اعوذ بالله من شر الشطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وقت مضى وبما يقارب الأربع سنوات ، ونحن ننظر ونراقب هذا الموقع المبارك ، عساه أن يقدم ما يرضي الله تعالى والمعصومين عليهم السلام ، ويسير في دائرة ماخطّوه لهداية الناس .
وحسبي في نجاحه أنّه كان محطّ عناية عشاق آل الصدر ، وأخذوا يعقدون الأمل والثقة بكل ما يصدر منه ، ويتابعون كل ما هو جديد بلهفة الصابر والمنتظر الولهان .
ولكن وإن كنا قد وضعنا القدم الأولى في هذا الدرب ، فإن الدرب لم ينته بعد ، لأنه طويل ، وسيساير طول الغيبة للمعصوم عليه السلام ، لابل حتى بعد الظهور الشريف . وسيزداد صعوبةً كلما طُويت الأيام ، وتعمقت التجارب ، وأنتحبَ الناحب ، وضاق صدر الطالب .
فالمطلوب لن ينتهي ، والأوامر لن تتوقف ، والحركة تبقى في جوهر الساعي ، تنقله من علوٍ الى علو .
فأنت وأنا كلما إنتهينا وأتمْمنا عملاً ، خرج لنا من رحم الإنتظار عملاً آخر ، هو أشد من سابقه ، بل لعله يكون هو الفاصل بين الإستمرار بهذا الدرب أو التوقف والفشل والعياذ بالله .
فيا أيها الساعي في هذا الصرح العقائدي المبارك ، بل أقول أيها الفارس في هذا الميدان ، إجعل من قلمك وإعلامك وجميع وسائل نشرك ، صفحات هدايةٍ للباحثين عن الهداية ، وسُبل رشادٍ لمن أراد وعياً ورشداً .
وحتى لا أطيل عليكم بودي أن أقدم بعض النصائح والتوجيهات للعاملين في هذا الصرح المبارك عسانا أن نعتبر بها :
اولاً : عليكم بالأخوة والمحبة فيما بينكم فإنه لا ينجح عملاً ولا يحقق المطلوب الكامل من دونهما .
ثانياً : عليكم بالقراءة والمتابعة لكل ما يزيد في وعيكم وثقافتكم وحتى لا تكونوا في معزل عمّا يجري حولكم .
ثالثاً : إجعلوا بينكم تنافساً مشروعاً ، على كل ما هو أحسن ، ويزيد في جمالية وعمق اهداف موقعكم المبارك ، فالله تعالى يقول في محكم كتابه الكريم : (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) . سورة المطففين ١٧ – ٢٦ .
رابعاً : لا تستح من قليل تقدمه ، فإنه ما من كثير إلّا وبدأ بقليل ، فالمحروم من قُطِعَ عن العمل بالمرة ، فأسعى أن لا تكون من المحرومين ، وأرحم نفسك بالعطاء الذي تقدمه في موقعك ومنتداك مهما كان قليلاً ، وإلتفت جيداً إن الله تعالى ينظر الى صدق النية وإخلاصها ، ولا يهم حينها كَثُرَ العملُ أو قل .
خامساً : عندما تكتب أو تنشر موضوعاً فليكن في داخلك يقيناً بأن هناك أحدٍ ما سيهتدي به ، وأنّ الله تعالى قد إختارك لتكون سبباً لهدايته ، وحينها فما أسعد حظك ، وأطيب عطاءك لأن الله تعالى إختارك من دون الآخرين .
سادساً : لا تجعلوا من موقعكم ضيقاً في مفاهيمه وعطاءاته ، بل إجعلوه شمولياً لكل معاني الإيمان والهداية ، لابل لكل السمات الإنسانية الحرة ، وبغض النظر عن الإنتماء والتمذهب .
سابعاً : أن نفهم جيداً أنّ ما نقوله وننشره في هذا الموقع الكريم يجب علينا أن نفعله ونعيش خطواته ، ونكون من مصاديق ما قلناه . وعلينا أن لا نكون من الذين يشملهم قول عز من قائل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) . سورة الصف ٢ – ٣ .
ثامناً : التواجد والتواصل في المنتدى ، فإنه من العوامل المهمة في إضفاء الحياة له ولك . فلا يمكنك أن تتقدم وتتطور وتتعلم وتتدرب إلّا من خلال ذلك . فأفهم ذلك ولا تدعه يمر عليك مر السحاب .
هذا وأخيراً أقول إنَّ الشكر من الله وليس مني لفرسان الموقع الذين سهروا الليالي ، وأرهقوا الجسد ، وباعوا ساعات أيامهم لله عز وجل ، فلم يكن لدنياهم من وقتهم نصيب ، إلّا ما يسد به الرمق وتحفظ به الحياة .
فأدعوا الله العزيز القدير أن يمنَّ عليهم بالصحة والأمان ، وأن يمدّهم بالبركة ، وأن يخرجنا وإيّاهم من مضلّات الفتن ، وأن لا يحرمنا من بركات آل الصدر الكرام ، وأن يجعلنا في كنفهم لائذين ، وبهم من هموم الدنيا وبلاءاتها عائذين . آمين رب العالمين .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
مؤسس الموقع