المنتديات اتصل بنا
 القائمة الرئيسية
 أقسام دروس جامع الأئمة:
 أقسام المقالات:
 اقسام مكتبة الشبكة
 القائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 البحث:
الصفحة الرئيسية » المقالات. » في الصميم » شعب العراق شعب البطولة والوفاء / بقلم الاستاذ علي الزيدي
 في الصميم

المقالات شعب العراق شعب البطولة والوفاء / بقلم الاستاذ علي الزيدي

القسم القسم: في الصميم الشخص الكاتب: الأستاذ علي الزيدي المصدر المصدر: شبكة جامع الأئمة عليهم السلام التاريخ التاريخ: ١٧ / ٤ / ٢٠١٦ م المشاهدات المشاهدات: ٣٠١٣ التعليقات التعليقات: ٠
شعب العراق شعب البطولة والفداء
شعب العراق شعب البطولة والفداء
الشعب اليوم أمام مسؤولية كبرى ليس من الهّين غض الطّرف عنها ، أو النظر الى محرك أو شاخص آخر دونها ، لأنها تمثل المصير الذي يعني العبودية والذلّ أو الحريّة والعزّ ،

شعب العراق شعب البطولة والوفاء

بقلم الاستاذ علي الزيدي

الشعب اليوم أمام مسؤولية كبرى ليس من الهّين غض الطّرف عنها ، أو النظر الى محرك أو شاخص آخر دونها ، لأنها تمثل المصير الذي يعني العبودية والذلّ أو الحريّة والعزّ ، فهذان الشيئان هما اللذان يرسمان للفرد المصير الأسود أو المستقبل المشرق، فأحدهما برزخ للسعادة والعدل في هذا البلد الجريح والآخر برزخ للشقاوة والعناء .

وهذا ليس بغريب على الشعب العراقي فسجية هذا الشعب وطبعه محاربة الظلم والفساد ولا يقبل بغير الصلاح والإصلاح ولذلك كان هذا البلد من أكثر البلدان التي احتضنت الانبياء والصديقين، وهو الذي دائماً تسيل منه دماء القادة الصالحين لتروي أرضه بالعطاء والمدد الالهي .

فهو البلد الذي من أرضه خرج ابراهيم ( عليه السلام ) فواجه ظلم وإستكبار النمرود طاغية عصره ، فجمع الحطب العظيم يريد إحراق من قال في وجهه كلا للفاسد فأنجاه الله تعالى منه ومن كيده .

والعراق أرض الطُهر التي استحقت أن تحتضن بفراتها ونخلها مريم ( عليها السلام ) لتلد عيسى مباركاً حتى يكون رِدءاً للإمام المنتظر ( عليه السلام ) .

وفي أرض العراق كانت خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فهو الوطن الوحيد الذي استطاع ان يتشرف لحمل ثقل إمامة وخلافة علي ( عليه السلام ) .

وأبى الله عزّ وجلّ  إلا  ان يكون العراق الأرض التي يرحل اليها الإمام الحسين ( عليه السلام ) ليخرج منها ثائراً ضد المفسدين لتسيل دماؤه مع دماء خُلّص الاصحاب على هذه الأرض المباركة حتى تكون مشعلاً للثوار على طول مدى الزمان .

وفي العراق ثار زيد الشهيد ، ذلك البطل العلويّ مع تلك القلّة من الأصحاب مقارعاً ظلم آل امية وإستكبارهم .

ولعمق الفكر والإخلاص لدى الشعب العراقي ولعظم شأنية التربية فيه ، فقد تحمل عبء نيابة الإمام المهدي ( عليه السلام ) في غيبته الصغرى أربعة مؤمنين مخلصين كُمّل من العراق فقط ، فكان لجلالة قدرهم وعِظم مقامهم الدور الأكبر في الحفاظ على القواعد الشعبية للإمام من الضياع ، فكان ذلك رسالة إلى العالم بأن في الغيبة الكبرى لابدّ أن تكون القيادة التي تحافظ على القواعد الشعبية من الضياع والتشتت من العراق.

وفي العراق قامت ثورة العشرين ، تلك الثورة الشعبية التي قهرت الاستعمار البريطاني فرضخ للشعب مقهوراً .

وفي العراق ظهر الشهيدان الصدران ( قدس الله نفسيهما ) ليقفا بوجه أعتى طاغوت في عصرهما فأسقطت دماؤهما الطاهرة صدام عن عرشه وأذاقته هزيمة الذل والهوان .

هذا غيض من فيض . وقد حاول الغرب الكافر وعملاؤه وبعض دول الجوار أن يقللوا من قيمة الفرد العراقي بإتهامه بالتهم الباطلة والاقاويل المزورة للتقليل من شأنه وتحطيمه معنوياً ومادياً ، والذي ساعدهم على ذلك كثرة البلاءات عليه وما لاقاه من ظلم وعدوان .

