكون فوق العضو التناسلي الذكري )
٣- بلوغ ١٥ خمس عشرة سنة قمرية كاملة.
وأما الأنثى فتدخل حيز التكليف بعد أن تكمل تسع سنين قمرية
ملاحظة:- إذا شك الصبي وكذلك الصبية في بلوغه بنى على عدم البلوغ, حتى يحصل له اليقين ببلوغه.
(٣) العبادات:- كل ما يتقوم بقصد القربة, أي بمعنى إن العمل لا يصح الإتيان به إلا بقصد القربة كالصلاة والصوم والحج وغيرها.
(٤) المعاملات:- كل ما لا يتقوم بقصد القربة مثل العقود والإيقاعات كالبيع والإجارة والنكاح والطلاق وغيرها.
(٥) سائر الأفعال والتروك:- كحيازة المباحات واللقطة والأطعمة والاشربة والحجر والصيد والذباحة ونحوها.
ونستطيع أن نقول على المكلف المقلد أن يكون مقلداً في جميع أبواب الفقه من أول الطهارة إلى آخر الديات.
(٦) لان وجوب التقليد قائم على من جهل الواقع, إذ مع العلم به نتيجة الضرورة أو اليقين ( والضرورة واليقين من أقوى الطرق وأجلاها لمعرفة الواقع) لا معنى لوجوب التقليد.
ومثل الضروريات: الصلاة والصوم وحرمة الزنا والربا
ومثل اليقينيات : كالمسائل القطعية التي يمكن العلم بها بلا جهد ودرس كبعض الواجبات مثل: وجوب العدة على زوجة الميت وعلى المطلقة الشابة بعد المقاربة.
ومثل المستحبات:- الأدعية والأذكار.
ومثل المباحات: أكل الرمان والعنب.
ملاحظة:- المعروف إن التقليد هو الأخذ بقول الغير من غير حجة ودليل. ولازم ذلك عدم صدق تعريف التقليد في الضروريات لان نفس الضرورة من أعظم الحجج فان وجوب الصوم والصلاة أو الحج وأمثالها لو أخذت من العالم لا تسمى تقليد لوضوحها عند العامي أيضا, وكذا في اليقينيات فمع فرض حصول اليقين للعامي يخرج عن كونه بلا حجة, لان اليقين بنفسه حجة.