فقد تعامل الاستكبار بقسوة شديدة مع هذا الشعب ، فلم يدعوه يعيش السلام والأمان يوماً واحداً، ليس إلا الدمار والحروب وفقر وتشريد وسجون، ولو كان الضغط والبلاد الذي لاقاه العراق واقعاً على أية دولة في العالم غير العراق لأنهارت ولم يبقَ منها خبر يذكر .

فهذا إن دلّ على شيء فيدل على عظمة هذا الشعب، الذي يبقى مُصّراً على الحفاظ على ترابه ووحدة شعبه ومتمسكاً بعقيدته وإن طال وقسا الزمن عليه .

وعلى هذا ألاساس علينا أن نفكر في إتخاذ الموقف الذي نستطيع أن نمتلك به إرادتنا ونحدد ما هو صالح بأيدينا، ولا نكون كقطع الشطرنج تحركنا أيادي الغير لتوصلنا الى مكان سحيق، خط لنا ملامحه الإستكبار والمستكبرين.

فإن أصرّ البعض على عدم الخروج فهناك عدّة نقاط يمكن أن نقولها له منها :

أولاً : إنك إن كنت تحب الحياة وتتمسك بها وتخاف على نفسك من إحتمالات التعرض الى الخطر أو فقدان المركز أو الوظيفة . فإنك قد أسأت الظنّ بالله، فقد تتعرض الى الموت أو الإصابة بأي حادث خارجي غير متوقع كالاصطدام بسيارة أو الإصابة بإطلاقات نارية عشوائية أو أي حادث إرهابي وما شاكل ذلك فتنتهي حياتك عندها بلا معنى وبلا هدف، بينما عندما تخرج وتواجه الظالم، فهذا بالتالي غير معلوم النتائج بشكل يقيني، ولكن يبقى على كل حال إحتمال الحياة والبقاء في الدنيا موجود، وأمّا إن أستشهدت أو سُجنت أو طُردت من الوظيفة ففي كل هذه الإحتمالات يثبت العزّ والفخر والشموخ فيها بلا إستثناء.

ثانياً : عندما تبقى بعيداً عن ساحة الحدث ويبقى غيرك كذلك بعيداً وكأنه لا يعنيه من ألامر شيء، وأنت تعيش هذا الوضع من العذاب والدمار والبلاء والسرقات والخيانة وذهاب ألأمان، فماذا تنتظر، وبأي مقام تتحرك، فها هي ثلاث عشرة سنة قد مضت بلا خدمات ولا وعود صادقة، فأي شيء بعد ذلك يحركك ويدفعك لمواجهة الظلم ولأي زمن تدخر نفسك ومتى تضحي بالغالي والنفيس؟!

فإن كنت الآن تعيش عيشة دنيوية راضية، فإن الخطر سيأتيك لا محال لأن النار تبدأ بقدحة وبمكان صغير، فإن لم يتم إطفاءها فستنتشر وتعم وسيهلك المكان بأكمله مهما كبر .

ثالثاً : إن كنت مؤمناً وتخاف الله تعالى وتسعى الى نيل مرضاته، أو حتى إن كنت إنساناً غير متدين ولكنك تحترم إنسانيتك وحريتك، فعليك أن تسأل نفسك، بل تلح وتكرر عليها السؤال وهو هل أنك راضٍ عن أداء الحكومة وهذه الكابينة الوزارية الفاسدة .

وأنت ترى بأم عينك أفعالها المشينة وصفاتها المريبة ! فما هو دورك تجاه هكذا فساد، وما هو ردك على نفسك، إن إخترت الصمت والانطواء ؟ فالجواب أكيد أنت تعرفه، فهل ترضى بأن توصف بأوصاف مخجلة قد حكمت عليك بها نفسك قبل الأخرين ؟!

رابعاً : الآن الشعب ماضٍ في طريق الإصلاح، وعندما سيتحقق الإصلاح أو جزء لا بأس منه وأنت جالس في دارك لم تتحرك قيد أنملة، نحو هذا الإصلاح، فماذا سيكون موقفك أمام من خرج من الشعب طالباً للإصلاح ؟! وماذا سيكون موقفك أمام عائلتك ؟! وأولادك عندما يكبرون ويقرأون التأريخ ماذا ستقول لهم حينما يسألونك : ما هو موقفك من ثورة الشعب الإصلاحية . هذا طبعاً إذا غضضنا النظر عن موقفك الشرعي مما يقوله الله عز وجلّ في كتابه المحكم : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ} [الصافات : ٢٤]

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم

علي الزيدي

٩ رجب ١٤٣٧

١٧ نيسان ٢٠١٦

                       

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: * إعادة التحميل
 مكتبة آل الصدر
 

 تطبيق جامع الأئمة ع

 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 أخترنا لكم من الكتب:
نستقبل طلباتكم واستفساراتكم